العباس أيوب – خاص الناشر |
بدا للجميع خلال المواجهة الماضية بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني هشاشة بنك الأهداف الإسرائيلي والانتقال السريع لضرب الأهداف المدنية في قطاع غزة.
على مدى 7 سنوات – منذ اندلاع حرب 2014 – عمل العدو الإسرائيلي على تجديد “بنك أهدافه” عبر البر والبحر والجو بالرصد والتنصت والمراقبة الإلكترونية. كان لسلاح الجو اليد الطولى بعمليات جمع المعلومات بالطائرات غير المأهولة “هيرون، سكاي لارك، هيرمس” والطائرات المأهولة “بيتش كرافت- كوكيا وتزوفيت، غولفستريم” فضلاً عن مقاتلات “F-15, F-16, F-35”. جمعت هذه الطائرات بنك أهداف كبيراً تبين خلال هذه الجولة أنه غير مكتمل وينقصه العامل العسكري كون أغلبها تبينت مدنيتها. بحسب جيش العدو، فقد استخدم ترسانته من الصواريخ والقذائف الذكية وأهمها “GBU-39 و GBU31 JDAM” بالإضافة للقنابل “الغبية MARK-84” من مختلف المنصات الجوية “F-15, F-16, F-35” متحدثاً عن أكثر من 1500 غارة جوية خلال 11 يوماً من المواجهات. فشل العدو الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المعلنة لعمليته التي أطلق عليها اسم “حارس الأسوار” بإيقاف الصواريخ الفلسطينية بل ارتفع عدد الصواريخ وبمديات جديدة وصلت إلى ما بعد تل أبيب المحتلة، وفشل المنظومة الدفاعية في إيقافها. تفاخر العدو بمنظومته معلناً عن إسقاط ما يزيد عن 90% من صواريخ المقاومة على كامل الأراضي المحتلة في حين تشير التقارير في الجبهة الداخلية المتعلقة بالأضرار إلى أرقام كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والمادي وغير مطابقة للواقع العسكري. ومع تساقط الصواريخ على أهداف حيوية (مصافي نفط، مطارات عسكرية ومدنية، مرافئ…) ضمن تكتيكات مستحدثة، كان العدو الإسرائيلي يعلن عن إسقاطها أو عدم اعتراضها لـ “سقوطها في مناطق مفتوحة” للحد من إنجازات المقاومة وإظهار القبة الحديدية كالسلاح الأهم والحامي للمجتمع الإسرائيلي. ومن جهة ثانية، أسقطت القبة الحديدية طائرة استطلاع تابعة لوحدة “سكاي رايدر – Sky rider” المكلفة بجمع المعلومات الاستخبارية من طراز “Skylark” عن طريق الخطأ في الأيام الأخيرة للعدوان. في الأضرار، ووفق “يديعوت أحرونوت”، بلغت الخسائر الأولية المباشرة للاقتصاد وكلفة الحرب 2.2 مليار دولار، فضلاً عن الخسائر والأضرار والتكاليف غير المباشرة. ووفق مصادر أخرى، بلغت الخسائر نحو 7 مليارات شيكل (2.14 مليار دولار) ما يعادل 0.5 % إلى 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي.
في المقلب الآخر، أظهرت المقاومة الفلسطينية قدراتها العسكرية المتطورة في التطوير والتصنيع، فبعد الإعلان عن طائراتها السابقة بشقيها الهجومي والاستطلاعي “أبابيل” خلال حرب 2014، أسدلت الستار عن طائرتها الجديدة الهجومية الانتحارية “شهاب”. أظهرت هذه الطائرة مدى التطور والدقة اللذين وصلت إليهما المقاومة رغم الحصار الكبير الذي يشهده القطاع مستخدَمةً في استهداف بنى تحتية إسرائيلية في عمق الكيان “منصات الغاز، ميناء أشدود، ومصنع الكيماويات” في الأيام الأولى للمواجهة. تتمتع هذه المسيرة بمواصفات تجعل منها أهدافاً صعبة للمنظومات الدفاعية وهو ما ظهر جلياً بعد فشل القبة الحديدية في تحييد خطر هذه المسيرات. وقد أبقت المقاومة على فعالية الصواريخ وكميتها والتنوع في الأسلحة النارية بين صواريخ “خفيفة، ثقيلة” وقذائف المدفعية من مختلف العيارات وبعض الصواريخ الموجهة، لتطيل أمد المواجهة رغم الغارات الجوية المكثفة عليها.
في المواجهة مع المقاومة، أُثبتت نظرية أن سلاح الجو لا يمكن أن يحسم معركة، بدون أي تدخل بري وهو ما يخشاه العدو الإسرائيلي ولن يقدم عليه في أي حرب مقبلة بعد تجارب “لبنان 2006″ و”غزة 2014”. في المواجهة الكبرى القادمة بين “محور المقاومة” والعدو الإسرائيلي، كيف سيكون أداء هذه المنظومات بطبقاتها الثلاث “القبة الحديدية، مقلاع داوود، باتريوت”، التي فشلت في التصدي وحماية إسرائيل حسب التصريحات الصهيونية في المواجهة الأخيرة؟ فهل تستطيع اعتراض وحماية جبهتها الداخلية أمام آلاف الصواريخ العادية والدقيقة والطائرات المسيرة والانتحارية والصواريخ الدقيقة التي تنطلق من “سوريا، لبنان، العراق، اليمن، وفلسطين”؟
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.