يودّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عهده بعد أيام قليلة، ليختم بها مسيرة من سنوات ست، كانت استثنائية بكل المقاييس.
يترك الرئيس القوي منصبه بعد أن ترك في تاريخ لبنان وتاريخ الرئاسة بصمة عز وفخر وقوة، ومن منصبه هذا، قال كلمته وأعلن موقفه وأسمع العالم بأسره صوته، وأثبت لكل من مضى ولكل من سيأتي أن الشرفاء يُعرفون بمواقفهم والأبطال يخلّدون بأمجادهم، وأن للبنان رئيسًا تتشرف به الأمة، فكل معركة للدفاع عن الدولة والشعب والأرض هي معركته، صان بلده ووقف وقفته، وأظهر للداخل والخارج شجاعته وبأسه.
عهد المعارك الكبرى
ست سنوات مضت، شغل خلالها الجنرال ميشال عون منصب رئاسة الجمهورية بعد أن تم انتخابه في تشرين الأول 2016، حيث نال 83 صوتًا ليصبح بذلك الرئيس الثالث عشر للجمهورية اللبنانية.
تسلم الرئيس عون منصبه في مرحلة حرجة جدًا من تاريخ لبنان، مرحلة مليئة بالتحديات والصعوبات والضغوطات، لتتزامن لاحقًا، ومنذ بدايتها، مع مرحلة جديدة من الانتصارات والإنجازات.
فعلى مشارف ولايته، حقق لبنان بمقاومته وشعبه انتصارًا جديدًا كتب بالدم، بعد خوض معركة عظيمة ضد الإرهاب، ليبارك هذا النصر ببسالته ودعمه وصموده وثقته ومواقفه المشرّفة التي مجّدت وباركت هذا النصر وعملت على حفظه وصونه.
واستكمالًا لذلك، أنهى الرئيس المقاوم عهده كما بدأه، ببصمة عز وفخر يباهي بها الأمة والعالم، فختم العهد بإنجاز جديد سجل له وللبنان ومقاومته وشعبه، تمثل برضوخ العدو الإسرائيلي أمام مطالب لبنان وحقوقه في ملف ترسيم الحدود والثروات البحرية، وباعتراف إسرائيلي ومن خلفه أميركي بحق لبنان بالتنقيب واستخراج نفطه، ليعلَن لبنان بذلك “دولة نفطية” دون أي منّة من أحد.
ولا تقف إنجازات العهد هنا، فما سجّل على المستوى الدولي والإقليمي تواصل أيضًا داخليًا، ليطال ما تم تحقيقه على صعيد القانون الانتخابي، وخوض معركة التدقيق الجنائي والمضي قدمًا في مسيرة الإصلاح، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن العهد قد نجح في تقديم نموذج استثنائي للعلاقة بين الدولة والمقاومة.
في جميع تلك المعارك، تمكن العهد من الصمود ومواجهة الضغوطات والعقوبات التي فرضتها أميركا على لبنان، إن كان في ملف ترسيم الحدود البحرية أو عبر رهانها على الشارع لإضعاف المقاومة ومعها العهد، أو عبر تحريض أدواتها في الداخل للنيل من العهد وحلفائه، عبر كل حملات التشويه والتضليل التي شنّت بحقه.
من كل شريف ومقاوم.. شكرًا
لن ينسى لبنان وشعبه رجلًا شجاعًا كالعماد ميشال عون، لن تمحو الأيام بطولاته ومواقفه التي خطّت بحروف العز والمجد في تاريخ لبنان.
كيف للأجيال الحاضرة والقادمة أن تنسى رجلًا تحدى بشجاعته أكبر طغاة العالم، وأثبت بصدقه ووفائه وتحمله وصموده أنه نِعم الرئيس المحب المضحي للوطن وشعبه وأرضه؟
ومن الواجب الوطني أن نوجه له وهو اليوم على مشارف انتهاء ولايته، تحية تقدير ووفاء لصموده ومواقفه الممزوجة بالبطولة والصمود وحب الوطن والذود عنه حتى الرمق الأخير، والساعة الأخيرة.
هذه التحية لا يكفي أن تترجم بين السطور، بل كان لا بد أن تكون أكبر شكرًا وأعمق شعورًا لتتوّج إعلاميًا بلقاء خاص وحصري بعنوان ” مع الرئيس..آخر الكلام”.
اللقاء الذي يعرض على قناة المنار، يوم الجمعة القادم في 28 تشرين الأول 2022، عند الساعة التاسعة مساءً، والذي تعده وتقدمه الزميلة منار صباغ، يتحدث فيه الرئيس عون لشعبه من القلب إلى القلب، وسيعرض فيه بعض القضايا التي خص بها قناة المنار، متطرقًا إلى كواليس حكمه على مدى ستّة أعوام، فضلّا عن تقديم إطلالة إنسانية على شخصية الرئيس، الزوج والأب والجد، إضافة إلى مشهديات مختلفة وفنية من القصر الجمهوري.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.