حتى لا يضل التاريخ (2): مقلب الشهيد القائد جواد (عيتا)

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

التاريخ : ١١ تموز ٢٠٠٦ ليلة عملية الأسيرين .
المكان : أحد مواقع المقاومة الاسلامية في قطاع عمليات بنت جبيل.
كان الوقت قد تجاوز الساعة التاسعة ليلًا وكان الشباب قد أعدوا ضربًا (مقلبًا) مبكلًا للشهيد جواد عيتا حيث كان سيزور الموقع بعد أيام من الغياب ولكنه اضطر للذهاب قبل الغروب بمهمة ما.
المقلب الذي أعده الشباب كان يختصر بإخفاء كل الطعام في مخزن الموقع وإبقاء طعام أعد خصيصًا للشهيد جواد حيث وضعوا كمية من الحر (الفلفل) توازي نصف الطعام وجلسوا ينتظرون.

أخذ م… يذكر الأخوة بمقلب إحدى ليالي الشتاء الثلجية قبل أشهر حيث تجمع الأخوة لصلاة الجماعة في الموقع وتركوا عمدًا مكانًا ضيقًا للشهيد جواد عيتا مواجهًا تمامًا لمدفأة الحطب التي تولى مشاغب الموقع عملية دكها بكمية كبيرة من الأخشاب بحجة البرد القارس.

الهدف كان التواطؤ على الشهيد جواد وإلزامه بالجلوس مقابل وجار المدفأة فترة صلاة الجماعة والدرس الذي سيتلوها.

بدأ الشهيد يخلع ثيابه بعد الصلاة حتى بقي بالبيجاما فيما بدا وجهه الشريف أحمر كالجمر واضطر للبقاء على هذه الحال مدة تقارب الساعة حتى نهاية الدرس.

ومن ملاحظته للهمسات والغمزات عرف الشهيد جواد أن في الأمر مقلبًا كالعادة، وبما أن مشاغب الموقع المشهور بمشاركته بهكذا أعمال موجود، فقد تحمل وحده تبعات المقلب فيما نجا باقي المتورطين لأن المشاغب المتهم لم يعترف ويشتكي رفاقه.

قام الشهيد جواد بتثبيت المشاغب ووضعه في نفس المكان الذي نفذ فيه الأخوة المقلب به وأخذ يردد الآية الكريمة: “ذق إنك أنت العزيز الكريم”.

ونتيجة للمقالب العديدة التي كان يتعامل معها بالضحك والابتسام بات الشهيد جواد يدخل إلى الموقع بحذر وينفذ مسحًا عند دخوله وخروجه.

ليلة ١١ تموز أعد الأخوة المقلب وانتظروا ولكن الشهيد لم يعد وليلًا أبلغ الأخوة بأنه سيبيت خارجًا لأسباب عملية.

كان يوم الأربعاء ١٢ تموز ٢٠٠٦ هو يوم بداية إجازة المجموعة التي تستمر أسبوعًا لتحل مكانهم مجموعة أخرى ممن لا علاقة لها بالمقالب ولا حتى بالمزاح.

أخذ الأخوة يهيئون العدة للعودة للحياة المدنية بانتظار أن يأتي الشهيد جواد لنقلهم خارج منطقة الموقع العسكرية.

قبيل التاسعة بقليل عممت القيادة على جميع المواقع والنقاط نداءً مشفرًا يأمر برفع الجهوزية والاستعداد إلى المجال الأقصى وكان هذا النداء يتكرر بفارق بسيط في الشيفرة كل مرة، ليلًا ونهارًا لعشرات المرات منذ العام ٢٠٠٥.

كانت القيادة -التي اختبرت جهوزية واستعداد مجاهديها لأكثر من عام واطمأنت إلى أن هذا التدبير بات ينفذ فورًا وباحترافية وبأقصى سرعة ممكنة- قد فضلت اعلان التدبير لحظة بداية عملية الأسر في عيتا الشعب لأسباب تتعلق بتطبيق مبدأي الخداع والمفاجأة اللذين أمنا للمقاومة -مع تطبيق مبادئ عسكرية أخرى- دوام المبادأة طيلة أيام حرب تموز.

وتبين لاحقًا لمجموعة المشاغبين أن الحضور المتكرر للشهيد القائد جواد عيتا حينها إلى ذاك الموقع بالذات وتحمله مقالب رفاقه (عناصره) كان حضورًا ميدانيًا للتأكد من جهوزية هذا الموقع العسكري الحساس في قاطع عمليات بنت جبيل. وطوال هذه المدة لم يشكّ أحد من المجاهدين بشيء مما يحضر له من عملية أسر كبرى في منطقة قريبة جدًا.

فسلام على طهرك حاج محمد يوسف دمشق (جواد عيتا) وسريتك واحترافيتك أيها الأسد الهصور الذي جرع “غولاني وإيغوز” السم الزعاف في مارون الراس واذل نخبهم حتى فروا مولين مدبرين .

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد