كانت سهرة قناة الجديد مع رئيس الحكومة السابق المعتذر عن عدم تكليفه تشكيل الحكومة سهرة طق حنك وشد عصب طائفي بامتياز، بالإضافة إلى محاولات استرضاء مملكة المنشار، كل ذلك باستخدام الافتراءات ضد الذين عملوا جهدهم لإخراجه من المصير الأسود الذي كان ينتظره في الفندق / المعتقل الريتز.
وفي سبيل ذلك لجأ سعد الحريري إلى الشائعات الشوارعية التي يطلقها متظاهرون غير مسؤولين سوى عن أنفسهم ليجعل منها حقائق ولو أدى تصريحه بها إلى الفتنة وإلى ما لا تحمد عقباه، كاتهام حزب الله دون تسميته بإرسال الكبتاجون إلى السعودية وإرسال النيترات التي فجرت مرفأ بيروت إلى الرئيس الأسد ليقتل شعبه بها.
كان سعد الحريري أمس كالتلميذ بين يدي معلمته، متلبكًا لا يعرف إلى المنطق سبيلًا، كل همه أن يظهر بمظهر الضحية مستجديًا رضا السعودية التي لا يزورها بسبب فايروس كورونا كما قال فأضحكنا، وكأن كل الدول التي يتنقل بينها خالية من هذا الفايروس. ثم إن هناك دليلًا واضحًا عن علاقته الجيدة مع الدولة التي لحم كتفيه من خيرها، كما قال، فعائلته لا تزال تقيم في السعودية، لكن لم يخبرنا إن كانت تقيم هناك رهينة لحين رضا ابن سلمان عنه أو لحين تسديد ما عليه من أموال للسعوديين.
هذا هو نموذج السياسي الذي نتمسك ونقاتل لأجل أن يكون رئيس حكومتنا، في بلد أسس والده لانهياره الاقتصادي والمالي، وما زال ابنه وتلاميذه يواصلون هذه المهمة. هذا هو ابن البيت السياسي الذي يريد الظهور بطبعته الثانية على صورة المنقذ من الأزمات، القادم مع أسماء تشكيلته من الفوارس والفارسات مدججين بأسلحة محاربة الفساد لصناعة الفجر اللبناني الجديد.
دولة الرئيس (مبهبطة عليك بعرف)، إن كانوا ورطوك بعد مقتل أبيك في مهمة لست أهلًا لها، وأثبتّ مرات عدة أنك غير نافع فيها، فارحم طائفتك الكريمة التي مثلتها أسوأ تمثيل وجعلتها في حال غير حالها، وارحم البلد الذي تحبه كما تقول، وارحمنا من مصيبة أخرى نعاني منها هي البيت الحريري السياسي، ولا تعد للقبول بتشكيل حكومة أخرى مهما عرضوا عليك من ألبان وأجبان وأنواع عسل.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.