كيف يهدّد سدّ النهضة مستقبل مصر المائي؟

5

افتتحت إثيوبيا رسمياً، يوم الثلاثاء الماضي، سدّ النهضة، بعد 14 عاماً من بدء أعمال البناء. هذا السدّ يعدّ أكبر مشروع كهرومائي في أفريقيا، وسيُوفر الطاقة لملايين الإثيوبيين، ولكنه سيفاقم الأزمات المائية في دول المصبّ، ولا سيّما مصر، التي قد تتحوّل معاناتها المُزمنة مع المياه إلى أزمة مُحدقة تهدّد أمنها المائي.

فيما يلي 3 تأثيرات قد تنتج عن المشروع وتهدّد الأمن المائي في مصر مستقبلاً.

  1. 46.5 مليار متر مكعب من المياه المفقودة في 100 عام

قد تخسر مصر ما بين 2.5 مليار إلى 3 مليارات متر مكعب سنوياً نتيجة افتتاح السدّ، وهو ما يشكّل زيادة بنحو 14% على عجزها المائي السنوي المقدّر بنحو 21.38 مليار متر مكعب. وبحلول 100 عام، سيكون إجمالي المفقود من المياه نحو 46.5 مليار متر مكعب بحسب «حلول للسياسات البديلة» في الجامعة الأميركية في القاهرة، فيما سينخفض متوسط تصريف مياه النيل الأزرق المار بسدّ النهضة بنحو 6.1 مليار متر مكعب.

يأتي ذلك فيما تعاني مصر من أزمة شحِّ وتراجع نصيب الفرد من المياه بشكل متواصل على مدى عقود، وصل إلى 530 متراً مكعباً للفرد في العام 2022 أي أقل بكثير من خط الفقر المائي العالمي البالغ 1000 متر مكعب.

  1. 36% التراجع المُحتمل في القدرة الإنتاجية للطاقة في السد العالي

قد تنخفض القدرة الإنتاجية للطاقة في «السدّ العالي» بنسبة 22% إلى 36%، وذلك إذا افترضنا أنه جرى ملؤه بنحو 50 مليار متر مكعب سنوياً لمدة 10 سنوات، فضلاً عن ذلك، قد يفقد خزّان السدّ العالي ما بين 30 مليار إلى 50 مليار متر مكعب، فيما قد ينخفض منسوب المياه في الخزان من 6.5 إلى 10.5 أمتار. يأتي ذلك، فيما تعاني مصر من أزمة طاقة ينتج عنها تقنيناً قاسياً ولا سيما في فترات الحرّ.

  1. تراجع تدرّجي في منسوب مياه النيل

لن تشعر مصر بالآثار السلبية لسدّ النهضة مباشرة، وبحسب حسابات «حلول للسياسات البديلة»، لن تصل هذه الآثار إلى منتهاها إلّا بعد 35 عاماً، ثم تستمر نحو 17 عاماً. ويعود ذلك إلى الفقدان طويل الأمد من المياه بسبب التبخّر والتسرب في خزان السدّ في خلال فترات جفاف النيل الأزرق، أحد أهم روافد النيل، ما يؤدّي إلى انخفاض منسوب المياه وتراجع التدفقات.

يأتي ذلك فيما تعتمد مصر، التي يبلغ عدد سكّانها نحو 116 مليون نسمة، اعتماداً شبه كامل على نهر النيل لتأمين أكثر من 93% من مواردها من المياه العذبة (55.5 مليار متر مكعب من أصل 59.7 مليار متر مكعب)، علماً أن قطاع الزراعة سيكون الأكثر تأثراً خصوصاً أنه يستنزف نحو 76% من موارد المياه المتاحة.

رشا حداد – الصفر

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع

التعليقات مغلقة.