لم يحتج حزب الله هذه المرة الى 7 أيار جديد ولا حتى الى قمصان سود لمنع أي خطر يُصيب البلد والمقاومة. كان يكفي خطاب واحد للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليمنع أي مخطط ينفذه طرف لبناني ويخطط له الخارج الذي يستمر بمحاولاته لضرب المقاومة التي عجِز عن مواجهتها، تماماً كما يمنع أي اعتداء صهيوني على لبنان ويوقف العدو “على إجر ونص” بكلمة ورفع إصبع.
السيد بصبره وبصيرته وحكمته ووعيه منع حربًا أهلية يُخطط لها حزب القوات اللبنانية بدفعٍ خارجي، حيث إن حزب الله لم يعد بحاجة لعرض قوة ميداني، فالظروف تغيّرت وكذلك التوازنات، فالخارج لم يعد كما في السابق رغم محاولاته المستمرة، ولا حتى الداخل الذي بات عاجزاً حتى عن تشكيل جبهة واحدة موحدة لتنفيذ أي مخطط .
تراجع المستويات وعدم المكافأة فيما بينَها، لم يكلّف السيد نصر الله سوى خطاب بأغلبه إنعاش للذاكرة المسيحية لدحض ما يدعيه رئيس حزب القوات من أهداف وهمية كشفها السيد نصر الله بالوقائع الموثقة في الماضي البعيد والقريب وبعضها لا يزال مستمرًا.
اعتمد السيد نصر الله النصيحة كأحد أسلحة منع الاقتتال الداخلي عندما نصح حزب القوات ورئيسه أن “يشيل من راسه” أي عمل يؤدي الى اقتتال داخلي، بمجرد ذكر عدد الهيكل العسكري لحزب الله الذي يضم وحده 100 ألف مقاتل، وهو رقم كفيل بمنع أي حرب بالذِكر فقط أو رؤيتِهم بالخيال دون رؤيتهم على أرض الواقع، وأيضاً رقم كفيل بأن “لا يُخطىء أحد بالحساب ويقعد عاقل ويتأدّب”.
وتوقف الكثيرون عند مخاطبة السيد نصر الله شعبه بأن عليهم بالصبر والبصيرة. ربما لم يعرفوا حينها أنها نوع من أنواع المقاومة في أصعب أنواع الحروب، طلب ذلك بعد كل ما حصل من قتل واعتداء وإجرام بهدف الوصول للاقتتال الداخلي.
إنه إذًا وقت المواجهة بالصبر والبصيرة أكثر من أي وقت مضى، لتفويت آخر لغم يملكه العدو.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.