الإمارات وعمليات الردع اليمنية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

الكل مجمع على أن السعودية هي العدو اللدود والتاريخي لليمن، وهي وراء كل المصائب والمحن التي حلت بالشعب اليمني، وهي سبب التراجع والانهيار الاقتصادي والجوع والفقر الذي يعانيه أبناء الشعب اليمني، وأبناء اليمن أصابتهم لعنة الجوار مع جارة السوء مملكة بني سعود.

لكن مع بداية العدوان على اليمن في ٢٦ آذار / مارس ٢٠١٥ ظهر عدو لليمن أخطر من العدو السعودي، وهو دويلة الإمارات، تلك الإمارة الصغيرة التي زُرعت في جسد الجزيرة العربية من قبل المخابرات البريطانية في سبعينيات القرن الماضي، وأوكلت لها مهمة جاء وقت تنفيذها مع ما سمّي بثورات الربيع العربي ٢٠١١.

دولة الإمارات التي تُعد الأخطر على الأمة العربية والإسلامية إلى جانب النظام السعودي والكيان الصهيوني، تلعب في اليمن لعبة قذرة رسمت سياستها بريطانيا و”إسرائيل”، تقوم الى جانب مشاركتها العسكرية في التحالف العسكري على اليمن -مع بقية دول التحالف- بممارسة سياسة تمزيق وتفريق المجتمع اليمني، وكذلك التمهيد لدخول الجواسيس والجنود الصهاينة إلى الأراضي اليمنية في سقطرى وميون وغيرهما، وتعمل على إقامة قواعد عسكرية “إسرائيلية” في تلك الجزر، ونصب أجهزة تنصت وتجسس صهيونية، وتدمير البيئة اليمنية في سقطرى والمياه البحرية اليمنية، ونهب الثروات النفطية والغازية والمعدنية في حضرموت وشبوة. كل هذا بعض مما تقوم به دويلة عيال زايد الى جانب المشاركة العسكرية، وتشكيل ميليشيات قتالية لها ممثلة في قوات النخب (الشبوانية والحضرمية والابينية والأحزمة الأمنية وقوات العمالقة وما يسمّى بحراس الجمهورية). كل هذه الميليشيات أسستها الإمارات ودربتها وسلحتها وتدعمها، وهي خارج ما يسمى الجيش الوطني التابع لحكومة هادي المسماة الشرعية المعترف بها دوليًّا، ومعظم قادة هذه الميليشيات دواعش وقاعدة إرهابيون، وكذلك أنشأت لها فصيلًا سياسيًّا هو المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة المدعو عيدروس الزبيدي، وهذا المجلس يطالب بدولة الجنوب العربي، وهو مشروع وحلم بريطاني منذ خمسينيات القرن الماضي قبيل خروجها من عدن والمحافظات الجنوبية.

الإمارات خلال سنوات العدوان على اليمن، والتي أوشك عامها السابع على الانتهاء، كانت مشاركة بقوة، وهي القوة الثانية بعد السعودية في الحلف العدواني على اليمن، لكنها ظلت بعيدة عن عمليات الردع اليمنية وأراضيها ومنشآتها لم تتعرض لضربات موجعة من قبل القوة الصاروخية وطيران الجو المسير باستثناء قصف معمل براكة النووي بصاروخ يمني باليستي، وهجوم على مطار أبو ظبي بطيران مسير، أما قواتها على الأرض فقد تعرضت لخسائر فادحة وكذلك مرتزقتها. وكانت الإمارات قد أعلنت سحب قواتها من اليمن صوريًّا، ولكنها ظلت تلعب بالنار وتخطط وتتآمر على اليمن عبر مرتزقتها.

اليوم، وبعد التصعيد الإماراتي الأخير في شبوة، فقد حان الوقت لتوجيه ضربة قوية للقواعد والمنشآت العسكرية والاقتصادية الإماراتية، لتتوقف عن تصعيدها، وكذلك لوقفها عند حدها، وإفشال مخططاتها ومشاريعها الاستعمارية التدميرية، ليس في اليمن وحسب، ولكن في المنطقه برمتها، فهي تعدّ الذراع الطولى لبريطانيا في المنطقة العربية، والقرن الإفريقي، بل إنها اليوم بعد الاعتراف بالكيان الصهيوني تعتبر الوجه الآخر لـ”إسرائيل”، ويمكن القول إن اسمها الحقيقي الإمارات العبرية وليست العربية.

وعلى حكام الإمارات تحمل نتائج تصعيدهم في اليمن، وعليهم أن يأخذوا صورًا تذكارية مع أبراجهم الزجاجية لأنه سيأتي اليوم الذي لا يجدونها قائمة فيه، وإن عملية الردع التاسعة ستكون من نصيب دويلة الإمارات، وقد أُعذر من أنذر.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد