بين الاختزال والواقع: قراءة هادئة في الاختراق الإسرائيلي

يميل كثيرون، عند وقوع هزّات كبرى في سياق الصراع، إلى البحث عن تفسيرٍ سريع ومباشر، غالبًا ما يُختصر بعبارة من نوع: «انكشاف أمني» أو «ثغرة قاتلة». هذا التوصيف، رغم ما قد يحمله من جزءٍ من الحقيقة، يبقى قاصرًا عن الإحاطة بتعقيدات المشهد، بل

الغرب بين الإرث الحضاري والانحطاط القيمي

يعاني الغرب الأوروبي والأميركي اليوم من أزمة إنسانية وأخلاقية عميقة، تتجلّى في انفصاله المتزايد عن القيم التي طالما ادّعى تمثيلها والدفاع عنها. فخطاب حقوق الإنسان، والحرية، والعدالة، لم يعد سوى واجهة لغوية تُستخدم انتقائيًا، فيما تُمارَس

ساحلٌ على وشك التبدّل: لبنان في قلب حسابات روسيا الجديدة

يبدو أن المشهد في لبنان وسوريا يدخل مرحلة جديدة من إعادة تركيب خرائط النفوذ. غير أنّ ما بدا وكأنه “طبخة ناضجة” ما يزال يفتقر إلى الأساسات الحقيقية التي تمنحه ثباتًا واستمرارية. فالتفاهمات التي تُطرح حول الجنوب اللبناني، وتلك التي تتناول

تركيا والصفقة الكبرى: لماذا اقتربت أنقرة من واشنطن وابتعدت عن طهران وحماس؟

شهدت الشهور الأخيرة تحولاً لافتاً في التموضعات الإقليمية لتركيا، ظهر في ثلاث خطوات مترابطة: التقارب المتسارع مع الولايات المتحدة في آسيا الوسطى، وفرض عقوبات وتجميد أصول على جهات إيرانية، وتراجع الزخم السياسي والإعلامي لدعم حماس بعد اتفاق

التجميل السياسي وإعادة إنتاج الصورة في النسق الغربي

في بنية النسق الغربي الحديث، لا تُفهم السياسة بوصفها إدارةً للواقع فحسب، بل بوصفها إدارةً للرموز والمعاني. فالغرب، في جوهر سياسته، لا يكتفي بإنتاج القوة، بل يسعى إلى احتكار المعنى وتوجيه الإدراك الجمعي للبشر نحو صورةٍ محددة عن ذاته: صورة

إيران وملفات الإقليم: من لبنان إلى اليمن

في لبنان، تقف إيران إلى جانب المقاومة، داعمةً نموذجها السياسي والاجتماعي الذي أعاد التوازن للداخل اللبناني، ومنع "إسرائيل" من فرض شروطها.في غزة، ظلّت طهران داعمًا صادقًا للمقاومة الفلسطينية رغم كل التعقيدات الإقليمية.في سوريا، شاركت في

توازن الخوف أفضل من فقدان المبادرة

منذ أحد عشر شهرًا، ولبنان يعيش تحت استباحة يومية، برًّا وبحرًا وجوًّا. طائرات العدو لا تغيب عن سمائه، وبوارجه تحاصر شواطئه، وقذائفه تخترق حدوده الجنوبية كأنها تذكير دائم بأن سيادة هذا البلد مشروطة بميزان القوة الإقليمي. في المقابل، تبدو

الطائفة التي نزفت للوطن وناصبوها العداء

في هذا الوطن الصغير المزدحم بالتاريخ والجراح، يختلط العطر بالدم، ويمتزج الإيمان بالخذلان، حتى يكاد المرء لا يفرّق بين من يحبّ لبنان ومن يتاجر باسمه. كان التنوّع الطائفي في لبنان نعمةً في أصله، لوحة فسيفساء رسمتها يد الخالق ليكون الجمال

اقتداءً بالنموذج اللبناني: الطائف السوري المنتظر

لم تعد سورية اليوم دولةً مركزية بالمعنى الفعلي، بل خريطة من الإمارات المتجاورة، لكل منها سلطتها وولاؤها وحدودها الخاصة. تبدو البلاد كجسد واحد في الجغرافيا، لكن على الأرض تسود سلطات متعددة: فصائل محلية، جيوش مناطق، وولاءات تتوزع بين

الزيارة السورية إلى موسكو: بحث عن مظلّة روسية وتوازن ميداني مفقود

في خطوة تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز الطابع البروتوكولي، جاءت الزيارة الرسمية إلى موسكو بطابع "شرعي"، مترافقة مع طلب صريح سوري بإعادة انتشار الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب السوري، بحجة الحدّ من الهجمات الإسرائيلية المتكرّرة، وطلب دعم