العروبة نائمة

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

أقدّم اليوم أحرّ التعازي مني ومن كل مواطن عربي أصيل يدرك معنى كلمة عروبة ويمجّدها. أما للعرب الذين تخلوا عن عروبتهم فلا عزاء لهم.

عقب الهجوم الذي شنّته القوات المسلحة اليمنية على مطار أبو ظبي في الإمارات والذي يعدّ إكسير حياة لهذه الدولة كونه يعد منطقة صناعية وتجارية ومن خلاله يتم التبادل التجاري بينها وبين المملكة العربية السعودية لا سيما ما يتعلق بالخطط المستقبلية نحو شراكات واستثمارات تجارية واقتصادية واعدة، بالإضافة إلى القوة التي تمنحها الإمارات للسعودية كجزء من التحالف، تكاتفت وتآلفت بعض الدول العربية مع دولة الإمارات وأدانت الهجوم على أنه عمل “ارهابي”.

المضحك في الأمر أن هذه الدول نفسها طوال الحرب العبثية التي شنّتها المملكة العربية السعودية على اليمن لم تحرك ساكنًا، بل كانت تدعم قراراتها بتبريرات لعدم المساس بالعروبة وبمصالحها. لم يقتصر الأمر على الدول العربية فحسب، إنما التعاطف طال بعض الدول الأوروبية كفرنسا والتي بدورها دعمت دولة الإمارات أيضًا، وطبعًا وقفت “إسرائيل” إلى جانب “صديقتها” الإمارات.

العروبة تعني دولة عربية واحدة. لسوء الحظ دعمت هذه الدول عملية “التطبيع” وتخلّت عن ثوب عروبتها، وعملت على تطوير مصالحها الخاصه وإنشاء العديد من الأعمال المشتركة بينها وبين كيان العدو.

عرضت “إسرائيل” المساعدة على الإمارات ووعدت بإحباط مثل هكذا هجمات. وفي رساله له، ذكر رئيس وزراء العدو، نفتالي بينيت، أنَّ “إسرائيل” ملتزمة معهم بالعمل في الكفاح المستمر ضد “المتطرفين” في الشرق الأوسط، وستواصل الاتحاد معهم للعمل سويًا ضد “أعدائهم المشتركين” على حد وصفه. من جهته، أصدر وزير الخارجية يائير لابيد تصريحًا بالعربية قال فيه: “إسرائيل تقف إلى جانب الإمارات، نحن ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة الهجمات واتخاذ إجراءات فورية كي لا يُسمح لإيران وعملائها بالحصول على وسائل من أجل تقويض الأمن الإقليمي واستهداف الأبرياء”، في حين ذكر موقع “إسرائيل ديفنس” أنّ سلاح البحر “الإسرائيلي” يشارك في مناورة بحرية كبيرة تشارك فيها نحو ٦٠ دولة بما فيها دول عربية.

الانسيابية والعمل الجماعي بين الدول العربية وكيان العدو يثيران العديد من علامات الاستفهام حول المطامع “الإسرائيلية” داخل الدول العربية، الا أن ما يجمع هذه الدول، بما فيها البحرين والإمارات والسعودية بالتعاون مع “اسرائيل”، هو الخطر المباشر الذي تشكله إيران على أمن هذه الدول مما يجعلها على وفاق دائم بما أن الخصم واحد.

في الوقت الذي تصدح فيه أصوت القنابل والصواريخ، تتعالى أصوات الأطفال اليمنيين خوفًا وجوعًا. آلاف القتلى قضوا وآلاف الجرحى أصيبوا بسبب القصف الذي تشنه غارات التحالف على أرض اليمن. في هذا الوقت بالذات، تنام العروبه وتحلّق مسيّرات التحالف نحو سماء صنعاء. عزيز يا يمن.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد