لا بد من الاعتراف بفضل الكثيرين من الكتّاب السياسيين في إضحاكنا ورسم البسمات على شفاهنا لا سيما في أيام الكوارث التي لا تنتهي في هذا البلد العجيب الغريب، لبنان.
من هؤلاء الكتّاب الكاتبة العبقرية ميرفت سيوفي، ذات القلم الرائع الرشيق الدقيق العميق الأنيق، وذات الفكر الواسع والمخّ الساطع التي كتبت مقالة في صحيفة الشرق أبرزت لنا فيها مدى تقعرها في التاريخ الإسلامي وتاريخ الأمم والحضارات، والتي اكتشفت زيف التاريخ الشيعي في المنطقة.
سنختصر هنا بعض ما صدر عن عقلها المنير، وهو كافٍ ليعرف القارئ عظمة هذه الكاتبة العملاقة، ويحزن لأن أعظم المؤرخين في القرن العشرين لم يكتشفوها ويتعاقدوا معها للتدريس والكتابة في أعرق الجامعات والصحف اللندنية والباريسية. لكننا سنعوض في هذه المقالة للكاتبة بعض حقها المهدور ونكشف للناس مدى الظلم الذي لحق بها من المهملين للكبار في هذه الأمة.
في مقالها “إيران «والوطنيّة الشيعيّة»” في صحيفة الشرق تتحدث الكاتبة عما “ذهب إليه معظم اللبنانيّين حول خطورة مشروع حزب الله على لبنان وتغييره لهويته وإلحاقه بالتبعيّة لإيران”. نعم، معظم اللبنانيين ذهبوا إلى خطورة حزب الله على لبنان، والدليل على ذلك أن نصف اللبنانيين إن لم يكن أكثر من النصف انتخبوا نواب حزب الله في الانتخابات النيابية الأخيرة في العام الماضي.
في مقطع آخر تتحدث الكاتبة عن الهلال الشيعي الذي اكتشفه ” جلالة ملك الأردن عبد الله الثّاني”، “هذا الهلال ومشروع إيران لإقامته من لبنان وقد تمّت إقامته بتدمير سوريا وسقوطها تحت الاحتلال الإيراني”. نعم، إيران هي التي صنعت كل الجماعات الإرهابية السورية والعربية والفرنجية، وإيران هي التي “تهاوشت” على الصيدة السورية، فتدخلت الأنظمة العربية والجيوش الأجنبية ومنعتها من احتلال سوريا، ولله الحمد.
وإذا كان “بعض المؤرّخين المعاصرين” يرون ” أنّ ولاء الشيعة لإيران التي كان اسمها فارس عمره خمسة قرون من أيام الدّولة الصفويّة” كما تكتب سيوفي، فإنها ترى أنهم مقصرون في كلامهم، إذ “على عكس هؤلاء المؤرّخين نرى أنّ ولاء الشّيعة لإيران عمره من عمر هزيمة الفرس في معركة القادسيّة وسقوط إمبراطوريّة كسرى منذ ذلك التّاريخ”. أي أن الشيعة كانوا موالين لإيران حتى في أزمنة حكم الحكّام السنّة لإيران، وقبل أن يذهب علماء الشيعة اللبنانيون إلى إيران ويشيّعوها.
وترى سيف العروبة الأصيل، سيوفي، أن “الشّيعة لم يكونوا عبر تاريخهم إلّا ضدّ دولهم، يتلقّون التمويل من فارس ويحرّضون على الثّورات والفوضى”، فإذا بنا نكتشف هنا أن العظماء السيد عبد الحسين شرف الدين والسيد محسن الأمين والإمام موسى الصدر وغيرهم، كانوا يعملون ضد لبنان ناشرين الفوضى فيه، وكذلك كان علماء ومراجع الشيعة في العراق، ولم يثوروا لأجل بلدهم ضد الاحتلال البريطاني.
هذه أمثلة عما ورد في مقالة ميرفت سيوفي التي غاب عن بالها ذكر بعض الأمور الأخرى التي قام بها الشيعة ضد العروبة والإسلام، ومنها محاولة هدم الكعبة بواسطة الفيل، بالتواطؤ مع أبرهة الحبشي، والهجوم على بيت الرسول صلى الله عليه وآله بالتواطؤ مع قبائل العرب، لأجل قتله، ومشاركتهم في الحرب ضد جيش الإسلام في معركة خيبر.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.