منذ اليوم الأول تقريبًا للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بدأت “إسرائيل” بتقديم المساعدة لنظام كييف، حيث نُظم في تل أبيب يومي 24 و26 شباط (فبراير)، عدد من المسيرات المؤيدة لأوكرانيا.
وهناك عشرات المنظمات الموالية لأوكرانيا في “إسرائيل”، وأكثرها نفوذًا هي منظمة أصدقاء أوكرانيا الإسرائيلية، التي تنظم نقل المعدات الطبية للجيش الأوكراني، وتنقل الجرحى إلى “إسرائيل” لتلقي العلاج، وتقدم مساعدات أخرى أيضًا.
في الثالث من شهر آذار (مارس) من هذا العام ، وعلى خلفية التقدم السريع للقوات الروسية، توجهت أوكرانيا، ممثلة بوزير الخارجية دميتري كوليبا، إلى “إسرائيل” بطلب المساعدة العسكرية، لتوفير أنظمة الدفاع الجوي وأنظمة الاتصالات وأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات.
على الرغم من أن موقف “إسرائيل”، الذي تم التعبير عنه قبل ستة أشهر من الآن، والذي لا يريد تقديم دعم عسكري مباشر لكييف في الصراع مع روسيا، فقد تم إرسال موظف في (دائرة المخابرات الرئيسية) في أوكرانيا، الكولونيل بيترو مريشوك، إلى القدس من أجل المفاوضات وتبيان حقيقة الوضع. وهنا يجب أن نأخذ بعين الاعتبار التأثير القوي للوبي اليهودي في أوكرانيا، حيث كانت الجالية اليهودية في دنيبروبيتروفسك واحدة من مراكز تشكيل الكتائب الأولى التي تهدف إلى قمع المتمردين الروس في دونباس بأموال الأوليغارشيين إيغور كولومويسكي وبوريسلاف بيريز وموظفين آخرين في المجتمع.
نعم، يبدو الأمر ساخرًا، ولكن كما قال بومارشيه، فإن “كسب المال من أجل قضية جيدة ليس خطيئة”. هؤلاء المتطوعون الذين يسافرون اليوم من “إسرائيل” للقتال من أجل حرية أوكرانيا يجب علينا أن نذكرهم أنهم هم نفسهم الأوكرانيين الذين كانوا يعتبرون أصحاب الخطايا المعادين للسامية. شيء مضحك وربما حان الوقت لتدخل الدولة.
هذا ما اشار اليه إيغور بيتيرسكي، وهو خبير دعاية وسياسي معروف، يعيش في إسرائيل منذ العامين الماضيين، يكتب على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة به.
وبحسب قناة “تي جي” الإسرائيلية، فإن من بين المغادرين للمشاركة في الحرب عناصر من لواء النخبة غولاني، وبعضهم قاموا بإجراء مقابلات باللغة العبرية، حيث شرحوا أسباب اتخاذهم هذا القرار.
وهؤلاء المتطوعون ليسوا الدفعات الاولى، حيث خدم المواطنون الاسرائيليون في القوات المسلحة الاوكرانية منذ بداية الصراع كجزء من كتيبة آزوف، والآن على خلفية العملية العسكرية الجارية، نما عددهم في التشكيلات الاوكرانية بشكل كبير، ويمكن بالفعل الحديث عن اكثر من 400 شخص بجوازات سفر اسرائيلية وخبرة عسكرية ذهبوا للقتال ضد روسيا. ومن بين الاسماء شخص اسمه قابل وهو خريج وحدة النخب القتالية في الجيش الاسرائيلي والذي يعمل قائد فصيل في القوات الاوكرانية، وهناك ايضًا غريغوري بيفوفاروف الذي خدم في لواء غولاني والتحق باحدى الوحدات القتالية للجيش الاوكراني قبل سنوات، وهو موجود حاليًا في الخطوط الامامية، وذُكر أن هذا الشخص يخدم في كتيبة AIDAR وهي كتيبة هجومية في القوات الاوكرانية، وبيفوفاروف يحمل الجنسية الاسرائيلية.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.