سواء كانوا في خانة “المرسل إليه” أو لا، حين يكون المرسِل هو الأمين الصادق، أبي الشهداء على طريق القدس، يقرأ أهل المقاومة والحبّ الرسالة بنبض متسارع، يجري بأمان فوق السطور، ويهمس بصدق والتزام، “لبّيك”.
في الوقت الذي ينتظر فيه كلّ العالم، المحبّون والمبغضون، الأصدقاء والعدا، إطلالة للسيّد أو كلمة منه، وردت في الصباح رسالة منه إلى الإعلاميين والعاملين في الميدان الإعلامي، في حزب الله، تطلب إليهم، بكلّ حبّ أبويّ، اعتماد عبارة “شهداء على طريق القدس” في توصيف وتسمية جميع الأقمار الذين يرتقون في هذه المعركة. تلقّف الناس صورة الرسالة المكتوبة بخطّ يده بعطشٍ شديد، بلهفة تحكي صلة الحبّ التي تجمع بين القائد الذي ينتظر العالم إشارة منه، والناس، ناسه الأوفياء: “أشرف الناس…”.
كان يمكن للسيّد أن يطلب اعتماد العبارة عبر مراسلة داخلية خاصّة، لكنّه ربّما، بتهذيبه الشديد، شاء أن يمرّر الطلب نفسه إلى جميع أهل المقاومة في لبنان والعالم، ولا سيّما الناشطين على منصات التواصل.. شهداؤنا هم شهداء على طريق القدس.. وهو بذلك يوضِح لمن لم تتضّح لديه الصورة بعد: هي معركتنا، معركة إزالة إسرائيل من الوجود. والشهداء الذين يرتقون في ساحاتها هم شهداء على هذه الطريق. لا تتعدّد مسمّياتهم، ولا يتوه أحد في فهم معركتهم وأهدافها.
الرسالة المكتوبة بخط اليد التي يترقب العالم كلّه إشارة منها، حلّت على صباح الناس كرذاذ ماء منعش في يوم حار؛ “فرفحت” القلوب التي تمتشق الصبر على الألم من غمد يقينها بالنصر الإلهي، وبوعد نصر الله. هكذا استجاب أهل المقاومة لرسالة القائد: لبّيك.. وهل يملك المحبّون الموالون الصادقون سوى لبيك في التعبير عن مشاعرهم العالية وعن ثقتهم بالسيد؟! هذه الـ “لبيك” التي صيغت بألف طريقة على منصات التواصل، وباستجابة سريعة ومليئة بالحبّ وبالامتنان. أما الآخرون، الذين يؤرقهم ما يسمّونه صمت السيّد، فهم أيضًا يؤرقهم كلامه. يحاولون إظهار الاستخفاف بهذا الكلام لعلّهم يكتسبون بذلك قيمة لدى مشغّلهم. يطالبونه بخطاب عن المرحلة، وترعبهم اللحظة التي سيخطب فيها، كما عبّرت عن حالهم هآرتس في بداية المعركة “لحظة ظهور نصر الله هي يوم القيامة في “إسرائيل” “.
بعيدًا عنهم في هذا الصباح الحنون، والذي خطّت فيه كلماتك على قلوبنا الطمأنينة والسكينة والفرح، لبيك يا سيّدنا.. الشهداء على طريق القدس هم أبناؤك يا وليّ دمهم القويّ الحكيم، وأبناء الخطّ الثوريّ المقاوم، وهم أقمار معركة التحرير بقيادتك.. وهم نور هذه الأرض وهم الطلقات في صدر “إسرائيل” ورجال الله في معركة حدّد الحاج عماد هدفها الواضح والمحدّد والدقيق: إزالة إسرائيل من الوجود.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.