نظرًا لصعوبة تصور أن بعض القوى اللبنانية تحولت بين يوم وليلة للمقاومة والمطالبة بقصف سفينة التنقيب اليونانية البريطانية الرابضة على أهبة الاستعداد لنهب ثروات لبنان، رغم أن هذه القوى كانت بالأمس تطالب بنزع سلاح المقاومة، ونظرًا لأن هناك ملامح لدفع متعمد نحو التأزيم ودفع الأمور لحافة الهاوية، وصدور تصريحات من بعض الأشخاص تتناقض مع علاقاتهم بأمريكا، بل وبالكيان الصهيوني نفسه، فإن هناك محلًّا للريبة وهو ما يدفعنا لمناقشة سيناريو نرى من المهم ان يكون مطروحًا ويتم التحسب له:
فمن خلال متابعات لأقلام أمريكية ليست بالهينة وأصحابها ليسوا مجرد كتاب وصحفيين بل انخرطوا عمليًّا في الدبلوماسية الامريكية، يمكن رصد رائحة سيئة وتلميحات تفضح تصورات وخططًا أمريكية صهيونية، وهو ما نود إطلاع الرأي العام وأيضًا المسؤولين عليه.
باختصار شديد، هناك احتمال لأن يكون دفع الأمور لحافة الهاوية ونذر الصدام والحرب هو بغرض الدفع لتسوية مباشرة بين لبنان والعدو الاسرائيلي بدلًا من التسوية بين لبنان والأمم المتحدة.
وربما يتقدم الوسيط الامريكي باقتراح ذلك كمخرج من مأزق الحرب وكمقدمة لتطبيع العلاقات بين لبنان والعدو وحشر المقاومة في زاوية رفض التطبيع وبالتالي المسؤولية عن الحرب.
هنا ينبغي الحذر والجهوزية حتى لا يتحول التطبيع إلى مخرج من الحرب ويتحول الإجماع الوطني اللبناني على الحقوق الى سجال حول التطبيع.
أما عن مؤشرات جدية هذا السيناريو فنراها كما يلي:
إذا رأيتم نغمة التطبيع تعلو وتنتشر بين بعض القوى فهو مؤشر على دخول السيناريو مرحلة التنفيذ.
وإذا رأيتم تهميشًا للأمم المتحدة وتمييعًا لخطوط الترسيم فاعلموا أن من يفعل ذلك هو موظف بهذه الخطة الحقيرة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.