إلى متى يمكن أن تستمر السفارة الأميركية في كابل؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

قالت صحيفة “بوليتيكو” (Politico) إن مستقبل السفارة الأميركية في كابل يلفّه الغموض مع مغادرة آخر القوات الأميركية أفغانستان، وإن الدبلوماسيين الأميركيين يواجهون وضعا صعبا من المرجح أن يتفاقم عندما يحتدم الصراع بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية.

وأفاد تقرير الصحيفة بأن السفارة الأميركية قد وضعت خطة عمل طارئة لمواجهة الوضع، وتم الاستغناء عن موظفيها غير الأساسيين وإخراجهم من أفغانستان، ولكن ما زال هناك نحو 4 آلاف شخص يعملون في السفارة منهم موظفون أفغان ودبلوماسيون ومقاولون.

ونقلت عن مسؤول أميركي كبير بالسفارة لم تذكر اسمه قوله إن 1400 من مجموع العاملين الذين بقوا في السفارة أميركيون.

وتشير تقديرات جهاز الاستخبارات الأميركي إلى أن الحكومة الأفغانية قد تسقط في غضون 6 أشهر بعد انسحاب القوات الأميركية، الذي قد ينتهي في أيام معدودة، وفق تقرير بوليتيكو.

وصرح الرئيس الأفغاني أشرف غني، خلال زيارته واشنطن الشهر الماضي، بأن بلاده تواجه لحظة تشبه تلك التي مرت بها الولايات المتحدة عام 1861، في إشارة إلى لحظة اندلاع الحرب الأهلية الأميركية.

من جهته حذر الجنرال أوستن ميللر، قائد القوات الأميركية في أفغانستان، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، من أن “من المؤكد أن الحرب الأهلية هي الطريق الذي يمكن تصوره إذا استمرت (الأمور) في المسار الذي تسير عليه الآن، وينبغي أن يمثّل ذلك مصدر قلق للعالم”.

وذكّر تقرير بوليتيكو بأن الولايات المتحدة سبق أن أغلقت سفارتها في كابل إبان الانسحاب السوفياتي من أفغانستان مطلع عام 1989، ووعد المسؤولون الأميركيون آنذاك بأن “الولايات المتحدة ستعود” لكنهم لم يعيدوا فتح البعثة الدبلوماسية حتى يناير/كانون الثاني 2002، بعد عودة الولايات المتحدة إلى أفغانستان بقواتها الخاصة لإطاحة حكم حركة طالبان.

وقالت الصحيفة إن الإجابة عن السؤال المتعلق بالمدة التي ستحتفظ فيها الولايات المتحدة بدبلوماسييها في أفغانستان هذه المرة أكثر تعقيدا مما كانت عليه في الماضي.

فالولايات المتحدة التي انسحبت من أفغانستان قبل 3 عقود بسبب تراجع اهتمامها بالبلد مع خروج الجيش السوفياتي المحتل منه، لا يمكنها الآن أن تتجاهل الدولة التي أدّت الفوضى التي عاشتها في التسعينيات إلى التمكين لمخططي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي دمّرت برجي التجارة العالميين في نيويورك، واستهدفت مواقع أميركية سيادية، وقادت إلى الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة في أفغانستان على مدى 20 عاما وحصدت أرواح ما يربو على ألفي جندي أميركي، حسب تقرير بوليتيكو.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين يدركون أن سحب أميركا تمثيلها الدبلوماسي من كابل سيبعث رسالة سيئة للدول الأخرى التي عملت جنبًا إلى جنب مع واشنطن لمحاولة تحقيق الاستقرار في أفغانستان على مدى العقدين الماضيين، بما في ذلك الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO) الذي يستعد الآن لسحب بقية قواته البالغ عددها 10 آلاف جندي من أفغانستان.

ونقلت عن رون نيومان السفير الأميركي السابق في أفغانستان القول إن “هذا القرار (المتعلق بإغلاق السفارة) ديناميكي ويتغير باستمرار، إذ ما دام الأفغان (الحكومة الأفغانية) لم يخسروا الحرب تماما، فإن هناك إحجامًا حقيقيًّا عن الانسحاب من السفارة لأن ذلك سيؤدي إلى تدافع”.

بوليتيكو

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد