بيار لويس عون – خاص الناشر |
يتساءل الكثيرون عن سبب استشراس البطريرك الراعي في الدفاع عن رياض سلامة.
إليكم إحدى القصص وأحد الأسباب من بين المئات منها: قصة قصر وليد غياض محامي الصرح.
في يوم من أيام ربيع ٢٠١٢ المشرقة، اصطحب غياض كلًّا من البطريرك الراعي والمونسنيور البواري ومدير عام التنظيم المدني الياس الطويل لتفقّد «أرض الميعاد” التي وعده الراعي بأن يهبه إياها لتشييد قصره الخاص عليها.
عند أطراف محمية حريصا، تؤجر البطريركية مزارعًا
أرضًا صغيرة يقوم فيها بتربية الدواجن، وتحتها ثمة أرض عليها خزانات مياه تشرب جونيه وجوارها منها.
كان حلم غياض أن الأرض ستكون أرضه، فبارك الراعي واستجاب لحلم طفله المدلل.
استجاب المونسنيور البواري، وهو من المفروض أنه القيّم العام على أملاك البطريركية المارونية، ولكنه نذر الطاعة لرأس الكنيسة. أما الطويل فأكد أن الأرض تقع فعلًا خارج النطاق الرسمي لمحمية حريصا الطبيعية.
لكن القوانين المرعية الإجراء تمنع تأجير البطريركية الأرض أكثر من عشرين عامًا، وعليه قد تذهب الهبة المعطاة لغياض كلها هدرًا في حال تغير البطريرك أو تقرر فسخ العقد وانتهى العقد المشبوه ذاك. لا بدّ للغياض أن يشتري الأرض إذًا.
تعاميم الفاتيكان تمنع بيع الكنيسة أملاكها أيًّا كان السبب، خاصة بعد أن أوقف الفاتيكان نفسه صفقة بيع أرض الكاسليك للرئيس الشهيد الحريري.
الحل القانوني الوحيد هو مقايضة الأرض بأرض أخرى.
بدأت هنا قصة جديدة:
بين أراضي «بنك المدينة»التي وضع مصرف لبنان يده عليها، ثمة واحدة تبلغ مساحتها 20 إلى 25 ألف متر في قعر وادٍ في بلدة المعيصرة الشيعية -على ما أظن- في فتوح كسروان. لا يتجاوز سعر المتر هناك ١٠ دولارات حسب التقييم الدفتري للارض عند سقوط بنك المدينة عام 2002. وعليه نشط رياض سلامة نفسه حرصًا منه على سلامة غياض السكنية وللمحافظة على بركة بكركي وحصانة فساده من الجهة المارونية الروحية، للإسراع في إنجاز المعاملات وتسليم غياض أرضه في الوادي.
وهكذا أمكن للمسؤول الإعلامي مقايضة البطريركية المارونية:
يعطيها أرضه البعيدة التي اشتراها من مصرف لبنان والتي كانت مرهونة لبنك المدينة والتي لا يتجاوز سعرها مئة وخمسين الف دولار مقسطة بعد دعم وقرض من مصرف لبنان، ويأخذ أرض البطريركية المحاطة بالغابات والمطلة على خليج جونيه والتي يتجاوز سعرها ملايين عدة من الدولارات.
اتت إلى ذهني تلك القصة اليوم عند سماعي خطبة البطريرك الموجهة إلى موارنة لبنان وأنا منهم والتي تنتقد الشريفة غادة عون وتبيض صفحة سلامة، والتسبيح لله دائمًا وبارك يا سيد.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.