تخوض أربع فرق عربية غمار مونديال كأس العالم الذي ينطلق من يوم 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول 2022، موعد المباراة النهائية للبطولة التي تستضيفها قطر. والعدد قابل للزيادة حال تجاوز منتخب الإمارات عقبة أستراليا ثم بيرو في الملحق العالمي، خلال شهر يونيو/ حزيران المقبل.
وتتوزع الفرق العربية المتأهلة جغرافياً، بحيث يشارك فريقان مغربيان، وهما تونس والمغرب، وفريقان خليجيان، المملكة العربية السعودية وقطر، في هذا الحدث العالمي.
وكان العدد أقرب للزيادة لولا فقدان المنتخب المصري فرصة التأهل بعد خسارته أمام السنغال بضربات الترجيح في مباراة الإياب، التي أثارت ردود أفعال عديدة بسبب سلوك جمهور السنغال.
وكذلك الأمر بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي خسر أيضاً مباراته المؤهلة للمونديال العالمي، أمام منافسه المنتخب الكاميروني العنيد.
ويعتبر المنتخب السعودي الأفضل بين الفرق العربية من ناحية الأرقام، حيث وصل لعدد نقاط لم يصل لها من قبل في التصفيات المؤهلة للمونديال العالمي، متصدّراً مجموعته ﺒ23 نقطة، وبذلك تفوق على منتخبات عريقة، كاليابان وأستراليا، إضافة إلى عمان والصين وفيتنام، بعد أن فاز في 7 مباريات وتعادل في 2 وخسر مباراة واحدة.
أما عن حظوظه في المونديال وتخطيه الدور الأول، فهي تعتبر شاقة بعض الشيء؛ بسبب وجود فريقين من العشرة الأوائل حسب تصنيف الفيفا، وهما الأرجنتين والمكسيك، لكن السعوديين لديهم إصرار كبير في العبور للأدوار المتقدمة، لا سيّما وأنهم يلعبون البطولة في ظروف مساعدة من ناحية الطقس والبيئة الجغرافية، ناهيك عن المؤازرة الجماهيرية الخليجية المتوقعة للفريق.
وفي هذا الصدد، يقول المحلل الرياضي السعودي محمد الهشبول في حديثه ﻟ “ليفانت نيوز”: إن “وجود فريقين بحجم وسمعة الأرجنتين والمكسيك المصنفين بالمركز الرابع والسابع عالمياً، يُصعب المهمة على الأخضر السعودي”.
هذا بالإضافة إلى منتخب بولندا الذي يضم بين صفوفه مهاجم بايرن ميونيخ وهداف الدوري الألماني “روبرت ليفاندوفسكي”، والحارس المخضرم “فويتشيك شتشيسني”، الذي يقدم أداءً جيداً مع جوفنتوس الإيطالي.
وهو ما جعل المحلل الرياضي السعودي، يستبعد تجاوز منتخب بلاده للدور الأول، بسبب قوة فرق المجموعة، حيث سيستهل منتخب السعودية مبارياته باللقاء الأصعب ضد التانجو الأرجنتيني، ثم سيواجه منتخب بولندا، ويختتم مبارياته في المجموعة بمواجهة المكسيك.
الجمهور السعودي
ويعتقد الهشبول، أن “المنتخب المغربي المصنف 24 عالمياً، لديه الحظ الأوفر بين الفرق العربية الأربعة المشاركة في المونديال، حيث تضم مجموعته كل من، بلجيكا وكرواتيا وكندا، ولدى المغرب عناصر قوية جداً، مثل أشرف حكيمي، لاعب باريس سان جيرمان، والحارس المخضرم في فريق أشبيلية، ياسين بونو، وحكيم زياش، لاعب تشيلسي، الذي من المتوقع أن تحلّ مشكلته مع منتخب بلاده قريباً”.
ويضيف: “من المحتمل أن ينضم أيضاً عبد الرزاق حمد الله، اللاعب المغربي، في صفوف الاتحاد السعودي لمنتخب بلاده”، ومن وجهة نظره فإن “المغرب فرصته كبيرة في تجاوز الدور الأول، نظراً لقوة لاعبيه وانخراطهم في فرق ودوريات أوربية كبيرة”.
كما أوضح المحلل الرياضي السعودي، أن “فريقي بلجيكا وكرواتيا ليسا في المستوى الذي ظهرا عليه في مونديال 2018، بالرغم من وصولهما لمراكز متقدمة في كأس العالم الماضي”، إذ حلّت كرواتيا في المركز الثاني بخسارتها المباراة النهائية أمام فرنسا، ووصول بلجيكا للمركز الثالث آنذاك.
ويرى الهشبول، أن “هناك تقدم في أعمار لاعبي بلجيكا”، عدا عن الإصابات والمشاكل التي تلاحق بعض لاعبيها مع فرقهم الأوروبية، متطرقاً لإصابة “إدين هازارد”، لاعب ريال مدريد، وتعثر زميله لوكالكو مع تشلسي الإنكليزي هذا الموسم.
المنتخب المغربي
وتوقّع المحلل الرياضي، أن يُحدث المغرب مفاجأة في مباراته الأولى أمام كرواتيا، قبل أن يلتقي بلجيكا، ويفوز على كندا في آخر مباريات المجموعة.
وبالنسبة لمنتخب تونس، فهو يلعب بجانب فرنسا والدنمارك والبيرو، أو (المتأهل من مباراة الإمارات وأستراليا، ويأتي ترتيب تونس في المركز 35 عالمياً، وعن حظوظه في المونديال العالمي، يحدثنا المحلل الرياضي الهشبول، قائلاً: إن “الفريق التونسي يلعب على تفادي الهزائم وهو مستعد لخوض غمار هذه المجموعة، فقد أدّى مستوى جيداً في بطولة العرب، بوصوله للمباراة النهائية، وقدم أداء عالي المستوى في التصفيات الأفريقية المؤهلة للمونديال، وحظوظ التأهل للدور الثاني عن المجموعة موجودة”، مع إقراره بأن صدارة المجموعة ستكون من نصيب المنتخب الفرنسي، بطل النسخة السابقة لكأس العالم التي أقيمت في روسيا 2018.
وأضاف الهشبول، بأنه يكفي تونس التعادل مع الدنمارك والفوز على الفريق المتأهل من الملحق القاري، ليحجز البطاقة الثانية لمجموعته.
أما عن المنتخب المضيف قطر، فيقول الهشبول: إن “لديه مجموعة لاعبين متجانسين مع المدرب الإسباني سانشيز”، وعن حظوظه في مجموعته التي تضم السنغال والأكوادور وهولندا، قال المحلل الرياضي: “يمكن للقطريين الفوز على الأكوادور والتعادل مع السنغال”، بينما يؤكد أن صدارة المجموعة ستكون من صالح الفريق الهولندي الذي دائماً ما يقدم مستوى كبيراً مع مدربه لويس فان خال. وبالتالي، الفرصة ليست معدومة، لكنها ممكنة بنسبة بسيطة جداً، وفقاً للهشبول.
وبتأهلهم إلى هذه النسخة، تُعتبر منتخبات السعودية والمغرب وتونس الأكثر حضوراً في كأس العالم بين الفرق العربية، حيث هذه المشاركة السادسة لكل منهم.
وكانت قد وصلت 9 فرق لبطولة كأس العالم عبر التاريخ، فقد شاركت الإمارات والعراق والكويت لمرة واحدة، ووصل المنتخب المصري 3 مرات، والجزائر 4 مرات، وستكون هذه المشاركة الأولى لقطر، كدولة مضيفة.
ويعتبر السعودي سامي الجابر، أكثر لاعب عربي شارك في البطولة، إذ لعب في أربع مسابقات متتالية بين أعوام 1994 وعام 2006، مسجلاً خلالها 3 أهداف لمنتخب بلاده.
ولم يغب التحكيم العربي عن المونديال، إذ شارك الحكم الإماراتي علي بو جسيم، بتحكيم 7 مباريات في ثلاث بطولات متتالية بين أعوام 1994 و2002، و6 بطولات كان حاضراً فيها كل من المصري جمال غندور، والسوري جمال الشريف.
ليفانت
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.