عن العلاقة الاستثنائية بين بيئة المقاومة وسيّدها

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

توجه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى شعبه يومًا قائلًا لهم: أنا بحب إجي ع المنبر وبحب كون بيناتكن ومتل ما إنتو بتاخدو روح فيي لما أنا بكون بيناتكن ما تصدقوا قديش أنا باخد روح فيكن لما بكون أنا بيناتكن. هيدا موضوع متبادل.

لم يحدث من قبل أن تحدث قائد مع شعبه بهذا الحب والاحترام والتقدير والامتنان لهم. ولم يحدث من قبل أن يستشرس شعب في الدفاع عن قائده كأبٍ لهم لا يتحملون أن تمسّه شعرة أو أن يُرشق بوردة حتى ولا يتقبلون مقارنته بأحد.

لم يحدث يومًا أن رأينا قائدًا سلاحه شعبه، يخوضون أشرس المعارك على جبهتهم صونًا لكرامته. ولم نرَ من قبل هذا التلاحم والانصهار بين شعب وقائد؛ يحبهم ويحبونه، يقدرهم ويقدرونه، يثق بهم ويثقون به، يتفاعل معهم ويتفاعلون معه، يضحكون معه ويبكون معه، يسمعون كلامه ويستمع لهواجسهم، يؤثرون به ويؤثر فيهم، يفهمونه ويفهم مخاوفهم ويطمئنهم بصدق ولا يبيعهم أوهامًا. يتحدث عن عطائهم، وهو بلغ حد العطاء الأقصى بتقديم ابنه هادي، يمتنّ لحبهم وتضحياتهم وهم يقدّرون ما يتحمله من أجلهم بامتنان.

مَن يتابع خطابات السيد نصر الله يلاحظ حجم التفاعل بينه وبين شعبه بكل تفصيل يمر به الخطاب من بداية الاطلالة لنهايتها، وما يتضمنه من مواقف وعبارات لافتة وملامح وجه وحركات يد، حتى شرب الماء أو الليموناضة؛ لا يفوتهم تفصيل في الخطاب.

عندما أطل السيد نصر الله وقد بدا عليه التعب، شعرنا وكأن ما أصابه أصابهم فعلًا. لا يمكن لأحد أن يصدق حالة الإحباط التي كانت عند شعبه، وبالرغم من رسائل التطمين التي وصلت لهم لم تطمئن قلوبهم إلا عندما أطل عليهم من جديد وطمأنهم بنفسه عن صحته وجدد وعده لهم أنه سيصلي في القدس.

لم يحدث أن رأينا قائدًا قبله يعرف تمامًا كيف يتحدث مع شعبه، يجيب عن كل الاسئلة التي تدور في أذهانهم؛ إن غضبوا يهدِّئهم، إن شعروا بضغوطات يريحهم، إن حزنوا يُفرحهم.

لم يحدث أن رأينا قائدًا لديه كل هذا الرصيد من الإنجازات وكل هذا الحضور الإقليمي والدولي، يتحدى أكبر قوة في العالم، وبإصبعه يهز عرش الطغاة، تدمع عيناه عندما يتحدث عن شعبه والمجاهدين والشهداء.

لم يحدث يومًا أن حظي قائد مثله باحترام الأعداء قبل الأصدقاء، ورغم كل ما يفعله عبدة المال من محاولات لتشويه صورته وإسقاط قدسيته إلا أنه يبقى بعيون العقل والقلب والضمير “السيد”.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد