رغم أن رئيس الأركان أفيف كوخافي تلقى جيشاً من سلفه الفريق غادي إيزنكوت، في حالة تدهور شديد وغير مستعد للحرب، كان من المتوقع أن يوقف كوخافي التدهور ويعيد الجيش إلى مساره. لسوء الحظ، هذا لم يحدث. وزير الأمن بني غانتس وكوخافي لا يدفعان قدماً القضايا الضرورية التي ستعد الجيش للحرب القادمة متعددة الجبهات، وبالتالي يمكن أن تحل كارثة رهيبة بشعب “إسرائيل”. لن تكون لجنة التحقيق بعد الحرب القادمة مفيدة. لم يكن الجيش في مثل هذا الوضع الخطير الذي هو عليه اليوم.
حتى لا تحل علينا اللعنة لا سمح الله، هذه هي الموضوعات التي تحتاج السير بها قدما وعلى عجل:
الخدمات اللوجستية: لن تعمل على الإطلاق في الحرب القادمة، وسيظل الجيش عالقاً في غضون يوم أو يومين على الأكثر، لأن الآلاف من شاحنات “الشاحنات” التابعة للجيش الإسرائيلي البالغة من العمر 60 عاماً ليست قادرة على نقل الدعم اللوجستي في الحرب. الجيش خصخص غالبية المنظومات المتعلقة بنقل الفيالق وقدراتهم المادية في الحرب لصالح شركات مدنية.
هذه الشركات يجب أن تنقل للقوات الوقود والذخيرة والأغذية والمعدات وقطع الغيار والمياه والقطع البديلة والخزانات وناقلات الجنود المدرعة والكراجات لإصلاح الأعطال، والمعدات الميكانيكية الثقيلة (بما في ذلك عملها في الحرب)، وأكثر من ذلك. تفتقد الشركات إلى الآلاف من سائقي الحافلات والشاحنات وناقلات المقاتلات المدرعة، والقليل من السائقين والعاملين هناك -معظمهم من العرب، ولن يلتحقوا بعملهم في الحرب القادمة كما حصل في عملية حارس الاسوار. المستوى الأمني يقف بالمقابل ولا يحرك ساكنا من اجل اخراج العربة من الطين. اللامسوؤلية على أعلى مستوى.
الحرس المدني: إن تأسيسه وتدريبه للقادمين ضروريان لمنع أعمال شغب من قبل المتطرفين والبدو العرب، التي سوف تندلع في الحرب القادمة، وتتجاوز عشرات النسب المئوية عن ما حدث في عملية حارس الاسوار. هناك خطر حقيقي يلوح في الأفق على سكان “إسرائيل” وممتلكاتهم ، لأن مثيري الشغب لديهم مئات الآلاف من الأسلحة وأطنان الذخيرة ، وقد سُرق جزء كبير منها من الجيش. ليس لدى الشرطة وحرس الحدود القدرة على التعامل مع هذا الأمر
يجب تشكيل حرس مدني من عشرات الألوف من عناصر الاحتياط، لا يلتحقون في وحداتهم اليوم التي تم تفكيكها، وستكون مهمتهم الحراسة في الشوارع والحفاظ على منازل المواطنين وممتلكاتهم وحركة المرور على الطرق في الشوارع.
الحماية المحلية في البلدات الحدودية: لا يوجد من يحمي مستوطنات الحافة في الشمال من آلاف الصواريخ وقذائف الهاون التي ستسقط على أراضيهم وفي مستوطناتهم كل يوم، ومن مئات إلى آلاف مقاتلي حزب الله الذين سيعبرون الحدود ويحاولون السيطرة على هذه البلدات. الجيش الإسرائيلي غير مستعد لذلك، لذلك تحتاج البلدات على الحافة للدفاع عن نفسها. فبدلاً من تزويد البلدات بالسلاح والمساعدة في تدريب أقسام الإنذار، يقوم بجمع الأسلحة منها خوفًا من السرقة -تفكير سخيف وغير مسؤول. حيال سكان الجليل.
جعل تهديد الجبهة الداخلية في متناول الجمهور وإعداد المدنيين (الجبهة الداخلية) للحرب: ستصبح المنطقة أو السكان الذين كان من المفترض أن يكونوا خارج منطقة الحرب أو بعيدًا عنها، الساحة الرئيسية في الحرب القادمة المتعددة الجبهات. يتعامل معها الجيش كما لو انها فائض. الجبهة الداخلية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 10 ملايين نسمة، سقطت بين الكراسي وليست مستعدة لأبشع حرب سنتعرض لها منذ حرب عيد الاستقلال. وهي تتضمن إطلاق ما معدله 3000 صاروخ وقذيفة صاروخية وطائرات بدون طيار على الجبهة الداخلية الإسرائيلية كل يوم، والنتيجة: حوالى 100 موقع مدمر كل يوم.
التسلح أسلحة جديدة وإعادة تأهيل الأسلحة القتالية للجيش الإسرائيلي: صواريخ ارض-ارض ولايزر هجومي ودفاعي (سيكونون في الخدمة العملانية بعد سنوات)، هي عوامل مهمة ضمن تشكيل يتضمن دفاع جوي ضد الطائرات بدون طيار وتقوية الجيش البري. هذه العوامل ستكون قادرة على توفير حل مكمل للطائرات بدون طيّار والصواريخ للعدو وهجمات المقاتلين على الأرض. وبدلاً من الكلمات المتغطرسة والمتغطرسة لقائد سلاح الجو الجديد، حان الوقت لفهم انه في الحرب المتعددة الجبهات القادمة، ليس لدى سلاح الجو القدرة على الوقوف وحده امام التهديد التقليدي لإيران وفروعها، والدمار والخراب الذي سيلحق بدولة “إسرائيل” نتيجة آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة كل يوم تشبه تدمير قنبلة نووية دون تداعيات نووية.
تقوية الجيش البري وإخراجه من الحضيض: تم خفض ترتيب القوات والميزانية والقوى العاملة إلى ما دون الخط الأحمر في السنوات الأخيرة، وهو غير قادر على الاستجابة لحرب متعددة الساحات، أي 5 ساحات في وقت واحد (لبنان، سوريا، غزة، انفجار في يهودا والسامرة، بواسطة عشرات الآلاف من مسلحي التنظيم وأعمال الشغب لآلاف المشاغبين من العرب والبدو داخل “إسرائيل” مع حيازتهم للأسلحة والذخيرة). الجيش البري صغير جداً لاحتواء مهماته في الحرب، لأن منظومة الاحتياط غير صالحة للحرب ووصلت إلى نقطة الإهلاك. لذلك لا يمكن للجيش الإسرائيلي أن يتعامل مع ساحة ونصف، وليس أمام 5 ساحات كما هو الحال في الحرب القادمة.
الثغرات التي يواجهها الجيش وعدم استعداده لحرب متعددة الساحات تصرخ في السماء، لكن المستوى الأمني يستمر في التجاهل، حيث تنبح الكلاب وتمر القافلة. لولا ما يتعلق الامر بوجود “إسرائيل” ومواطنيها وأمنهم لكان من الممكن أن يظلوا غير مبالين. لكن في مواجهة الركود وبقاء المستوى الأمني وعدم الفعل، فإن الكارثة الرهيبة ليست سوى مسألة وقت.
هآرتس نقلًا عن الميادين
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.