قال الخبير العسكري الإسرائيلي موشيه روفيني، إن “التهديدات الأمنية تتزايد حول تل أبيب، والجيش بحاجة إلى حلول للتصدي لها”، مشيرا إلى أن “الغلاف التكنولوجي المتطور لإسرائيل يمثل أحد الحلول الأكثر فعالية المتاحة للجيش”.
وذكر روفيني في مقال نشره موقع “ميدا”، أن الجدوى التكنولوجية الإسرائيلية اتضحت بعد قيام أربعة من أعضاء لجنة التسلح بمجلس الشيوخ الأمريكي بدعوة وزير الدفاع لويد أوستن إلى إنشاء مجموعة عمل إسرائيلية- أمريكية، للاستفادة من قدرات إسرائيل التكنولوجية في ساحة المعركة.
وتابع: “قد تساعد إسرائيل القوات العسكرية الأمريكية من خلال تقنيات متطورة مختلفة، بسبب حيازتها لقوة عسكرية تكنولوجية متطورة في العقدين الماضيين، لأنها تعيش في صراع دائم، ويتعين عليها في النهاية التعامل مع التهديدات الأمنية المختلفة وحدها، ما يتطلب منها تقوية أمنها من خلال صناعات عسكرية مزدهرة تساعدها في مختلف ساحات القتال”.
الصواريخ الدقيقة
ولفت إلى أنه “قبل قيام إسرائيل، فهم ديفيد بن غوريون أن هذه الدولة الفتية ستتعرض للهجوم من الجيوش العربية، وأن استمرار وجودها سيكون في خطر، ومنذ حرب 48 التي شهدت تفوق الجيش الإسرائيلي على الجيوش العربية الكبيرة التي تفوقه بعشرات المرات، مرت الكثير من المياه في النهر، وباتت التقنيات العسكرية أداة أساسية لحفاظ إسرائيل على وجودها”. الصواريخ الدقيقة وأكد أن “إسرائيل تجد نفسها مدفوعة لتقوية قدراتها التكنولوجية العسكرية، لأن صواريخ أعدائها الدقيقة وطائراتهم دون طيار تشكل خطرا فوريا عليها، وتعتبر تهديدا لاستقرار الشرق الأوسط، خاصة في ضوء سباق إيران للأسلحة النووية، ما يشكل تهديدا حقيقيا للقواعد الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقد شهدت الأشهر الأخيرة تنفيذ عدد قليل جدا من الهجمات على منشآت عسكرية أمريكية من خلالها”.
وأشار إلى أنه “بجانب الخطر الوجودي للبرنامج النووي الإيراني، هناك مخاوف متزايدة في إسرائيل من سقوط طائرات إيرانية دون طيار في أيدي حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، اللتين تسعيان لتصنيع العبوات الناسفة بهدف تفجير المواقع العسكرية، وامتلاكهما لطائرات مسيرة انتحارية، مع تصاعد التوتر البحري بين إسرائيل وإيران، عقب حوادث السفن الأخيرة”. وأوضح أنه “إضافة للصواريخ الإيرانية، يعمل حزب الله كموقع أمامي لإيران، ولديه ترسانة من 150 ألف صاروخ قادر على تغطية كل جزء من إسرائيل، ويثير توجه إيران بشأن الصواريخ الباليستية مخاوف من نجاح حماس والجهاد الإسلامي لمحاولة تحديد مخزون الصواريخ المتاح لهما، ومحاولاتهما تهريب أسلحة إيرانية الصنع إلى قطاع غزة”.
ونقل عن الجنرال الأمريكي ناتونسكي من مشاة البحرية، كيف “ستبدو عليه الحرب القادمة في الشمال ضد حزب الله، ونجاحه بإخضاع الدفاعات النشطة لإسرائيل، سواء القبة الحديدية والعصا السحرية ونظام السهم، من خلال قدرة منظوماته الصاروخية على وصول أي نقطة في إسرائيل، لأنه يمتلك الآن قوة نيران أكثر من 95٪ من الجيوش التقليدية في العالم، مع صواريخ أكثر من جميع أعضاء الناتو الأوروبيين مجتمعين”. ونوه إلى أن “أنظمة الدفاع الإسرائيلية ستحاول صد الهجمات ضد مختلف المنشآت العسكرية والاستراتيجية كالموانئ والمطارات، رغم أن الجبهة الداخلية ستتلقى آلاف الصواريخ بمعدل لم تشهده حتى الآن، ما سيجعل حرب غزة الأخيرة نموذجا مصغرا لما ستكون عليه الحرب القادمة، وهناك عدد غير قليل في المستوطنات الشمالية غير مستعدة، وليست مجهزة لتلك الهجمات الصاروخية”.
نظام الليزر
وأشار إلى أن “العديد من المستوطنات التي يبعد بعضها كيلومتر واحد عن الحدود اللبنانية ما زالت غير محمية، بسبب استمرار فشل الحكومات السابقة، وإهمالها لمستوطني الشمال”. وكشف النقاب عن “قيام الشركة الإسرائيلية “رافائيل” بالاشتراك مع شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية بتطوير مدفع ليزر قادر على اعتراض الصواريخ والطائرات الانتحارية، وقد يتم تشغيله خلال 3 سنوات، ليشكل مستوى آخر في نظام الدفاع النشط الإسرائيلي، ويحسن توازن الرعب الذي تعيشه إسرائيل حاليا بشكل كبير، ويقلل التكاليف الباهظة حاليا باستخدام صاروخ اعتراض”. وأوضح أنه “بعد حرب غزة الأخيرة طلبت إسرائيل مساعدة بقيمة مليار دولار من البنتاغون، منها 200 مليون مخصصة لتجديد خزانات القبة الحديدية الاعتراضية، ويحتمل أن الصناعة العسكرية في إسرائيل ستقود وتمهد الطريق لدول أخرى فيما يتعلق بأنظمة اعتراض الصواريخ باستخدام شعاع الليزر، وأعلن سلاح الجو إكمال سلسلة تجارب ناجحة مع نظام ليزر جوي غير موجود على الأرض، ولكن على متن الطائرات”.
وأكد أن “نظام الليزر لن يحل محل أنظمة الدفاع الإسرائيلية الحالية، بل سيتم دمجه في المحتوى لإحباط مجموعة التهديدات المتزايدة، مع العلم أن إطلاق النار الشديد على إسرائيل ليس جديدا، فمنذ أوائل الثمانينيات، أطلقت منظمة التحرير الفلسطينية صواريخ الكاتيوشا على المستوطنات الشمالية من لبنان، لكن معظم اهتمام إسرائيل والمؤسسة الدفاعية توجه نحو الانتفاضتين الأولى عام 1987، والثانية عام 2000”.
عربي 21
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.