ريم شكر – موقع الناشر |
مضى على الذكرى السنوية لمرفأ بيروت عدة ايام. اصوات الشهداء لا زالت تصدح داخل قلوب احبتهم. هم استشهدوا نتاج سلطة فاسدة لم تحاسب حتى اليوم.
وكما في كل دولة، هناك ظالم ومظلوم وجانٍ ومجنى عليه. رفعت اصابع الاتهام نحو حزب الله على انه المسؤول عن انفجار مرفأ بيروت بسبب تخزينه لنترات الامونيوم داخل المرفأ. وفي تقرير لوكالة أسوشييتد برس اتهم رجل من حزب الله بأنه هو المسؤول عن هذه القضية. وفي تقرير آخر نشرته صحيفة فرنسية ورد أن الحزب خزّن نترات الأمونيوم داخل المرفأ لصالح النظام السوري. وصدر تقرير عن فريق عمل استراتيجي في موسكو العام الماضي، فرض وضع قيود على حزب الله لإنهاء تدخله في عملية صنع القرار في لبنان والقضاء عليه. بالإضافة للعديد من الصحف الأجنبية والعربية التي تحث على محاربة حزب الله بسبب فرض هيمنته وتطبيقه لولاية الفقيه داخل لبنان.
تم استغلال قضية مرفأ بيروت لتطبيق اجندات خارجية تعمل على تقليص دور حزب الله وفرض الهيمنة الاميركية والاوروبية داخل لبنان بالشراكة مع منظمات المجتمع الدولي تحت عباءة الاصلاح والتغيير داخل الاراضي اللبنانية.
هدف هذه الدول واضح، نزع سلاح حزب الله وادخال ممثلي المجتمع المدني داخل البرلمان بالإضافة إلى استثمار الجيش اللبناني كأداة لتغيير الوضع الراهن والهدف الاساسي هو ترسيم الحدود مع اسرائيل، يتراق هذا مع الضغط على الشعب اللبناني عن طريق رفع الدعم عن المحروقات بقرار من رياض سلامة الذي يطبّق أجندات ومصالح واشنطن داخل لبنان. بناء على ذلك، ستزيد هذه الأزمة الهلع عند اللبنانيين وكما في إيران والعراق وتونس، سيتم اعتماد مسار جديد للاحتياجات، في حين سيستغل بعض الزعماء والمنظمات وعملاء المخابرات الأميركيون الاحتجاجات تحت مسمى الثورة والمطالبة بالحقوق التي تحمل اهدافا خارجية لنزع سلاح حزب الله وإثارة الشارع اللبناني والانشقاقات داخل جمهور المقاومة والذهاب نحو المجهول.
في ظل هذه الاوضاع الصعبة التي يمر بها البلد، علينا بالحلول البديلة، ومنها الدخول الى بوابة الشرق ولو بشكل جزئي، على سبيل المثال العرض الذي قدمته الدولة الإسلامية في ايران وهو شراء مادة البنزين والدفع يكون بالعملة الوطنية للدولة اللبنانية.
في المقابل، ستعمل الدول الاوروبية وواشنطن لتقديم المساعدات للبنان. إلا أن كل هذه “التضحيات” مجرد تمهيد للانتخابات المقبلة عام ٢٠٢٢ التي -بنظرهم- ستحقق المساعي التي يرجونها من خلال التقديمات للدولة اللبنانية والجيش اللبناني.
في المحصّلة، تعمل هذه الدول جاهدة لإحداث الشرخ بين الحزب وبيئته وبين الحزب وباقي المكونات اللبنانية. في حين، لم ينجح مخططها العسكري، فتلطت خلف المساعدات والتقديمات للشعب اللبناني وجيشه لجعله من أصحاب القرار داخل لبنان.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.