من القفز فوق نعش الشعب إلى سباق الأوسكار

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

منذ أن جاء الكيان الصهيوني الى بلادنا وهو يحاول جاهدًا أن يصنع له مرتعًا في دور الثقافة والفن. حاول بشتى الطرق، لكن باب المثقف العربي لم يكن من زجاج كأبواب ونوافذ وقصور ساسة التطبيع، فلا شيء سيرغمه على القبول أو الانهزام أو حتى الوقوف ساكتًا في وجه التدنيس المجتمعي الذي تحاول الأنظمة خلقه في وطننا العربي .

لا يدري المواطن الأردني ماذا أصاب الحكومة الأردنية من غثيان مقيت وهرولة غبية لا تجني منها ثمرًا نافعًا، بل تضر وتجعل الوطن أكثر تعقيدًا في مواجهة ما يحيط به من صعاب داخلية وخارجية، رغم ما حدث في جلست التصويت البرلمانية الأخيرة  على ما وقعته الحكومة الأردنية من اتفاقية إعلان النوايا المبرمة مع الكيان الصهيوني في عاصمة التطبيع دبي، ومطالبتهم بطرد الوزير الموقع على الاتفاقية من مجلس النواب أو إنهم سيغادون المجلس إن بقي.

غادر عدد كبير من النواب بينما كان عدد من الشخصيات الوطنية والحزبية يعتصمون أمام مجلس الأمة مطالبين بإسقاط الاتفاقية الأخيرة وما سبقها من اتفاقيات. كما أن المعتصمين طالبوا بحضور جلسة التصويت علمًا أن الجلسة علنية، وبموجب النظام الداخلي لمجلس النواب يمكن لأي شخص حضور الجلسة إلا أن الأمن لم يسمح لأحد بالدخول.

يستمر الشارع الأردني بموقفه الواضح الثابت الراسخ على موروثه الوطني؛ فقد تم الإعلان والتحشيد لمسيرة يوم الجمعة في وسط المدينة البلد-عمان في موقف يعبر عن الاستمرارية بمناهضة سياسات التطبيع الرسمي.

ولم يكد يمتص الموطن الأردني صدمة الاتفاقية حتى استفاق على فليم أردني لما تسمى بالفنانه صبا مبارك يحمل اسم الأميرة ويروي بطريقة مسيئة عما يقوم به أبطالنا الأسرى من عمليات تهريب النطف من المعتقل إلى خارجه.  وقد لقي هذا الفيلم سخطًا من الجمهور الوطني المثقف، وطالب هيئة الأفلام الملكية بسحب الفيلم من التمثيل الأردني في أوسكار ومنع عرضه، ودعت القوى الوطنية للتظاهر أمام هيئة الافلام الملكية.

وسرعان ما تغير السيناريو، فقد رضخت الهيئة لصوت الشعب عقب تصريحها الأول بأنها ستشاهد الفيلم ثم ستقرر إذا كانت ستمنعه أو تبقيه ممثلًا  للأردن في أوسكار. وبعد هذا القرار من الهيئة أعلن مخرج الفيلم عن وقفه وعدم نشره واعتذر عن الإساءة التي يحملها الفليم موجهًا أيضًا اعتذاره للأسرى وعائلاتهم.

هذا هو حال ومآل المطبع، لا مكان له فالأرض العربية تفرضه وتطرده عاجلًا أم آجلًا.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد