نشر مركز غرب آسيا للأبحاث، تحليل وضعية حول المعركة بين الحروب، ربطًا بالإعداءات الإسرائيلية المتكرة على سوريا ونتائجها على المستوى الاستراتيجي والتكتيكي بالنسبة لكيان الاحتلال الإسرئيلي ولسوريا، على السواء، إنْ على المستوى المباشر أو على المستوى المحيطي.
المستوى المباشر
وبحسب المركز، فإن أولوية سوريا هي التعافي وتبديد أهداف الحرب وآثارها على المستوى الاقتصادي والدبلوماسي. فاستهدافها عبر “المعركة بين الحروب” ليس له نتائج تذكر على موقعها ودورها. خصوصًا وأن جيش الكيان لم يستطع حتى الآن إصابة نقاط الثقل الفعلية في البنية السورية، بل يكتفي باستهداف نقطوي محدود الأثر.
وأكّد التحليل أن استهداف سوريا لا يؤثر شيئًا في معالجة المشكلة الداخلية اليهودية، فالأزمة مستمرة ومتصاعدة، والهروب إلى الخارج لا يفيد شيئًا، خصوصًا لناحية سعي الكيان لمعالجة الأزمة الجوهرية المتعلقة بقطاع غزة والضفة الغربية وفلسطينيي 1948.
وعليه، فإن سوريا تدفع ثمن دورها الحالي كساحة لمشاغلة العدو بمقدار متوازن مع حجم التضحيات التي يحتاجها هذا الدور، وتلعب دورًا مفصلياً على أساس الصبر الاستراتيجي. وقد حصلت عدة تعديلات جوهرية في المقاربة الاستراتيجية المستقبلية لدور سوريا في المواجهة الكبرى، في حين لا يزال العدو يعمل على أساس المقاربة التقليدية.
وفي السياق، رأى المركز أن استهداف العدو لسوريا لا يؤثر على برنامج المقاومة الشعبية السورية لطرد الاحتلال الأميركي. إذ إن حركة التسارع في تغيير اتجاهات البنية السورية وتطوير حجمها وانتشارها نمت بفضل المعركة بين الحروب، فبدونها لكانت أحادية الاتجاه ومحدودة الانتشار.
وأكد التحليل على أن استهداف البنية السورية بشكل مؤثر يحتاج إلى حرب شاملة نتيجة حجمها وطريقة إخفائها، أما الاستهداف التراكمي فيساهم في تطويرها وتنويعها.
المستوى المحيطي
هنا، ترك العدو ساحة لبنان تنمو بشكل متسارع وهي التهديد الرئيسي دون أي معالجة أمنية أو سياسية، واكتفى بالمشاغلة على الأراضي السورية.
وفشل الكيان المؤقت بشكل حاسم في منع قيام القوة اليمنية والعراقية كمستوى ظهير متوسط للدائرة الأولى (لبنان، سوريا، مصر، الأردن) والثالثة (إيران).
في حين، لا تزيد الساحة السورية من القدرة الصاروخية لمحور المقاومة في استهداف الكيان بشكل جوهري، فلديه المنصات في إيران، العراق، لبنان، اليمن، غزة. نعم هي قيمة إضافية، لكن المشاغلة التي يقوم بها الكيان لا تعدل من ميزان القوة في المنطقة.
وبحسب التحليل، فإن العدو يستفيد من ناحية الصورة والدعاية، لكن الحروب تحسم في ميدان آخر، وحتى استفادته في هذا المجال لا توازي احتياجاته الردعية. وفي حين يُسجل العدو تطورًا في قدرة الاستخبار التكتيكي، لكنه يعاني في فشل عميق على مستوى الاستخبارات الاستراتيجية وبناء القرار وتطوير الردع.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.