يومًا ما، قلت لنا يا سيّد أن نخزّن غضبنا، أن نصبر لأننا سنحتاج إلى هذا الغضب يومًا، في وقته المناسب ومكانه الصحيح.
نحن بأمسّ الحاجة لأن نخبرك اليوم أنّنا غاضبون يا سيّد، غاضبون جدًا. لقد أفجعنا هول المصيبة الأخيرة… هول الفَقد والضياع… تفجعنا أحوال الناس يوميًّا.
تفجعنا أم لا تجد طعامًا تُسكت به جوع أطفالها.. وأب يعود من غربته السوداء ليجدَ عائلته جثثًا هامدة وهو في غربته بحثاً عن قوت لها.
مفجوعون نحنُ يا سيّد… ونُفجع كلّ يوم بمختلف أشكال البلاءات المُفتعلة داخليًا وخارجيًّا.
لقد أرهقتنا هذه الطبقة السياسية، لبنانيةُ الهويّة، صهيونية التصرّف، إرهابية الصفقات…
إنّها لا تكلّ ولا تملّ عن تدميرنا يومًا بعد آخر…
تقتلنا عمدًا ثمّ تلبس السواد وتُقيمُ العزاء على أرواحنا…
صابرون نحن يا سيّد، وسنبقى على ما عهدتنا عليه دائمًا… سنبقى معك في ضرّاءِ شِدّتنا وسرّائنا الأبيض…
صابرون نحنُ، ومخزنون غضبنا الأبيض لليوم الأسود…
ستبقى عكّازنا في المِحَن وعكاز البلد الهرِم…
ما إلنا غير اللّه وإنتَ يا سيّد…
بس إنتَ واللّه يا سيّد.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.