تكثر في المعاجم معاني وتعاريف كلمة “الطرّارين” بتشديد الراء الأولى وهي جمع كلمة “طرّار أو طرّير” “إلا أنه يوجد ثمة معنيان مشتركان بين المعاجم القديمة والحديثة يرجحان أن معنى كلمة “طرّارين” ينحصر بين الجمل صاحب العرج المؤقت وبين الطفيلي الذي يستجدي الناس في الشوارع.
وكلا المعنيين ينطبق على بطل قصتنا “كبير الطرّارين” اللبنانيين هذه الايام الذي أمنه الناس والدستور على ميزان عدالته عام 1993 فإذا به عند أول اختبار سياسي يفرط بالميزان الذي باتت تتفاوت كفتاه بشكل فاضح وواضح باتجاه أوهام وأحلام “كبير الطرارين”. ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد وصف العبّاسُ بن مِرداس هذه الفصيلة من البشر شعراً قائلاً:
ويُعجِبُك الطَريرُ فتَبـتـلـيه (أي تمتحنه)
فيُخلِفُ ظنَّك (يخيب ظنك) الرجلُ الطَريرُ.
عندما أُتي بقاض إلى وزارة داخلية الحكومة الحالية ظن الناس أنه سيحكم بروح القضاء العادل الذي مثله وتربع على قوسه مدة 28 عاماً وأن هذه القيمة الإضافية ستجعلهم يطمئنون الى أخطر مؤسساتهم العامة وهي الوزارة المسؤولة عن الأمن الاجتماعي والمعنية بمعظم النشاطات التي ترتبط بحريات وحقوق الناس والمجتمعات المحلية والإدارة. إلا أن حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر، ومع أول وآخر اختبار تبين لهم أنهم في حضرة ” طرار” بل في حضرة زعيم “الطرّارين” حيث إن جيشاً من الذباب الالكتروني اللبناني يؤازره جيش متعدد الجنسيات من شتامي العرب أجمعين يستضاف في مجال بيروت الافتراضي أو في فنادقها ومواخيرها وغيرها وبطاقة وصف وظيفته تفيد في خانة مجال المسؤولية والعمل أنه “لسان زفر” يعمل في “مصلحة الشتم السعودية” والتي يسميها ناشطو التواصل الاجتماعي تندراً وتهكماً بمصلحة الذباب الالكتروني السعودي التابعة مباشرة لديوان ما يكنى بالدب الداشر فيشيطنون شعباً بأكمله ذنبه الوحيد أنه تطوع منذ العام 1982 ليكون درعاً للمقاومة ويشهّرون بنفس المقاومة باستعلاء ويسمونها بقوى الأمر الواقع.
من أبحر أمس عصراً في التويتر أو الانستاغرام أو الفايس بوك أو وصله ما يتداوله “جماعة النق والمناقرة” على الواتساب عرف سريعاً بحكم التجربة والخبرة من تزلفهم وانبطاحهم أن عقيرتهم استنفرت عندما استفاق عقل الرياض كالعادة على ساعة أمريكا أي بعد الساعة الرابعة عصراً (التاسعة صباحاً بتوقيت واشنطن) وذلك عندما صدرت التعليمة من هالك لمالك لقباض الارواح “وكر عوكر” لتصل إلى “وكيرها” السعودي ” البخاري” في بيروت ويتولى هو اللازم ليفلت الملق وتنطلق المدْبَرة . والغريب أن السهم الأول الذي أطلقه “كبير الطرارين” تلميحاً باتجاه ماء وجه المقاومة كان الافتتاحية لجيش الرماة وسهامهم المسمومة بسم الكيد والحيف والبهتان وعلى طريقة اشهدوا لي عند الددب الداشر أسمعنا نشازاً ولا يزال.
إن النشاز الذي تسمعوننا إياه كلما رفعت السفيرة “شيتا” اصبعها أو السفير “البوخاري” يده لن يريق من وجه المقاومة قطرة، فهي الدم الذي نخزنه في قلوبنا نحن جمهور المقاومة “أجمعين” الذي يمثل أكبر تجمع بشري في لبنان وقد عاهدناها في عالم الذر على أن تكون دماء قلوبنا هي ماء وجهها كما كان عرق ودم مجاهديها ماء وجهنا.
وهنا تبرز المفارقة فقد ورد في الأثر: “ماء وجهك عيبة فانظر عند من تريقه”. بالنسبة إلينا فقد حسمنا قرارنا مذ رضعنا العزة من صدور أمهاتنا وأرقنا ماء الوجوه في درب تعمد بحذاء شهيد أو جريح أو أسير أو مجاهد مدافع عن تراب هذا الوطن. أما أنتم أيها “الطرارون” وقد امتحناكم عند كل منعطف فآثرتم السقوط ” الذاتي” في برك الوحل فسؤالي لكم: منذ أن قلنا لا للمحتل عند من أرقتم ماء وجوهكم وجباهكم وشرفكم الوطني؟ لا حاجة للجواب فإن “اللبناني من الإشارة يفهم”.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.