كشّافة الأمل الموعود

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

د. أحمد الشامي – خاص الناشر |

لم يتوقع الأمريكي أن تأتيه الصفعة في لبنان من تلك الأيدي النحيلة، الناعمة، والتي ظنّ أنّ راحات أكفّها سوف تصير محل طلب استجداء، وتسوّل، فتملء الطرقات بحثًا عن لقمة عيش مغمّسة بالذلّ، بعد أن حاصرها هذا الليبرالي بثقافته الجاحدة والمتوحّشة.

ويشتدّ غيظ الأمريكي من هؤلاء الفتية، فهو الذي اقتحم منازلهم بأدوات قهره، وراح يعبث في غرفها الصغيرة ليغلق منافذ الأمل، والنور، اعتقادًا منه بأنّهم سيخرجون رافعين الرايات البيضاء، معلنين استسلامهم، وتبرّؤهم من خيارات أهلهم في المقاومة والتحدي.

ما أروع هؤلاء الفتية، وهم يخرجون من بيوت القهر ليملؤوا الساحات برؤوس مرفوعة، وبأجساد نحيلة لكنّها صلبة، شامخة، وقد عصبوا جباههم والزنود برايات التحدي والثورة، وانتظموا في صفوف الزاحفين إلى حيث المواجهة، جاعلين من صور الشهداء طلب انتماء لمعسكر إمامهم.

حتى وهم يهتفون لإمام زمانهم، الأمل الموعود، خلت عباراتهم من أي ضعف أو انكسار، وخاطبوه إيمانًا بأنّه الحاضر بينهم، علّهم يقنعونه بأوان بداية رحلة الخلاص، متوسلين أن لا يحكم على صغر سنّهم، ونحالة أجسادهم، ففي قلب كلّ منهم يسكن إيمان وبأس جدّه علي بن أبي طالب.

إنّ ما نسمعه الآن، ونشاهده، ونتتبع أخباره، ليس مجرّد نشيد، فما من أحد أصغى بقلب سليم إلّا وأحس بأن هذه الكلمات تخرج من داخله، وكأنه هو الحاضر والناطق. لقد استطاع هؤلاء الفتية أن يبعثوا للمخلّص الموعود نيابة عن كل المستضعفين والمقهورين بأبلغ رسالة.

ويبقى الأمل بأن يستجيب.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد