تقول صحيفة غارديان البريطانية (The Guardian) بينما ينتقد البعض في واشنطن ووسائل الإعلام الأميركية استنتاجات منظمة العفو الدولية بأن إسرائيل دولة فصل عنصري، هناك عدة قادة إسرائيليين يتفقون مع ما ذهبت إليه المنظمة.
وأورد مقال بالصحيفة أن بعض قادة إسرائيل البارزين وسياسيين إسرائيليين -بينهم رئيسا وزراء سابقان إيهود باراك وإيهود أولمرت- حذروا لسنوات من أن بلادهم تنزلق إلى نظام الفصل العنصري.
إيهود باراك
وأشار كاتب المقال كريس ماكغريل مراسل غارديان السابق في جنوب أفريقيا وإسرائيل إلى ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك عام 2010: “ما دام أنه يوجد في هذه المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن كيان سياسي واحد فقط يُدعى إسرائيل فستكون إما غير يهودية أو غير ديمقراطية، وإذا لم يتمكن ملايين الفلسطينيين من التصويت ستكون إسرائيل دولة فصل عنصري”.
ونقل عن المدعي العام الإسرائيلي السابق مايكل بن يائير قوله عام 2002 “أنشأنا نظام فصل عنصري في الأراضي المحتلة بعد الاستيلاء عليها مباشرة. هذا النظام القمعي قائم حتى يومنا هذا”.
ونسب الكاتب إلى الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي (شاباك) عامي أيالون القول إن إسرائيل “تتمتع بخصائص الفصل العنصري”، مضيفا أن شولاميت ألوني ثاني امرأة تشغل منصب وزيرة في الحكومة الإسرائيلية بعد غولدا مائير، وألون ليل سفير إسرائيل السابق في جنوب أفريقيا أخبراه بأن بلادهما تمارس شكلا من أشكال الفصل العنصري.
سرطان الفصل العنصري
وأضاف أن أ. ب. يهوشوا -أحد أبرز الكتاب الأحياء في إسرائيل- قال عام 2020 “السرطان اليوم هو الفصل العنصري في الضفة الغربية. هذا الفصل يتعمق أكثر فأكثر في المجتمع الإسرائيلي ويؤثر على إنسانية إسرائيل”.
ووفقا للكاتب، فقد قال يوسي ساريد الوزير السابق في الحكومة الإسرائيلية والزعيم السابق للمعارضة وعضو الكنيست لمدة 32 عاما، “ما يُمارس مثل الفصل العنصري ويُدار مثل الفصل العنصري ويضايق مثل الفصل العنصري، إنه فصل عنصري”.
كما أشار ماكغريل إلى تقرير منظمة حقوق الإنسان في إسرائيل “بتسيلم”، الذي نشرته العام الماضي وأكدت فيه ممارسة إسرائيل الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، وإلى تقديم جماعة إسرائيلية أخرى (ييش دين) رأيا قانونيا مفاده أن “جريمة الفصل العنصري ضد الإنسانية تُرتكب في الضفة الغربية”.
ما يثير الدهشة
وقال الكاتب إن ما يدهشه هو عدد المرات التي أجرى فيها الإسرائيليون البارزون مقارنات بين الاحتلال والفصل العنصري، مضيفا أنه لاحظ مدى قسوة الجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة لنزع الشرعية عن أي نقاش من هذا القبيل.
وانتقد الكاتب المدافعين عن إسرائيل مثل منظمة اللوبي الصهيوني في أميركا “آيباك” ومجموعات الضغط اليمينية في واشنطن وصحيفة وول ستريت جورنال، قائلا إذا كانوا قد قرؤوا تقرير منظمة العفو الدولية فإنهم من النادر أن ينخرطوا في تفاصيل نظام الحكم العسكري الإسرائيلي والفصل العنصري والترحيل القسري الذي يعامل الفلسطينيين على أنهم مجموعة عرقية متدنية. وأضاف أن المدافعين عن إسرائيل في أميركا يركزون بشكل أكبر على تشويه سمعة منظمة العفو الدولية.
من يتحدث باسم إسرائيل؟
وتساءل الكاتب: من يتحدث باسم اسرائيل؟ وأجاب بأن مجموعات الضغط اليمينية في واشنطن والساسة الأميركيين سيجعلون الأميركيين يعتقدون أنهم هم، وليس رؤساء الوزراء الإسرائيليين السابقين وغيرهم ممن يعيشون بالفعل في إسرائيل.
وأوضح أن الجماعات المتشددة المؤيدة لإسرائيل تهاجم الآن خوفا من أن الرواية في أميركا قد تغيرت أخيرا، إذ لم يعد الأميركيون يقبلون بشكل غير نقدي فكرة أن إسرائيل بحاجة ماسة للسلام وأن الاحتلال مؤقت، مضيفا أن المزيد والمزيد من الأميركيين الآن يرون أن النظام الذي بنته إسرائيل نظام قمعي وأن حكوماتها مخادعة.
ومضى يقول إن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لمؤيدي إسرائيل في أميركا هو أن عددا متزايدا من اليهود الأميركيين يشاركون هذا الحكم، إذ وجدت دراسة استقصائية للناخبين اليهود في الولايات المتحدة العام الماضي أن 25% يوافقون على أن “إسرائيل دولة فصل عنصري”.
وختم بأن أيام اليمينيين المدافعين عن قيام إسرائيل وفرض روايتهم الكاذبة قد باتت معدودة.
غارديان عن الجزيرة
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.