ريم شكر
سنة إضافية كارثية على لبنان. هكذا وصف الكاتب والباحث حسن حمادة عام 2022، في مقابلة مع موقع “الناشر” حول قراءته للواقع اللبناني الداخلي خلال العام المنصرم، وما هي نظرته للمستقبل القريب في لبنان.
وقال حمادة إن عام 2022 تميز بأكمله بغياب الشعب اللبناني عن كل ما له علاقة بمصيره، بدليل أنه شعب ما زال داخل معتقلات الطائفية المذهبية، وبالتالي لا يستطيع أن يطالب بحقوقه بهذه الطريقة. وتابع حمادة أن الشعب اللبناني يعبر بالكلام عن أنه حزين على الوضع العام، لكنه لم يقدم على أي خطوة جدية لتغيير مصيره.
وأضاف أن هذا الجمود لدى الشعب اللبناني سببه المذهبية والطائفية ومدى سيطرة الفرق السياسية على هذا الواقع. وعليه، فإن أغلب الطغمة السياسية المالية وعلى رأسها البنوك وأصحاب البنوك وحاكم المصرف المركزي يشعرون بالراحة حيال الوضع القائم، ومن ضمنهم المرجعيات غير الدينية أي المرجعيات الطائفية. وهذا سببه غياب ردات الفعل من قبل الشعب اللبناني وعدم الاعتراض على الوضع القائم الذي يعيشونه.
وحول نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة وما أفرزته من نتائج، علق حمادة قائلًا إن ما جرى وقت الانتخابات حدث خطير وتبين ذلك من خلال قانون الانتخاب الذي سمح بالتجديد لنفس الطبقة والفئة السياسية. ورأى أن هذا القانون يكرس النمو المنفصل في لبنان لأنه قانون تفرقة عنصرية بين اللبنانيين، وبالتالي يحول بالكامل دون أي إصلاح بالنظام، معتبرًا أن مَن انضم حديثًا إلى المجلس النيابي انضم بأسلوب مختلف تحت غطاء جديد أطلقوا عليه اسم” تغيريين” أي جماعة السفارة الأمريكية. لذلك، فإن هذا الواقع يعبر عن الجمود الحاصل في مؤسسات الدولة.
وأعرب حمادة عن استيائه بالقول إن النظام اللبناني هو الذي يدمر الدولة لأنه نظام غير دستوري ولا يطبّق فعليًا إنما يطبق بشكل انتقائي.
وأضاف حمادة لما وصفه بملف الكوارث لعام 2022، الرفض الكامل للهبات التي قدمتها بعض الدول الصديقة للحصول على الوقود والذي بدوره حظر الاستفادة على عامة الشعب اللبناني. ورأى أن الانهيار الذي نشهده في لبنان يرافقه تدهور في سعر صرف الليرة مما يؤخر مصير انتخابات رئاسة الجمهورية.
وقال حمادة إن القضاء اللبناني لا يقوم بحل أي عقبة أو مشكلة يقع بها لبنان ولا يوجد هناك مطالبه حقيقية لحل تلك المشاكل كجريمة تفجير مرفأ لبنان وما ترتب عليها.
ورأى حمادة أن وضعنا مأساوي جدًا، والآتي لا يراه خيرًا. نحن عالقون في دوامة كبيرة، شغور في المقعد الرئاسي داخل القصر الجمهوري وتأخير في تشكيل الحكومة. ولفت إلى أن السياسيين في لبنان يعملون اليوم بتعليمات الولايات المتحدة الأمريكية، ويطبقون أجنداتها القاضية بتدمير لبنان بالكامل.
وختم الكاتب والباحث حسن حمادة حديثه لـ”الناشر” حول الوضع اللبناني الداخلي لعام 2022، بالقول إن الشعب اللبناني جدد للذين هرّبوا أموالهم إلى الخارج ودمروا النقد الوطني ودمروا الاقتصاد الوطني، وأمعنوا بتمزيق النسيج الاجتماعي.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.