جهاد فواز – خاص الناشر |
“.. فإن لم يكن يا فخامة الرئيس من قدرة على الحماية، أفليس من طاقة على الرعاية، إذا لا نستطيع أن ندافع ونقاتل ونصون البلد ألا نقدر أن نمسح الدموع ونبلسم الجراح ونطعم الجائعين؟ وإذا لم تؤدَّ الحقوق فلماذا يستمر العقوق؟ فإذا قرأتم السلام على جبل عامل فقل السلام عليك وعلى لبنان”. ـ من رسالة المقدس السيد عبد الحسين شرف الدين إلى الرئيس بشارة الخوري في العام 1948.
يصر أبناء المارونية السياسية على إظهار مدى ارتباطهم بمصالحهم على حساب الوطن (زلم الباشا، والوالي، والقنصل.. واليوم زلم السفيرة)، وكيف أنهم لا يرون من لبنان الا مرقد العنزة في جبله، والذي طمر فيه سمير جعجع نفايات نووية في خراج شننعير، واستقراض آل الجميل ملايين الليرات من صفقة روجيه تمرز وبنك أنترا وصفقات الطائرات العائبة، وسرقة كبيرهم الذي علمهم السحر أرزاق المسلمين في جبيل وكسروان وتحويلها إلى وقف.
يصر أبناء لصوص الهيكل على تشكيل لبنان على صورتهم ومثالهم، وليس على صورة الرب ومثاله، بكل ما يمثله من محبة وتنوع وانسجام مع الخلق.
يعلن سجعان قزي غلام البطريريك وهدهده الحياد تارة، وطوراً يصبح بائع “غاز” على طمبور بكركي، يزمّر بنيّه عندما ترن الفضة على حجارة الصرح من رعية خانت الوطن واشترت به عارًا بل أن تصون كرامته وتشتري بقمحه سيفًا لتدافع عنه.
منذ متى وحزب الله ومقاومته يطالبانكم ببدل عن تضحياتهما من أجل الوطن؟ بل منذ متى أصلًا كان الجنوب جزءًا من وطنكم المسخ الذي فصله لكم الانتداب ليكون توأم الكيان المؤقت، يحميان بعضهم بعضًا؟
يبدو أنك تعتقد أن أبناء البلد الأقحاح ـ وليس الجلب من أمثالك ـ هم سماسرة. اسمع يا سجعان، قبل أن يأتي اجدادك إلى هذه الأرض كنا قمحها، وحماتها والذابين عنها.
منذ فجر التاريخ ونحن المزارعون في هذه الأرض، من أجل غاية وهدف، رسمه لنا الله ونحن نعلمه ونعرفه ونعمل له، ولن ننتظر منك ومن امثالك مشاركتنا فيه، أنتم أتباع أبناء البغايا وقتلة الأبنبياء لا مكان لكم في المشروع الإلهي من أجل عودة فلسطين ومقدساتها.
اسمع يا.. سجعان
يقول الرب في سفر إشيعاء النبي ـ الإصحاح الثاني (2:4) الآية الرابعة عن عودة المخلص:
” فيقضي بين الأمم وينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككًا ورماحهم مناجل.. لا ترفع أمة على أمة سيفًا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد”..
هو العدل يا سجعان. وإلى أن يأتي لن نتخلى عن سلاحنا ولن نبيع أرضنا ونفطنا وغازنا، ولن نقاسم أحدًا عليه. اما إن كان في ظنك أنك ستعيد الزمان إلى الوراء، لتمنع عن جبل عامل بما يمثل من حاضرة قوية للدفاع عن لبنان حقوقه كما جرت العادة منذ وضع اسلافك لبنان ضمن ميراث أهلهم فتذكر أن الزمان غير الزمان، وصفّ الرجال بيوصل من الناقورة إلى نهر أبو علي.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.