العمالة فكرة لا تتجزأ، ولا تَصلُح للخضوع لعمليات تجميل، ولا شيء يمحو عار مرتكبها، وهي جُرم لا يمحوه حُكم، وليس لها مبررات، وغير محكومة بظروف ولا حتى بأجيال وتخضع لنفس الأحكام القانونية والمجتمعية، وخطورتها واحدة بمختلف أساليبها، بل تصبح الفكرة أخطر مع أبناء العملاء عندما يُربيهم أهلهم على العمالة ويندمجون في مجتمع عدوّهم ويشعرون كأنهم منه. هذه الصورة يجب أن يراها مَن يعتبرهم قضيته ويُطالب بعودتهم، وهنا بحال عادوا الى وطنهم الأم، على الجميع أن يعلموا أن هؤلاء لا يعودون فقط عملاء إنما أعداء، وعندما نعرض نموذجًا منهم نرى أن هذا التوصيف دقيق وواقعي ومنطقي ويُجسِّد حقيقتهم ويُظهر عارهم.
البداية مع ابنة كبير العملاء ومؤسس ميليشياتهم، “أرزة سعد حداد” التي تُقيم مع عائلتها في حيفا حيث تعمل في تطوير أنظمة الصواريخ الإسرائيلية بعد تخرّجها من معهد “التخنيون الإسرائيلي”. وهي تتباهى بأنها ليست عربية بل هي إسرائيلية وأمها أيضًا تتباهى بذلك وتقول نحن إسرائيليون و”اسرائيل” بيتنا.
مريم يونس: ابنة العميل الياس يونس الذي خدم في جيش العملاء بين عام ١٩٨٤ وعام ٢٠٠٠. كان قائد سرية في جبل حميّد وكان عُمر مريم آنذاك خمس سنوات. اليوم مريم ناشطة اجتماعية من أجل تحصيل حقوق مجتمع” جيش لبنان الجنوبي” بحسب تعبيرها، ومن أجل الاعتراف بقتلى لحد “كشهداء” في معارك جيش العدو الصهيوني.
جوليا أبو عراج: والدها عميل لحدي قتلته المقاومة قبل تحرير الجنوب، متزوجة من ابن العميل “جونتان خوري” الناشط من أجل حقوق اللحديين داخل الكيان. توّلت مسؤولية القسم الرقمي باللغة العربية في وحدة المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي، وتعمل اليوم مراسلة في قناة نيوز 24 الإسرائيلية باللغة العربية.
العميل جورج اندريه سلامة: تطوّع والده في جيش العميلين سعد حداد وانطوان لحد، وفرّ بعد اندحار العدو عام ٢٠٠٠ مع عائلته الى فلسطين المحتلة يوم كان ابنه جورج طفلًا. وقد التحق بسلاح المدرعات في جيش العدو الصهيوني. يتباهى الأب وابنه بعمالتهما ويقولان إن “إسرائيل” هي وطننا بالفعل ولبنان انتهى بالنسبة إلينا.
بولين نهرا: ابنة العميل غبرئيل نهرا الذي خدم ٢٥ عامًا ضابط هندسة في جيش العميل لحد. تعيش في كرميئيل. هربت مع أبيها عام 2000. تقول: عندما قمت ″بالخدمة الوطنية″ لم أجد صعوبة بذلك، أنا أشعر بأنني إسرائيلية.
هذا واقع أبناء العملاء الذين نشرت أسماءهم “هيئة ممثلي الأسرى والمحررين” تحت عنوان: “عملاء مش مبعدين. . صهاينة مش لبنانيين”، الذي يتصدّون لمحاولات تجميل صورة العملاء بحيث يحاول البعض تبرئتهم ووضعهم في موقع المظلومية من أجل خلق حالة من التعاطف معهم، وتصويرهم وكأنهم جالية لبنانية في الأراضي المحتلة، بحيث بات الكيان يُكرِّم أهلهم من أجلهم، من أجل أهمية دورهم بالنسبة له بعدما حقّرهم في البداية. وبعد كل ذلك يأتيك من يُطالِب بوقاحة بحقوقهم في وطن لم يحفظ حق مقاوميه.
من هنا يُفهم الموقف بالدليل القاطع من عودة هؤلاء “العملاء” الى لبنان خاصة وأن أغلبهم خدم في جيش العدو، فعودتهم بنفس أسلوب المُحاكمة يُشكِّل خطرًا جديًا على البلد يجب مواجهته.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.