وكأن الأزمات التي يعاني منها جيش الاحتلال “الإسرائيلي” في هذه المرحلة الحساسة لا تكفي خصوصا جيشه البري الذي يعاني من حالة ترهل وضعف لم يشهد لها مثيل على مدار العقود الماضية، والتي تجلت بالتراجع الملموس لأدائه وخشية قيادته المخاطرة بمناورة برية تكشف سوءته وإخفاقاته مرة أخرى أمام غزة أو لبنان، وذلك على ضوء التغيرات التي طرأت على المجتمع “الإسرائيلي” سواء من الناحية الديمغرافية أو الاجتماعية أو الإيديولوجية وما ترتب عليها من زيادة الانقسام وتفشى الكراهية والعنصرية.
المراسل العسكري لموقع واللا أمير بوخبوط تحدث صباح اليوم عن ظاهرة جديدة باتت تقلق الجيش “الإسرائيلي” وقيادة الذراع البري والتي تمثلت بتراجع نسبة المجندين إلى الجيش من الوسط العربي وارتفاع نسبة المتهربين من الخدمة.
وأشار بوخبوط إلى صعوبة إقناع الشبان للانخراط في الخدمة العسكرية بسبب تنامي روح الوطنية والصحوة الدينية في الوسط العربي والتي تجلت خلال عملية “حارس الأسوار” حينما أقدم الشبان البدو لأول مرة على غلاق الطرق وإلقاء الحجارة. وهو ما دفع رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي للمطالبة بإجراء دراسة معمقة لهذه الظاهرة والبحث عن حلول لمعالجتها، وتفادي خطر تفاقمها الذي يعنى تحطم حلم مؤسس (الدولة) دافيد بن غوريون تحويل الجيش إلى بوتقة صهر لجميع أطياف المجتمع “الإسرائيلي” وفشل سياسة فرق تسد التي تتبعها لتفكيك تماسك الوسط العربي، عدا عن تأثيره على قدرة الجيش تنفيذ مهامه ونشاطاته العملياتية كما حدث خلال معركة “سيف القدس” حينما رفض المئات من سائقي الآليات الثقيلة المشاركة في نقل الآليات والقوات إلى المناطق الحدودية.
وبحسب “واللا”، المصادر العسكرية “الإسرائيلية” عزت أسباب انتشار هذه الظاهرة لحملات “التحريض” التي تقودها حماس وجهات “متطرفة” في الوسط العربي، حيث أقدمت على نشر صور وعناوين للجنود الذين يخدمون في الجيش “الإسرائيلي” بالإضافة إلى تفضيل الشبان العرب الدراسة في الجامعات الفلسطينية بدلا من الجامعات “الإسرائيلية”.
ورغم خطورة هذه الظاهرة وتداعياتها السلبية إلا أن هناك ظواهر أخرى باتت تهدد تماسك الجيش وتقلص من فعاليته، من بينها تراجع الدافعية للتجنيد للوحدات القتالية وارتفاع نسبة المتهربين من أداء الخدمة العسكرية سواء في الوسط الحريدي “المتدينين” أو أبناء الجالية الأثيوبية.
وأظهرت الدراسات أن 30% من أولئك معرضون للاعتقال بسبب تهربهم من الخدمة وأن 50% فقط من الشبان يتجندون إلى الخدمة العسكرية ما يعني انتهاء ما يُسمى “جيش الشعب”، عدا عن فشل قيادته في التعامل مع ظاهرة الانتحار وانتشار المخدرات وارتفاع حالات التحرش الجنسي.
شهاب نيوز
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.