دعم إيران لسوريا لا ينضب: العلاقات السياسية – الدبلوماسية نموذجًا

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

على امتداد تاريخ العلاقة بين دمشق وطهران، شكلت العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين الشريان الأهم في كيان العلاقة بين الدولتين واستمراريتها بهذا الزخم والدعم، إذ لا يمكن لأي نوع من أنواع الدعم الأخرى، إن كان اقتصاديًا أو عسكريًا أو ماليًا أن يستمر دون وجود روحية سياسية واحدة، وعلاقات دبلوماسية قوية.

وفي ظل ما تعرض له البَلدان من حصار وضغوطات دولية وتحديات اقتصادية، كان الدعم السياسي الدبلوماسي الممنهج يشكل داعمة أساسية ومظلة سياسية ودبلوماسية على المستوى الإقليمي والدولي، وساهم إلى حد كبير جدًا في تمتين الروابط بين البلدين والصمود أكثر في وجه كل اشكال العقوبات المفروضة.

شنت الحرب على سوريا، أقفل العالم أبوابه بوجهها، وقفت العديد من الدول العربية موقف المتفرج الصامت الخائب، وبعضها الآخر موقف المشارك المتآمر، فكانت إيران نعم الحليف الوفي الصادق، الذي مد يده المملوءة بكل أشكال الدعم إلى سوريا التي تركت وحيدة بعد أن كانت محط رحال الدول العربية والغربية.

تحدّت #ايران الموقف الدولي، جمعت قواها وتوجهت بكل ما لديها للوقوف إلى جانب سوريا ودعهما، ورغم الحظر والتهديد المستمر بالعقوبات، لم تتقاعس في إرسال قياداتها السياسية إلى سوريا، وتكثيف الزيارات الرسمية لما لهذا الحراك السياسي والدبلوماسي من دور في تعزيز صمودها ومقاومتها للإرهاب.

لم تقتصر الزيارات المتبادلة بين البلدين على مستويات رسمية معينة، أو وفود للبحث بمجالات محددة، إلا أن أولى الزيارات التي كان لها وقع كبير جدًا هي زيارة قام بها موفد مرشد الثورة الاسلامية السيد علي الخامنئي الخاص، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي الى دمشق عام 2012. ورغم أنها لم تكن الزيارة الأولى لجليلي إلى سوريا، وأنه قد سبقها زيارات للعديد من المسؤولين الإيرانيين، إلا أن الرسالة التي حملتها الزيارة وقتها كانت تشكل علامة فارقة حول مستوى الدعم الإيراني لسوريا، حيث صرّح حينها بأن بلاده لن تسمح “بكسر محور المقاومة” الذي تشكل سوريا “ضلعه الاساسي”.

توالت من بعدها الزيارات بين مسؤولي ووزراء البلدين، فضلًا عن العديد من الوفود الرسمية التي عملت بأغلبها على توقيع معاهدات واتفاقات تعاون وتنسيق أمني وعسكري واقتصادي وثقافي.

وفي هذا السياق، تعتبر زيارة رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء محمد باقري على رأس وفد عسكري رفيع الى دمشق للقاء المسؤولين السوريين، من الزيارات اللافتة جدًا والتي استقطبت اهتمامًا إعلاميًا وسياسيًا كبيرًا، وقد جاءت هذه الزيارة تلبيةً لدعوة من وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش السوري في تشرين الأول 2017، التقى خلالها اللواء باقري الرئيس بشار الاسد وكبار المسؤولين العسكريين السوريين، وكان من أهدافها رفع مستوى التعاون الدفاعي والعسكري بين ايران وسوريا واستمرار التعاون لمكافحة الارهاب ودراسة سبل ارساء الأمن والاستقرار في المنطقة.

هذه الزيارات المختلفة تلتها زيارتان للرئيس السوري بشار الأسد لإيران، الأولى كانت في شباط 2019، والثانية في أيار 2022، وقد حملت الزيارة الأخيرة رسائل مهمة جدًا، أبرزها وأعمقها أن التحالف السوري الايراني يزداد قوة وثباتًا وصمودًا في مواجهة كل الضغوطات، وهذا الاعتراف جاء واضحًا وعلنيًا بلسان العدو الإسرائيلي قبل العالم.

ومنذ أيام، كان العالم يترقب باهتمام بالغ الزيارة الرسمية للرئيس السيد إبراهيم رئيسي إلى #سوريا ، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس #بشار_الأسد ، الزيارة التي وصفت بأنها ” بالغة الأهمية نظرا للتغيرات والتطورات التي تحدث في المنطقة”، كان لها أبعاد عديدة، أهمها تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، والتأكيد على انتصار الإرادة السياسية للمقاومة.

انطلاقًا مما تقدم، فإنه من الواضح أن أهمية هذه الزيارات لم تقتصر فقط على “الصورة الإعلامية”، بل تمت الزيارات وفقًا لبرامج وأهداف مدروسة بين الدولتين، ترجمت تباعًا على أرض الواقع، وجاءت نتائجها واضحة في مجالات كثيرة، دعمًا وتعاونًا وتكاتفًا لأبعد الحدود. وقد لقي هذا الأمر ترحيب القيادة السورية وتقديرها، وما هذه الزيارات وتلك اللاحقة سوى تجسيد وترجمة حقيقية للمستوى الرفيع والعميق والصادق للعلاقة بين #دمشق وطهران.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد