يستخدم البشر الحيوانات لأغراض عسكرية منذ العصور القديمة، فقد أصبحت الخيول والإبل والفيلة والكلاب والطيور من الأغراض العسكرية التي طوَّعها الإنسان كأداة للصراع، كما سَخّر الحيوانات المفترسة للحماية، والحمام الزاجل للتواصل في العصور المختلفة، والهجوم بها في الأعمال العدائية، لكن في القرن العشرين اتُّخذت خطوات عملية لتجنيد مخلوقات البحار والمحيطات لأشكال متطورة من هذه الأغراض.
لقد تعودنا أن نرى الدلافين على أنها من الحيوانات الاجتماعية والعاطفية، وأنها تحمي الإنسان من الغرق مثلاً، فعندما نتخيل دولفيناً نرى مخلوقاً مرحاً يتمايل فوق سطح الماء، أما أن نرى الدلافين أداة قتل فلم يكن هذا في الحسبان يوماً من الأيام، لكن الإنسان الذي تمرد على كل شيء سخّر هذه الحيوانات الأليفة سلاحاً للحرب.
قد يبدو ما أذكره في مقالي شيئاً من الخيال العلمي، ولكنه في الحقيقة واقع نعيشه، خاصة أن روسيا والولايات المتحدة لديهما تاريخ طويل في هذا المجال، حيث ظهرت لأول مرة فكرة استخدام الثدييات البحرية لصالح الأسطول الإمبراطوري الروسي في ذهن المدرب فلاديمير دوروف في عام 1915، وبعد احتلال شبه جزيرة القرم من الرايخ الألماني في عام 1918 أخذت القيادة الألمانية في الحسبان تجارب المدرب الروسي فلاديمير دوروف، وتم تسميم القوات الخاصة ذات الزعانف “الفقمة”، وتم إتلاف جميع الوثائق الخاصة بالمشروع.
كان قد مضى نصف قرن على مشروع “دوروف” قبل أن يتذكر الناس هذه التجربة مرة أخرى، فمن عام 1962 تم تدريب الدلافين وفقمات الفراء وحتى أسماك القرش في الولايات المتحدة، وتم الاعتراف بالدلافين ذات الأنف القاروري كمجندات للجيش، لأنها تتمتع بقدرات فريدة في تحديد الموقع الجغرافي، وكذلك أسود البحر التي لديها قدرة عالية على الرؤية داخل الماء، حيث اعتبرت أكثر الدلافين الواعدة في هذا المجال، فكانت الدلافين ذات أهمية كبيرة لأنها ليست بعيدة عن البشر من حيث نسبة الدماغ وكتلة الجسم، وتتميز بالذكاء العالي والسلوك المعقد، ولديها تقنيات تحديد الموقع بصدى الصوت بدقة لا يمكن الوصول إليها حتى للإلكترونيات الحديثة، فهي قادرة على اكتشاف كل من الألغام وأي كائنات أخرى في أعماق المحيطات.
وفي أواخر الستينيات استخدم الاتحاد السوفييتي قاعدة “سيفاستوبول” لتدريب الثدييات لأغراض عسكرية، مثل زرع المتفجرات على السفن، أو البحث عن الألغام، وهناك حالة من الجدل حول هل تم استخدام الثدييات البحرية الروسية في الأنشطة العسكرية في ذلك التاريخ أم لا، لكن الدلافين استخدمت لاحقاً لتحديد موقع المعدات العسكرية والعلمية المفقودة.
وخلال الحرب الباردة طورت البحرية السوفييتية العديد من برامج الثدييات البحرية، بما في ذلك تدريب الدلافين في البحر الأسود، وكان مقر الوحدة بالقرب من سيفاستوبول، ومع انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991 انتقلت الوحدة إلى الجيش الأوكراني، ومع ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 أصبحت الوحدة تحت سيطرة البحرية الروسية، ومنذ 2014 تم توسيع برامج الثدييات البحرية الروسية، وعادت إلى الخدمة من جديد، حيث كانت بعض الدلافين العسكرية التي آلت إلى أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي قد عادت إلى روسيا مجدداً، بعد ضم شبه جزيرة القرم، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في أغسطس/آب 2016، عن شراء خمسة دلافين لأغراض عسكرية.
قاعدة بحرية روسية تدافع عنها الدلافين
يستخدم الجيش الروسي دلافين مدربة بشكل خاص للدفاع عن قاعدة بحرية مهمة قبالة شبه جزيرة القرم، فوفقاً لتحليل نشره معهد Naval Institute News الأمريكي، كشفت صور جديدة للأقمار الصناعية أن روسيا نشرت دلافين دربتها عسكرياً لحماية قاعدتها البحرية في البحر الأسود من أي هجوم تحت الماء بالغواصين.
حيث أظهرت الصور التي التقطتها شركة الأقمار الصناعية الأمريكية ماكسار، والتي حللها المعهد البحري الأمريكي، بأنه تم وضع اثنين من الدلافين عند مدخل ميناء “سيفاستوبول” في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، وهو الميناء الذي يقع في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة القرم، لأنه من الموانئ ذات الأهمية العسكرية لروسيا، بسبب رسوّ العديد من السفن الروسية في الميناء، وعلى الرغم من أنها بأمان، حيث تقع خارج نطاق الصواريخ الأوكرانية، فإنه لا يزال من الممكن مهاجمتها من تحت الماء، ما يمنح الدلافين الروسية المدربة عسكرياً دوراً مهماً للدفاع عنها، لمنع قوات الضفادع البشرية الأوكرانية من التسلل إلى الميناء تحت الماء لتخريب السفن الحربية الروسية.
الحوت الجاسوس “هفالديمير”.. المتهم بنقل المعلومات لصالح روسيا
في السنوات العشر الماضية استثمر الجيش الروسي في برامج الثدييات البحرية، وشمل ذلك وحدة أسطول البحر الأسود، وعملية أخرى في القطب الشمالي، حيث يستخدم الأسطول الشمالي الروسي أنواعاً مختلفة من الثدييات البحرية، حيث تتمتع حيتان البيلوغا والفقمة، بطبقات ثقيلة من الدهون للتدفئة، بحماية أفضل من البرد من الدلافين ذات الأنف القارورة المستخدمة في البحر الأسود.
أصبحت وحدة القطب الشمالي أكثر نشاطاً أيضاً في السنوات الأخيرة، حيث تم الكشف عن أنشطة لتدريب الحوت “بيلوجا” في منطقة أولينيا جوبا، وهي القاعدة البحرية السرية “للمديرية الرئيسية لأبحاث أعماق البحار الروسية”، حيث يعتقد أنها المسؤولة عن التجسس تحت البحر لصالح الجيش الروسي، وكان السبب في اكتشاف هذا الأمر حينما هرب دولفين من برنامج تدريب للبحرية الروسية وعثر عليه في النرويج.
ففي أبريل/نيسان 2019، اكتشف الصيادون في النرويج حوتاً في أقصى جنوب القطب الشمالي، وكان يرتدي حزاماً مثبتاً عليه حامل كاميرا ومشبكاً مكتوباً عليه معدات من سانت بطرسبرغ، أدى ذلك على الفور إلى العديد من التكهنات الواسعة بأن الحوت كان جاسوساً. وتمت تسميته “هفالديمير”، حيث إن الجزء الأول من الكلمة باسم hval هي الترجمة النرويجية لكلمة حوت، والجزء الثاني للكلمة جزء من الاسم الأول للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي مايو/أيار 2019، أظهرت صور الأقمار الصناعية منشأة ثدييات بحرية في القطب الشمالي تابعة للبحرية الروسية، مع ظهور حيتان “بيلوجا” في مجموعة من الحظائر، حيث أصبح الحوت الروسي أشهر جاسوس من المخلوقات البحرية، لقد ظهر الحوت “هفالديمير” في النرويج في نفس الوقت تقريباً الذي نقلت فيه البحرية الروسية بعض حظائر الحيتان إلى قاعدة غواصات “Olenya Guba”، وهذا هو المكان الذي تتمركز فيه غواصات التجسس الروسية.
ولم يكن القطب الشمالي ولا البحر الأسود هي المناطق التي أظهرت علامات زيادة استخدام الثدييات البحرية الروسية في الأنشطة العسكرية، ففي عام 2018 نشرت روسيا مجموعة من دلافين أسطول البحر الأسود في القاعدة البحرية الروسية على البحر الأبيض المتوسط في طرطوس السورية، وفقاً لصور الأقمار الصناعية، حيث كانت الصور الملتقطة للدلافين مشابهة لتلك الموجودة حالياً في ميناء “سيفاستوبول” بالبحر الأسود، وبالتالي نستنتج أن روسيا تسعى دائماً للاعتماد على الثدييات البحرية في مناطق عملياتها المسلحة وبالقرب من قواعدها العسكرية.
الدلافين في خدمة البحرية الأمريكية للمهام الصعبة
أنشأت الولايات المتحدة برنامج الثدييات البحرية التابع للبحرية في عام 1959 ومقره خليج “سان دييغو” بالمحيط الهادي بالقاعدة البحرية لوما. لا يضم المجمع سفناً حربية فحسب، بل يضم أيضاً عشرات الدلافين وأسود البحر ومخلوقات بحرية أخرى، حيث يتم فيه تدريب الدلافين ذات الأنف الزجاجي وأسود البحر في كاليفورنيا، لاكتشاف وتحديد الموقع واستعادة الأشياء في الموانئ والمناطق الساحلية وفي العمق في البحر.
ووفقاً للمواقع الخاصة بالبرنامج، فقد تم رفع السرية عن برنامج البحرية في أوائل التسعينيات، على الرغم من أن موقعه على الإنترنت لا يزال يذكر الناس بعدم تصديق الشائعات التي تعززت في فيلم الخيال العلمي الشهير عام 1973 The Day of the Dolphin، حيث يتم تدريب الدلافين كأسلحة هجومية.
حيث تعود الدراسات الأولى التي هدفت إلى دراسة إمكانيات استخدام الثدييات البحرية الدلافين وأسود البحر لصالح القوات البحرية الأمريكية إلى 40 عاماً مضت، حيث شارك في البداية في هذه الدراسات مكتب البحوث البحرية في بوينت موغو، ثم مركز الأنظمة البحرية والفضائية القتالية في القاعدة البحرية في سان دييغو.
ومنذ ذلك الحين تم استخدام بعض أنواع الحيتان المسننة (الدلافين ذات الأنف الزجاجي، الحيتان البيضاء، الحيتان القاتلة، الحيتان التجريبية وأسود البحر) على نطاق كبير من قبَل البحرية الأمريكية، في البداية تم استخدامها للبحث عن الألغام البحرية واكتشافها والقضاء عليها، ثم لحماية الموانئ، واكتشاف الغواصين القتاليين عندما يحاولون مهاجمة مرافق البنية التحتية للموانئ أو السفن أو أرصفة الموانئ.
كان برنامج استخدام الثدييات البحرية ذا طبيعة سرية ولم يتم الإعلان عنه في الولايات المتحدة إلا في السنوات الأخيرة من الحرب الباردة في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان يواجه بعض الانتقادات من المنظمات العامة ونشطاء الرفق بالحيوان، فمن بين 120 من الثدييات المشاركة في ذلك الوقت لهذه الأغراض في البحرية الأمريكية، ظل 70 دولفيناً واثنان من الحيتان البيضاء و20 أسداً بحرياً في الخدمة، أما الباقية فقد تركت الخدمة وتم نقلها إلى أحواض الدلافين وأحواض الأسماك العامة.
حالياً البحرية الأمريكية مسلحة بعدد من الأنظمة التي تتضمن استخدام الثدييات البحرية ويكون معها موظفو الخدمة، والمعدات التقنية المناسبة، وفرق التدريب والصيانة اللازمة، والدعم المادي والبيطري. وأفراد البحرية الذين يشاركون بشكل مباشر في العمل مع الثدييات هم جزء من ثلاث وحدات: الوحدة المتنقلة الثالثة والسادسة للتخلص من الذخائر المتفجرة، ومقرها في القوات البحرية كورونادو وتشارلستون، بالإضافة إلى الوحدة الأولى المخصصة لإزالة الألغام البحرية (أنظمة مكافحة الألغام البحرية MMS).
تم اختبار أول نظام لمكافحة الألغام في عام 1991 ودخل الخدمة في عام 1993، استخدم للبحث عن الألغام في منطقة معينة، حيث تسبح الدلافين بشكل دوري إلى القارب لتوفير العملية وإبلاغ النتائج للمشغلين عن طريق لمس قرص الإشارة في القوس إذا تم اكتشاف الهدف، أو لمس مؤخرة السفينة إن لم يتم اكتشاف الهدف.
إذا كانت نتيجة البحث إيجابية، يتم نقل الشحنة المتفجرة إلى الدلافين، والتي تعلق في اللغم ثم تحرر نفسها منه وتعود إلى القارب وتقفز من الماء على فراش خاص، ثم يعطي المشغل أمراً باستخدام جهاز صوتي لتفجير الشحنة، وفي بعض الأحيان يطلب من الدولفين وضع عوامة في موقع اللغم يتم تصنيفها لاحقاً وتدميرها بوسائل أخرى مضادة للألغام.
نظام MK7 mod 1 تم تصميمه للبحث عن الألغام الموجودة في القاع والتعرف عليها على أعماق تتراوح بين 30 إلى 100 متر، في الوقت الحالي هذا هو النظام الوحيد في البحرية الأمريكية الذي يمكنه اكتشاف الألغام المدفونة في طبقة من الرمل والطمي، لهذا تشارك مجموعتان من أربعة دلافين بها.
أجريت الاختبارات الأولية لهذه التجارب في عام 1976 وبدأت المجموعة الأولى من الحيوانات في أداء المهام في عام 1979، وكان النظام يعمل بكامل طاقته بحلول عام 1988، حيث يتم تسليم الدلافين إلى منطقة العمليات على متن قوارب عالية السرعة، وعندما يتم التعرف على الجسم المكتشف على أنه لغم، فإنها تترك علامة في موقعها، والتي يقوم الغواصون أو المركبات تحت الماء التي يتم التحكم فيها عن بعد بالتوجه إليها لتدمير الألغام.
يستخدم هذا النظام بشكل أساسي لتطهير الممرات، والطرق المؤدية إلى الموانئ وطرق الشحن المهمة الأخرى، وكذلك للتحقق من نتائج فحص مناطق صغيرة من البحر بواسطة كاسحات الألغام، تم استخدام ذلك في عام 1996 في منطقة قاعدة سان دييغو البحرية.
كما تم إطلاق برنامج نشر النظام الثالث لمكافحة الألغام في عام 1998 حيث تم استخدام أربعة دلافين، مع وحدات قوات العمليات الخاصة في عمليات سرية لمكافحة الألغام في مناطق المياه الضحلة. تشمل وحدة مكافحة الألغام الموحدة مجموعات استطلاع وتخريب تابعة لقوات العمليات الخاصة ومجموعات استطلاع ووحدات التخلص من الذخائر غير المنفجرة بمركبات صغيرة مستقلة تحت الماء.
الاستخدام الأول للدلافين الدفاعية كان من قبل الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام، حيث تمركزت الدلافين البحرية المسماة Garth وJohn وSlan وTinker وToad في خليج كام رانه، وعملت على منع السباحين من مهاجمة رصيف الذخيرة.
في عام 2003 نقلت البحرية الأمريكية تسعة من دلافينها للتعرف على الألغام في أم قصر، وهو الميناء العراقي على الخليج العربي، ما يجعلها أول حيوانات بحرية تزيل الألغام في مناطق الحرب، وقبل أن تدخل الدلافين المياه للبحث عن الألغام أرسلت البحرية طائرات بدون طيار لرسم خريطة لقاع البحر، وقد حددت الآلات التي يبلغ وزنها 36 كيلوغراماً 200 هدف، حيث لم تستطع التمييز بين الألغام والأشياء الأخرى، ولتحديد أي من العناصر الـ200 التي تم تحديدها ألغاماً اعتمدت البحرية على الدلافين.
فبينما كان مدربوها يسبحون في قوارب مطاطية سوداء بالقرب منها، كانت الدلافين تبحث عن الألغام، وعندما تعثر على واحد منها كانت تنبه المدربين عن طريق إصدار أصوات أو لمس قرص مطاطي بأنوفها، ثم تعود الدلافين إلى اللغم المشتبه به وتميزه بحبل أو بجهاز إرسال للغواص لينزعه، في غضون أسبوع ساعدت الدلافين البحرية الأمريكية في تحديد وتعطيل أكثر من 100 لغم مضاد للسفن في مياه الخليج العربي.
أعيد إنشاء مجموعة من ستة دلافين تم تدريبها على اكتشاف السباحين والغواصين وربما تحييدهم- رسمياً في عام 1976. في أكتوبر/تشرين الأول 1987 تم إرسالها (مع 25 بحاراً من أفراد الخدمة إلى الخليج العربي، حيث شاركت لمدة ثمانية أشهر في عملية الإرادة الجادة لضمان حرية الملاحة في الخليج خلال الحرب الإيرانية العراقية، كما تم استخدام الدلافين مرة أخرى في عام 1995 في عملية Freedom Banner في منطقة ميناء بوهانج الكوري وكانت موجهة ضد مخربين كوريين شماليين هناك).
البحرية الأمريكية تعلم الدلافين القتل
لطالما ادّعَت الولايات المتحدة أنها لم تدرب الدلافين على القتل، لكن الحقيقة أن المدربين السابقين للدلافين في البحرية قالوا خلاف ذلك، فريتشارد إل تروت، وهو مدرب ثدييات مدني في البحرية الأمريكية من عام 1985 إلى 1989، قال في عام 1990 إن دلافين البحرية الأمريكية كانت تتعلم قتل الغواصين الأعداء، لكن استخدام الدلافين لأغراض القتال لن يكون منطقياً، كما يقول البعض الذين يعتقدون أن هذه الادعاءات خرجت من فيلم يوم الدلافين عام 1973، فيقول: لأنها غير مدربة على اتخاذ القرارات، لذلك سيكون من غير المنطقي أن نتوقع منها اتخاذ قرارات تحت الماء بشأن ما إذا كان الغواص صديقاً أو عدواً، وماذا يجب عليهاً فعله حيال ذلك.
صراع الدلافين
ومما سبق نستنتج أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية في صراع دائم لاستخدام المخلوقات البحرية للأغراض العسكرية، وأن هناك سباق تسلح روسي أمريكي مستمراً في تطوير الإمكانيات لاستخدام المخلوقات البحرية في الصراع القائم بينهما، فنجد روسيا قد استخدمت الثدييات البحرية في العديد من مناطق الصراع العسكرية.
وقد وجدنا ثلاثة أماكن حيوية تستخدم فيها روسيا الثدييات البحرية، وهي البحر الأسود في الحدود مع أوكرانيا، وفي البحر المتوسط في قاعدة طرطوس السورية، وكذلك في القطب الشمالي، حيث الصراع المشتعل بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة وبين روسيا من جهة أخرى، للسيطرة على تلك المنطقة.
أما بخصوص الولايات المتحدة، نظراً للقدرات العالية التي تتمتع بها البحرية الأمريكية والتاريخ الطويل في استخدام الثدييات البحرية كمقاتلين فتتفوق على روسيا في هذا المجال.
وأخيراً، في المستقبل ربما تظل الدلافين هي الوسيلة الوحيدة للكشف عن ألغام القاع المدفونة في طبقة من الرمل والطمي بأعماق البحار، حيث تستطيع الدلافين مسح مساحة أكبر بكثير من الغواصين القتاليين، كما يتم تقليل خطر وقوع إصابات في حقول الألغام بشكل كبير، كما يوفر الاستخدام المشترك للحيوانات البحرية والغواصات تحت الماء والغواصين القتاليين زيادة في المرونة التكتيكية والكفاءة والفاعلية في الإجراءات المتعلقة بالكشف عن الألغام، لمواجهة التهديد المتزايد، وكذلك كسلاحٍ جنوده كائنات بحرية.
إسلام زعبل – عربي بوست
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.