مع مواكبة إعلامية استثنائية، أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، عن انطلاق “أكبر تمرين بحري” في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر تمرين على الأنظمة “غير المأهولة” (المسيّرة) في العالم.
هذا التمرين الذي تحاول واشنطن استثماره نفسيًا وإعلاميًا ضد إيران ومحور المقاومة بشكل عام، ربطًا بتطور العلاقات الإسرائيلية العربية، ليس الأول من نوعه، بل إنه تمرين يتم إجراؤه مرة كل عامين، منذ العام 2012، من قبل القوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا في غرب المحيط الهندي والمناطق الساحلية في شرق إفريقيا.
وسيشهد التمرين الذي انطلق الإثنين، مشاركة 9000 فرد وما يصل إلى 50 سفينة من أكثر من 60 دولة شريكة ومنظمة دولية تعمل في منطقتين.
وبعيدًا عن التهويل، سيستمر التمرين لمدة 18 يومًا بقيادة القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية. ويشمل أكبر تمرين على الأنظمة غير المأهولة، أكثر من 80 نظامًا من 10 دول مشاركة. وسيسمح للقوات المشاركة “باختبار الأنظمة غير المأهولة والذكاء الصناعي في سيناريوهات تدريب مختلفة، وتطبيق الدروس المستفادة في نهاية المطاف على العمليات المستقبلية في العالم الحقيقي”.
وقال نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس الأميركي والقوات البحرية المشتركة: “يظهر هذا المستوى من التمثيل العزيمة المشتركة في الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد”. وأضاف أن “هذه فرصة فريدة لزيادة قدراتنا وإمكانية التشغيل البيني، مع تعزيز القدرات البحرية”.
تجدر الإشارة إلى أن التمرين هو عبارة عن مناورتين:
- الأولى تدعى International Marine Exercises (IMX) وهي مناورة حول الملاحة البحرية الدولية، وفيها خليط من الدول الآسيوية والخليجية والاوروبية (المصدّرة والمستهلكة للبترول). وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أضافتها إلى التمرين، في محاولة منها لطمأنة حلفائها العرب بعد تعرّض ناقلات النفط للتفجير في مياه الخليج وخليج عمان عام 2019.
- الثانية تدعى Cutless Express خاصة بالمنطقة الأفريقية.
وفي نظرة سريعة على لائحة الدول والمنظمات المشاركة في تمرين القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، والذي تعمل واشنطن عبر أذرعها الإعلامية في المنطقة العربية على الترويج له على أنه “حدث استثنائي له ما بعده”، نجد أن دولًا مثل كازاخستان وباكستان وتركيا والهند وعُمان، لا تنضم إلى جهود عسكرية موجهة ضد إيران، في حين أن دولًا هي اليمن والصومال والسودان ورواندا لا تمتلك جيشًا قادرًا على الانخراط في جهود عسكرية ضد إيران، فضلًا عن عدد غير قليل من الدول التي لا تمتلك انخراطًا مؤثّرًا في أحداث المنطقة.
أما بخصوص “إسرائيل”، فإنه من الطبيعي إشراكها في التمرين بعد انتقالها من منطقة مسؤوليات القيادة الأوروبية الأميركية، إلى منطقة مسؤوليات القيادة المركزية الأميركية في شهر كانون الثاني من العام 2021، وبالتالي فإن وجودها “طبيعيّ” في مثل مناورات كهذه.
وفي إطار التهويل الأميركي ذاته، يمكن إدراج زيارة وزير الحرب الإسرائيلي بني غانتس، مع قائد سلاح البحرية ديفيد ساعر سلامة، وعدد من المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، إلى المنامة بالتزامن مع بدء التدريبات، في محاولة لإعطاء الحدث المعتاد أهمية أكبر مما يلزم، لخدمة أهدافهم النفسية والإعلامية المرجوة من التدريبات وتغطيتها.
التعليقات مغلقة.