انتشر على منصات التواصل نصّ رسالة وجّهها المجاهدون في المقاومة الإسلامية إلى السيّد نصر الله، جوابًا منهم على طلبه إليهم بأن يكونوا جاهزين لأي مستجدّ في الأيام القادمة.
محتوى الرسالة يعرفه السيّد جيّدًا؛ فهو القائد والأب الذي لا يغيب عنه أيّ تفصيل، ولا سيّما فيما يتعلّق بالمنظومة العسكرية وكل استعداداتها، وكذلك يعرف جهوزية الرجال، رجال الله، ولهفتهم للميدان. هم ثقته، ثقته وثقة كلّ أهل المقاومة في لبنان وسائر محور الشرف.
في تموز ٢٠٠٦، وجّه المجاهدون من ميادين القتال رسالة إلى السيّد تشبه الرسالة التي قرأناها اليوم، تحمل نفس الزخم العاطفي الأصدق والأنقى، تفيض بالقِيَم الأعلى والأمتن، وأجابهم العزيز يومها برسالة حفظها الناس وردّدوها وتحوّلت كلماتها إلى نشيد بصوت الفنانة الملتزمة جوليا بطرس، نشيد يوثّق الحرب والنصر وتلك اللحظة الوجدانية العالية بين السيد والمجاهدين.
فكرة تبادل الرسائل بحدّ ذاتها تجمل بُعدًا معنويًا بوجهتين: بالنسبة لأهل المقاومة هي تزيد من تعزيز الرّوح المقاتلة والصامدة والمقاوِمة، أما بالنسبة للعدو فهي تشكّل صفعة مربِكة في حسابات الحرب النفسية.
في أجواء محرّم، حيث سطوع الرابطة الوثيقة بين كربلاء والمقاومة، بل سطوع حقيقة أن هذه المقاومة هي فرع جذره في كربلاء، وحيث صوت الحسين (ع) “أما من ناصر” يلامس الموالين في عمق قلوبهم فيردّون بـ “لبيك يا حسين” التي يقولونها بكلّ ما فيهم من صدق وولاية. في هذا الجوّ الولائي الذي يختزن الحزن المقاتل والغضب الساعي إلى الحق، كان للرسالة وقعٌ مؤثّر شكّل رابطة دمع وعزّ مع كلّ من قرأها بحبّ. لقد بدت وكأنّها رسالة خُطّت في قلوب المجاهدين والمناصرين معًا، إذ حوَت بين حروفها كلّ اختلاجات القلوب المؤمنة بصدق الوعد الإلهي.
واقعًا،،لا يحتاج المجاهدون إلى مراسلة السيّد علانية، لكنّهم فعلوا ذلك لأجلنا نحن، لإشراكنا في موجة الحبّ والولاء بينهم وبين قائدهم وقائدنا، وحبيبهم وحبيبنا، وعزيزهم وعزيزنا، ولأجل وضع العدو في زاوية مواجهة حقيقة الجهوزية التي طلبها السيّد، ولأجل إيلام كلّ مكوّنات المجتمع الصهيوني وفضح عجزها وهشاشتها التي تشكّل مقدّمة حتمية لزوال “اسرائيل” من الوجود.
ومعلوم أن العدو يصغي باهتمام وثقة إلى كل حرف في الرسالة كما إلى كل ما يصدر عن حزب الله، ويعرف مدى جديّته أكثر بكثير من بعض “الخصوم” أو أدوات العدو المحليين، الذين بلغ بهم الغباء، الحقيقي أو المفتعل، حدّ الترويج لأوهام ما عاد يتجرّأ حتى الصهيوني على ادعائها، ومنها مثلًا أنّ حزب الله غير قادر على مواجهة الآلة الحربية الاسرائيلية، ومنها التشكيك بقدرة أي طرف في المحوَر على هزيمة “إسرائيل”.
كتب المجاهدون رسالتهم، بل حفروا حروفها في قلوبنا، وأكملوا التجهيز للنصر الآتي بإذن الله، التجهيز الذي ما توقّف يومًا، ولا يومًا تأجّل أو استراح.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.