شكل الانتشار الواسع للمسيرات الصغيرة في العصر الجديد تحديًا كبيرًا في القدرة على الحد من مخاطرها أو تحييدها في أرض المعركة لصغر حجمها وإمكانية اختراق دفاعات العدو إن وجدت بسهولة كبيرة. فقد أصبحت هذه المسيرات احدى أهم ادوات العمليات الأمنية لقدرتها على رصد واستطلاع هدفها والوصول اليه بشكل سريع وتدميره اذا دعت الحاجة دون تعريض العناصر البشرية لأي خطر.
سارعت الشركات العسكرية الى صناعة وايجاد أنظمة لمكافحة الطائرات من دون طيار تمكنها من اكتشاف وتصنيف وتحييد أي هدف جزئيًّا أو نهائيًّا في كافة الساحات كالكاميرات ومدافع الليزر والرادارات، الا ان كان من الضرورة صناعة ادوات وانظمة محمولة تسمح بإتمام مهمة الدفاع عن الاجواء في مسرح عمليات مستجد دون الحاجة لمعدات كبيرة او ثقيلة كالبنادق الشبكية وأنظمة الاستيلاء الإلكتروني المحمولة.
ظهرت انظمة مكافحة الطائرات من دون طيار المحمولة لأول مرة بشكل علني في بروكسل في بلجيكا في العام 2021 عبر نوعين وهما البنادق الشبكية وأنظمة الاستيلاء الإلكتروني. ويعتبر هذان النوعان الاكثر حداثة في منظومات الدفاع ضد المسيرات الصغيرة ويعتمدان على مفهومين مختلفين، الاستلاء والسيطرة الالكترونية والسيطرة المباشرة على المسيرة.
يقوم النظام الأول المسمى البندقية الشبكية بحسب الشركة المصنعة بالتقاط والسيطرة على الطائرات في الجو عبر بندقية يدوية تستخدم الهواء المضغوط بحيث تطلق شبكة او مجموعة شبكات نحو الهدف بمسافة قد تصل حتى 300 متر دون الحاجة لاستخدام الاسلحة النارية.
اما النظام الثاني، وهو الاستيلاء الالكتروني، فهو جهاز تشويش التردد اللاسلكي “Radio Frequency Jammers” يقوم على ارسال كمية كبيرة من التردد اللاسلكي نحو الطائرة من بدون طيار، ويحجب إشارة المتحكم بالطائرة ما يمكّن من السيطرة عليها بعد هبوطها في موقعها او تعود الى مكان انطلاقها او تفقد السيطرة وتطير بشكل عشوائي.
لا زالت هذه التقنيات والاسلحة المحمولة محدودة الانتشار في العالم وبين الجيوش، ومن اقتناها مبكرًا وسعى الى تطويرها وصناعتها عارفًا ومدركًا انها اصبحت من اساسيات العمل الميداني والدفاعي لحماية الاجواء ضد العمليات الامنية والاغتيالات التي اصبحت المسيرات فيها لاعبًا مهمًا لا يمكن الاستهانة به.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.