حسن محمد خليفة – خاص الناشر |
مخطئ من يظن أن الرئيس ميشال عون نقل البارودة من كتف إلى آخر، فهو ثابت على النهج الذي اعتمده خلال السنوات الست من عهده الرئاسي.
عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الأخيرة، التقى الرئيس ميشال عون بحشد من شباب التيار الوطني الحر في الرابية، تحدث عن القضايا والملفات الراهنة، وأسهب في الشرح عن أسباب ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، معتبرًا أن الأمر ليس كما يقال في الصحف والإعلام.
وعن المقاومة أكّد أنّ ورقة القوة التي قدمتها المقاومة للوصول إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية ساعدت في إلغاء التردد الذي كان سائدًا من قبل العدو من جهة والتباطؤ الأميركي من جهة أخرى، مشيرًا إلى أن هناك فريقًا سياسيًا غير قادر على التحرك على الصعيد السياسي إلا بأمر من جهات خارجية.
وبعدها فُتح المجال أمام الشباب لطرح الأسئلة. سُئِل الرئيس عون عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فابتسم ابتسامة الصديق والمحب، وقال: أجمل شيء لديه هو أنه محب وخلوق، تُحِبه دون استئذان.
أما عن التفاهم مع حزب الله، فأكد أنه لم ينته، صحيح أنه ليس بخير ولكن على عكس ما يتصور البعض وما يُكتب ويقال على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، فالتفاهم لا يزال قائمًا، ولا أحد من الطرفين يريد الطلاق.
وكان لافتًا ردّ الرئيس عون على سؤال حول الوزير السابق المرشح الرئاسي الحالي سليمان فرنجية، إذ قال إننا نتفق معه في المواضيع الإستراتيجية، وهو صديق، ولكن هناك تباينات في المواضيع الداخلية وهي بحاجة إلى حوار جدي لتنتظم العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة.
لكن الرئيس عون عبّر عن عتبه على الفرنجية في كيفية تعاطيه خلال فترة وجوده في قصر بعبدا.
أما في موضوع رئاسة الجمهورية، فقد شدّد عون على أن الحوار الداخلي هو الحل الوحيد للوصول الى انتخاب رئيس، إذ يجب عدم السماح للخارج أيًا يكن بأن يتدخل في الاستحقاق الرئاسي، وعلى اللبنانيين وحدهم أن يقرروا مَن هو رئيس الجمهورية لأنه رمز البلاد وحافظ سيادتها.
وفيما يتعلق بزيارته إلى دمشق، قال الرئيس عون إنه لم يأت على ذكر الاستحقاق الرئاسي، ولكن الرئيس بشار الأسد، وفي سياق حديثه، أكد أن سوريا على الحياد وأن الحل يأتي من لبنان، وعلى اللبنانيين أن يتحاوروا فيما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية.
أما جوابه عن السؤال عن علاقته بالرئيس السوري، فقال إن الرئيس الأسد ليس ديكتاتوريًا كما يصوّره البعض، بل إنسان طيب استطاع أن يقود بلاده في أحلك الظروف، وهو اليوم يعمل على إعادة الدور المهم لسوريا في العالم العربي والعالم. ولفت إلى تغيّر القيادة السورية في تعاطيها مع الملفات الداخلية، إذ باتت تتعاطى معها بانفتاح أكبر وديمقراطية أوسع من قبل.
*إعلامي في قناة المنار
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.