للمرة الثانية، وفي زمن قياسي، يستدعي العدو تنظيم داعش لزجه في عملية داخل الاراضي المحتلة. فبعد إلصاق وصمة الداعشية بمنفذ عملية بئر السبع، منذ أيام، حطت هذه الوصمة فوق بطلَي عملية الخضيرة.
طبعًا، وفي هذه الحال، وبسبب عدم امكانية التحقق الفعلي والمباشر من التوجهات الحقيقية للمنفذين، لذلك لا يمكننا أن نستبعد اي احتمال من ناحية الاحتمالات المنطقية.
فمن ناحية الاحتمال الاول، وهو الاحتمال الاكثر تواردًا بحسب تاريخية إعلام العدو وهو احتمال التزييف والتضليل من الممكن أن تكون وصمة داعش تمويهية وتشتيتية فوق هذا النمط من العمليات بهدف جعلها فزاعة مزيفة استعارها العدو موظفًا الصيت السيئ لهذا التنظيم لالصاقها بالعمل الفدائي لتشويهه وحشد “القطعان” ضده تحت مزاعم محاربة التطرف والإرهاب بحسب الماكنة الاعلامية لهذا الكيان ومن يساعده من عرب وغرب.
ومن ناحية أخرى هناك الوجه الثاني للاحتمالات، إذ من الممكن أن تكون هذه المزاعم حقيقية وهناك ارتباط فكري او تنظيمي للمنفذين مع هذا التنظيم الذي فُتحت لصالحه في السنوات الماضية قنوات التمويل والتعبئة والاعلام من دون حسيب ولا رقيب بهدف تدمير سوريا واسقاط نظامها وكسر حلقة اساسية في مشروع محور ايران وحلفائها الذي يحقق انجازات ويتقدم على مساحة الشرق الاوسط ويحاصر الكيان من جهات عدة ويدخله في تهديد لا سابق له في تاريخ الصراع معه.
إذًا، وفي هذه الحالة، نحن امام تكرار سيناريو الظاهرة التي عُرفت باسم المجاهدين الأفغان أو الأفغان العرب الذين تمت تعبئتهم لمقاتلة السوفيات في أفغانستان، ولكن بعد انتهاء مهمتهم تحولوا الى عبء على صانعيهم بحيث نشروا القتل والتفجيرات والدمار في انحاء شتى. وهنا نأمل أيضًا أن ينقلب السحر على الساحر وتذوق هذه الدول جريرة ما فعلت.
كما ذكرنا أعلاه فإن كل الاحتمالات واردة لكن يبقى الواقع هو الأهم بحيث قدم هذان الشهيدان نفسيهما في المكان الصحيح وفي الجبهة الفعلية كما تشير بوصلة قضايا الامة وهي البوصلة المنوط بها أن توحدنا جميعا رغم كل الاختلافات والمشارب الفكرية والدينية والمذهبية والحزبية وغيرها.
لو تجاوزنا هذه العقد المحلية ووجهنا جهودنا نحو العدو ومشروعه بدل الصراعات الجانبية الالهائية لكان الواقع مختلفًا وكانت أمتنا منتصرة.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.