شكّل فوز السيّد ابراهيم رئيسي، في الانتخابات الرئاسية في إيران، من الدورة الأولى، بنسبة مرتفعة من أصوات المقترعين بلغت 62%، صدمة إيجابية في الداخل الإيراني، وبلبلة وترقّب على المستوى الخارجي.
وفتح هذا الفوز النقاش على مصراعيه حول الدلالات الناتجة عنه، والتغييرات المرتقبة على مستوى المشهد السياسي الإيراني. وفيما لعبت الآلة الإعلامية المعادية على وتر التمايز الحاصل بين التيارات السياسية الإيرانية، سيّما بين الأصوليين والإصلاحيين، برزت آراء أخرى تتحدّث عن بروز تيار ثالث إلى المشهد السياسي الإيراني بوصول السيّد رئيسي الى سدّة الرئاسية، سمّاه البعض التيار الحزب اللهي.
لا شك أن وصول السيّد رئيسي يعني فيما يعنيه، تعزيزاً لمبادئ الثورة الإسلامية التي أرسى دعائمها الإمام الخميني، وعلى رأسها الانتصار للمستضعفين المتمثلين بقوى المقاومة ضدّ الاحتلال والاستكبار. الأمر الذي يرفع من منسوب القلق والتوجّس في صفوف المعسكر الغربي الداعم لكيان الاحتلال الإسرائيلي على وجه الخصوص.
ومع تزايد التكهّنات حول مآل المشهد في إيران مع الوافد الجديد إلى الرئاسية الإيرانية، يمكن القول بالمختصر، إنه مع وصول السيّد إبراهيم رئيسي للرئاسة سنرى إيران ثورية أكثر وأقوى من أيّ وقت مضى. سنشاهد إعادة هيكلة المشهد السياسي في إيران. هناك تيار جديد سيبرز إلى الوجود، ليس إصلاحياً ولا أصولياً، بل ثوريّ حزب اللهيّ.
الأصولي بالمعنى النمطي التقليدي لا يختلف كثيراً عن الإصلاحي في محاولته للوصول إلى السلطة والانتفاع منها. بينما الثوري الحزب اللهي لا يريد إلا تقدّم الثورة ولا يعمل إلا كما يريد قائد الثورة.
ولقد رأيتم الفرق بين “الثوري” و”الأصولي” عندما ردّ السيد رئيسي على سؤال مراسل وكالة أنباء روسية حول إمكانية اللقاء بين رئيس إيران المنتخب والرئيس الأميركي بـ “لا” فقط!
ولو كان مكان السيد رئيسي أي شخصية أصولية لم يكن الجواب بهذا الاختصار والصراحة، بل لقد كان: “نحن سندرس الموضوع ونتخذ القرار المناسب بناءً على مصالح بلادنا ” مثلاً!
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.