حسين العلي – خاص الناشر |
أما وقد رحل، فهذا من سنن الحياة. الاستشهاد قدرٌ لمن وجد السبيلَ.
مازن عبود، لا يحب الرثاء ولا الكلمات أيًا كانت، يجلس القرفصاء يراقب يفكر ويدخّن، يبحث عن صيد ثمين، لا يهتم للتاريخ، بل للتوقيت والمواجهة.
هزم مازن عبود العدو الذي لا يقهر، هزم التاريخ بأسلوبه الخاص مع رفاق الدرب. بزغ فجر جديد واستمر في خط المواجهة المباشرة لا المواربة.
وقف بالأمس مهرجٌ فوق جثمان مازن، يستنجد بالتاريخ ليقتفي أثر مازن، لكن دون جدوى.
ما هذا العهر والغباء؟! العالم يُخلق من جديد، وتقسيمات جديدة وعلاقات واستراتيجيات جديدة، وذاك الغبي يستنجد ببندقية مازن وتاريخ مازن ولا يريد أي مقاومة، ولا يعرف إن الراية تُسَلَّم من يد إلى يد وتبقى مستمرة، فلا يوجد نهاية لعمل مقاوم. إنه غباء منهم، لا تحزن يا مازن.
أما ذاك الذباب الإلكتروني الذي ينتفض على ذكرى رحيلك، ليتباهى بك وببطولات حققتها أنت، لا يدركون ماذا يفعلون، فهُم يهللون للسلام ويغيّرون اتجاه بندقيتك.
ها هم ينفضون، عبر المحافل والمؤسسات الربحية، على تاريخكم ونضالاتكم لقاء الدراهم والقروش، وأصبحوا سيوفًا في وجه الحق وأنذالًا عند أسيادهم لا يستحقون الذكر.
أما أنت يا مازن… يا مَن أضاء التاريخ وصبّ الماء على القرنفل فمضيت إلى حيث يجب أن تكون، تتابع المقاومة ويواجه الظلم.
مازن لا تحزن، وأنت الذي لا يعرف الحزن والدمع، أحببتَ الحياة وكنتَ من صنّاعها وكتبة تاريخها، حتى صرتَ أنت تاريخها.
أما الزبد فيذهب جفاء.. ستبقى طلقتك الأولى تُسمع مع طلقة كل مقاوم حرّ وشجاع لا زال يشدّ زنده على بندقيته ويقاتل حتى آخر نفس. هناك في وضح النهار، وكما خرجت أنت مع الرفاق، هناك مَن يحرس ويقبض على الجمر بيد من نار.. المقاومة انتصرت.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.