أعلن رئيس حكومة كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منع اليهود من دخول الأقصى في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان لمنع الاستفزازات وكبح التصعيد الداخلي بما يستدرج “إسرائيل” إلى مغامرة غير محسوبة في وقت تنضج فيه استراتيجية وحدة الساحات ويعيش الكيان المؤقت هاجس “الحرب الشاملة”.
فالتخوّف من مزيد من التصعيد في الأيام القادمة على كل الجبهات – من شوارع القدس والمسجد الأقصى، عبر حدود لبنان، سوريا وغزة إلى العمليات في أرجاء فلسطين المحتلة- يدفع نتنياهو لحظر اقتحام اليهود إلى المسجد حتى نهاية رمضان، بتوصية رؤساء أجهزة أمن العدو وبينهم وزير الجيش، ورئيس الأركان، ورئيس الشاباك والمفتش العام للشرطة.
وفي حين استنكر بن غفير وسموتريتش القرار وحاول نتنياهو إضفاء طابع التهدئة، تمّ اقتحام المسجد من قبل المئات من المستوطنين يوم الثلاثاء في الحادي عشر من الشهر الجاري، وجددت منظمة بيدينو الاستيطانية تجديد الاقتحام في اليوم التالي، وكل ذلك تحت حماية قوات الاحتلال، فضلًا عن القيام ببعض الاستفزازات.
وعلى الرغم من تأكيد نتنياهو على الحظر وتشديده، إلا أنّ هذه الإجراءات تشير إلى تصاعد تأثير التيار المتطرف من جهة، وإلى تخبّط الحكومة الإسرائيلية من جهة ثانية، وفقدان القدرة على الضبط والإدارة في ظل الخوف مما ستحمله الأيام المقبلة من تهديدات؛ لا مفر منها، وإن تأخر وقتها.
فالتوجهات الأمنية الإسرائيلية السلبية ترجّح أيام من التوتر في ظل عدم كفاية عوامل لجم الوضع، والموعد الأقرب الذي تخشاه المؤسسة الإسرائيلية كلها هو يوم الجمعة، المصادف الرابع عشر من شهر نيسان الجاري، يوم القدس العالمي.
والتالي، رصدٌ لكل من إجراءات العدو الاستفزازية، هواجس المنظومة الامنية الإسرائيلية، ومؤشرات التصعيد لدى الكيان المؤقت.
إجراءات العدو الاستفزازية
- قرار الاحتلال تحديد أعداد المصلين من الطوائف المسيحية الشرقية الذين سيسمح لهم بالمشاركة بسبت النور في البلدة القديمة في القدس المحتلة بحيث تقرر السماح فقط لـ 1800 مشارك الدخول إلى كنيسة القيامة و 900 إلى ساحاتها وألغيت تصاريح مسيحيي غزة. هذه الخطوة في تقييد حرية العبادة تؤكّد تصاعد تأثير الجماعات المتطرفة في مساعي تمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وتغيير الواقع في ساحاته في ما يسمى بعيد الفصح.
- إغلاق قوات الاحتلال ليل الخميس – الجمعة باب السلسلة قبل أن تعيد فتحه أمام ضغط المرابطين.
- اشتباكات مع قوات الاحتلال في بلدة قباطية جنوب جنين فجر يوم الجمعة.
- اعتداء قوات الاحتلال على المصلّين القادمين إلى المسجد الأقصى فجر يوم الجمعة عند باب حطة.
- إعلان الوحدة 8200 عن تمرين أمني، سيجري اليوم الجمعة حوالي الساعة الثالثة في منطقة 300، وعند بوابة نزول الحرم الابراهيمي.
هواجس المنظومة الأمنية الإسرائيلية
• إمكانية أن يحتفظ لنفسه أمين عام حزب الله حسن نصر الله بحق الرد على هجوم العدو الأخير الصغير جدا على أهداف لحماس في لبنان، بعد رشقة من 28 صاروخا نحو الجليل الأعلى في الخطاب الذي سيلقيه في يوم القدس وإمكانية أن يطلق حزب الله النار نحو كيان العدو.
• إمكانية أن تردّ حماس وليس حزب الله. وفي مثل هذه الحالة، رغم رغبة العدو في عدم إشراك حزب الله في المواجهة، لن تتمكن “إسرائيل” من أن ترد بضبط للنفس كما فعلت في ردها قبل نحو أسبوع، وقد يدخل ذلك حزب الله أيضا إلى المواجهة مع كيان العدو.
• تواصل سلسلة العمليات للأسابيع الأخيرة، ولدى محافل الأمن عدد كبير من الإنذارات حول القيام بعمليات، في ضوء كل هذا، فإن قوات الأمن ستبقى في حالة تأهب عالٍ إلى ما بعد آخر يوم من رمضان، على الأقل في 21 نيسان.
• خطر الحرب يزداد في السنة القادمة، على خلفية التطورات الاستراتيجية في المنطقة. وإذ يحتمل أن تهدأ الأمور قليلًا في حال اجتياز الأيام القريبة دون تصعيد كبير، فالفترة الزمنية محدودة جدا والصورة الواسعة لا تبشر بالخير.
• إيران الواثقة بنفسها انتقلت إلى مستوى متقدم من العمل ضد الكيان، فهي تمول وتدرب تنظيمات وشرائح فلسطينية متعددة ومنتشرة في كل الجغرافيا الفلسطينية، والآن بدأت تتحرك من خارج فلسطين، وهذا الأمر مقلق على نحو خاص على خلفية ضعف السلطة الفلسطينية، وتقدير “أعداء إسرائيل” بأنها ضعفت في أعقاب الأزمة الداخلية الحادة التي علقت فيها في الأسابيع الاخيرة.
مؤشرات التصعيد
• نشر بطاريات القبة الحديدية في أرجاء فلسطين المحتلة، وتجنيد بضع مئات من جنود الاحتياط لمنظومة الدفاع الجوي والمنظومة الهجومية لسلاح الجو.
• إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات الجوية المدنية لمسافة ٦ كيلو متر على الحدود مع لبنان وسوريا وغزة حتى يوم الأحد المقبل، لوجود مخاوف لدى المؤسسة الأمنية من حدوث تصعيد واسع النطاق.
• أبلغت “إسرائيل” مصر بأنها تتابع تحركات حماس وأنها ترى أن حماس تخطط لهجوم كبير على الحدود.
• محاولة كبح تراجع اهتمام الولايات المتحدة فيما يجري بالمنطقة.
• جو من التصريحات عن مصادر سياسية وعسكرية وإعلامية يغلب عليه الخوف في يوم القدس من إطلاق صواريخ من جميع الاتجاهات في مختلف الساحات أو هجوم بطائرات مسيرة، وهجومات سيبرانية.
مركز غرب آسيا للدراسات
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.