بعض القادة يصعُب ردّ جمائلهم، وشكرنا إيّاهم يحتاج جهدًا من نوع آخر. فالمديح قد لا يكون كافيًا، وكذلك شعر الثناء والغزلِ.
يمثّل الشهيد القائد قاسم سليماني مثالًا واضحًا عن هؤلاء، وهو الذي أفنى عمره في الدفاع عن المقدسات ونصرة المستضعفين في كافة أقطاب الأرض، وكذلك إظهار صورة الدين الإسلامي في أبهى حُلّة.
جائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم، هي واحدة من المبادرات التي تسعى لتكريم الشهيد الكبير وتخليد ذكراه، أطلقتها جمعية أسفار للثقافة والفنون والأدب.
الانطلاقة
وكانت الجمعية قد أعلنت عن فتح باب استلام الأعمال الفنية ابتداءً من الثاني من شهر شباط 2021، واستمر لغاية الثلاثين من شهر حزيران (الماضي) من العام نفسه. ولم تنحصر المشاركات بدولة واحدة عمّن سواها، فقد استلمت الهيئة الإدارية للجائزة وفي الفترة المحددة لاستقبال المشاركات، مئات المشاركات في الأقسام الثلاثة للجائزة (القصيدة المعمودية – القصة القصيرة – الرواية)، توزّعت على أكثر من ١٤ دولة عربية وغير عربية.
وبحسب المكتب الإعلامي للجائزة، فإن لجان التحكيم الخاصة بجائزة سليماني العالمية للأدب المقاوم تواصل عملها، تمهيداً لإعلان أسماء الفائزين بالمراتب الأولى في أقسام الجائزة الثلاثة.
على أن تُعلن نتائج القائمة القصيرة التي تضم 10 مرشحين عن كل قسم من أقسام الجائزة ستُعلن بتاريخ 15 تشرين الثاني2021. كما تعلن نتائج المراكز الثلاثة الأولى من كل قسم من أقسام الجائزة وتسلم الجوائز إلى الفائزين في احتفال إحياء الذكرى السنوية للشهيد سليماني.
قيمة الجوائز
ويعادل مجموع الجوائز في الأقسام الثلاثة 240 مسكوكة ذهبية موزعة على الشكل التالي:
القصيدة العمودية:
- الجائزة الأولى 40 مسكوكة ذهبية
- الجائزة الثانية 20 مسكوكة ذهبية
- الجائزة الثالثة 10 مسكوكات ذهبية
القصة القصيرة:
- الجائزة الأولى 25 مسكوكة ذهبية
- الجائزة الثانية 12 مسكوكة ذهبية
- الجائزة الثالثة 6 مسكوكات ذهبية
الرواية:
- الجائزة الأولى 60 مسكوكة ذهبية
- الجائزة الثانية 30 مسكوكة ذهبية
- الجائزة الثالثة 15 مسكوكة ذهبية
على أن يتم منح جوائز ترضية لغاية الفائز العاشر في سائر أقسام الجائزة.
عربون وفاء
وقال منسّق عام جائزة سليماني العالمية فضيلة الشيخ فضل مخدر، في تصريح، إن هذه الجائزة هي عربون وفاء للذي قدم الكثير في سبيل الحق، وهي تأتي على الإيقاع ذاته من الوفاء، كتقدير وتكريم لهذا القائد العظيم الذي لم يتوانَ يوماً عن التصدّي لهيمنة الطامعين في خيرات الأمة، وهو الذي بذل الجهد في سبيل قضيتنا المركزية التي هي فلسطين.
وأوضح أن رسالة الجائزة تنطلق من أهداف جمعية أسفار في إعلاء شأن الإبداع المقاوم ونقل مسرح قضايا الأمة إلى العالمية كقضايا إنسانية كبرى تمتلك عناصر قوتها وإثبات قدرة الإبداع للارتقاء بالمزاج الشعبي فناً وموضوعاً وصونه من الانحراف والابتذال.
ولفت الى أن أهدافنا تتمثل في تعزيز ودعم الإبداع للارتقاء الإنساني بقيم الحق والخير والجمال، وإثراء الوعي الثقافي الملتزم، والمساهمة في نشر ثقافة المقاومة من خلال العمل الإبداعيّ وتعميم نموذجه، وتعزيز حضور المبدع الملتزم بقضاياه، وإبراز الطاقات على مستوى الأمة، ونشر نتاجهم الإبداعي، وتحفيز الإبداع من خلال تقديم الجوائز القيمة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، وبناء روح التقارب بين الأمم من خلال ترجمة الأعمال الفنية إلى لغات أخرى.
بهذا، يعبّر الأوفياء ولو بطُرق متواضعة، عن وفائهم لهذا الخط وحفظ دماء هذا الشهيد الذي طال فضله بقاع جميع المستضعفين حول العالم، فمن حمل البندقية وجب علينا ردّ جميله، بسلاح فتّاك آخر يتمثّل بالكلمة والقلم في حين تواجِه الكلمة العدو بتأثير بندقية ويُعتبر الموقف سلاح.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.