حوراء ياسين – خاص الناشر |
لم يخطئ جمال الدين الأفغاني حينما وصف حال العرب منذ أعوام طويلة فقال: شر أدواء العرب داء انقسام أهله، يتحدون على الاختلاف، ويختلفون على الاتحاد، فقد اتفقوا ألا يتفقوا.
ولعل ما يجري اليوم من اختلاف جوهري على نصرة قضايا الأمة خير دليل على ذلك، فإذا بالمنظمة التي نصبت نفسها جامعةً للدول العربية وعلى أن تسعى لحمايتها وتحصيل حقوقها المشروعة، تخالف حسابات حقلها حسابات البيدر، وبتنا نشهد على اجتماع جامعة عبرية لا عربية كل همها إقصاء دول عربية لا تتوافق وطموحات الجامعة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني المؤقت والاعتراض على حضور وفود والعمل على إقصاء أخرى تحت حجج واهية.
جامعة لم تكترث يومًا للانتهاكات الصهيونية بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين ولا للجرائم المتواصلة والاعتداءات المتكررة بحق الفلسطينيين.
اختلاف العرب فيما بينهم أضاع البوصلة في المنطقة، وبدلًا من التوجه الى تحصين الجبهة عملوا على ايجاد ذرائع يتمادى الصهيوني من خلالها. وها هو يصر على اغتصاب حقوق لبنان النفطية ويدفع بالمنظمات الأممية العاملة في لبنان وعلى رأسها اليونيفيل الى تنفيذ ما يعجز عنه لوجود مقاومة واعية لمخططاته تقلم مخالبه كلما حاول ابتزازها.
ولا ننسى اليمن الجريح النازف لثماني سنوات خلت بفعل جارٍ جارَ عليه دون اكتراث لروابط الدم العربي، وكيف له أن يكترث وما يجري في عروقه منذ أجداده دم عبري يسعى للسيطرة على المنطقة من النيل الى الفرات ؟
ولكن هيهات، فأهل الأرض والعرض الذين أدركوا مسبقًا أن عُربًا حكمتهم مصالحهم وأدارتهم أهواؤهم لن ينتصروا لقضاياهم حملوا الراية وألّفوا بين مقاوماتهم وتعاهدوا على ما جاء في الآية الكريمة: “فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا”.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.