تأثر الدول العربية بالحرب في أوكرانيا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

شكلت الأزمة الأوكرانية منذ 2014 أحد أبرز التحديات العالمية، في العلاقات ما بين الغرب وروسيا. وبطبيعة الحال فإن الشرق الأوسط يتأثر بالأزمات العالمية بشكل دائم، فهو صورة للصراعات التي تحصل في العالم، نتيجة موقعه الجيوستراتيجي وتواجد القوى العظمى فيه، فضلًا عن الاختلاف بين دوله في تأييد محورين كبيرين في السياسة الدولية، ما يزيد من تأثره بأي أزمة.

لا شك أن للحرب في أوكرانيا تأثيرها الكبير على المنطقة العربية تحديدًا، وينسحب هذا التأثير على المستويات المختلفة، منها على المستوى الاقتصادي بارتفاع أسعار السلع، ومنها على المستوى السياسي بالخلافات التي سوف تحصل نتيجة حدة الصراع، وكذلك على المستوى الأمني مع إمكانية تسعير بعض النزاعات الداخلية فيه، وكذلك على المستوى الاجتماعي حيث يمكن أن نشهد عودة الكثير من أبناء المنطقة العربية هربًا من الحرب.

يقول Jon B. Alterman في مقال له تحت عنوان “Hedging, Hunger, and Hostilities: The Middle East after Russia’s Invasion of Ukraine
“إن الدول العربية بدأت تتأثر بالحرب في أوكرانيا. سوف يصيب نقص القمح الدول الهشة. قوضت الأزمة الاقتصادية في لبنان بالفعل قدرة سكانه على شراء المواد الغذائية، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 1000٪. يستورد لبنان القمح لتلبية معظم احتياجاته، حيث يأتي 60 %من أوكرانيا، وهذا ما سوف يؤثر عليه بشكل أكبر”.

وتعد مصر أكبر مستورد للقمح في العالم، ويأتي العديد من وارداتها من منطقة البحر الأسود. على الرغم من أن الحكومة حاولت تنويع إمداداتها في الفترة التي سبقت الغزو. تلقت مصر عددًا كبيرًا لمناقصة قمح الأسبوع الماضي. كما أن ليبيا واليمن اللتين تمزقهما الحرب معرضتان بشكل مماثل لنقص القمح.

كما ارتفع سعر النفط فوق 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014. بالنسبة للدول المصدرة للنفط في المنطقة، ستوفر الأسعار المرتفعة تخفيفًا مرحبًا بهبالميزانية على المدى القصير، وسوف تستخدم بعض الحكومات الخليجية جزءًا من الأرباح الجديدة للاستثمار، لكن الأزمة ستكون على الدول المستوردة، حيث سوف ترتفع لديها أسعار النفط.

ممكن أن تنعكس الأزمة على المستوى السياسي، نتيجة التخبط الحاصل بالعلاقات الدولية، وعدم قدرة الغرب على استهداف روسيا مباشرة، ما يعني إمكانية أن تحصل مواجهات متفرقة في ليبيا وسوريا واليمن والعراق ومحاولة إعادة إحياء داعش لمحاربة روسيا وحلفائها.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد