أعد كريس أوزبورن، محرر الشؤون الدفاعية في مجلة «ناشيونال إنترست» تقريرًا مختصرًا نشرته المجلة الأمريكية، يقارن فيه بين قدرات مقاتلات إف-35 في مواجهة الصواريخ البالستية العابرة للقارات. ويقول أوزبورن في مستهل تقريره إن مقاتلات إف-35 قد تدخل قدرات جديدة للدفاع الصاروخي عن طريق سد الفجوة المناسبة أو على الأقل ستكون استكمالًا كبيرًا للأنظمة الأرضية القائمة بالفعل.
وأوضح أوزبورن أنه على عكس العديد من أسلحة الردع النووي الهجومي، فإن أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية المضادة للصواريخ البالستية هي أساسًا أرضية. على سبيل المثال، سيطلق صاروخ اعتراضي، منطلق من منصة فورت جريلي بألاسكا، النار في الفضاء خلال المرحلة المتوسطة من رحلة صاروخ بالستي عابر للقارات لاعتراضه. يمثل هذا عددًا من التحديات، حيث تحتاج الصواريخ الاعتراضية إلى أجهزة استشعار أو تقنية مدمجة لتمييز الأفخاخ عن الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
هذا هو السبب وراء الجيل القادم من الصواريخ الاعتراضية، وهو نظام مصمم للكشف عن العديد من الصواريخ أو الأفخاخ التي تنتقل عبر الفضاء وتدميرها، إذ تدمج المركبات القتالية المتعددة عددًا من الصواريخ المعترضة في صاروخ واحد. وتهدف هذه التكنولوجيا في المقام الأول إلى التأكد من أن الشراك الخادعة للصواريخ البالستية العابرة للقارات لا يمكنها تقويض أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية في حالة الضربة النووية.
ولكن بغض النظر عن ذلك – يستدرك أوزبورن – فإن تحديد أعداد كبيرة من الصواريخ البالستية العابرة للقارات وضربها يمثل تحديًا صعبًا. إن الإطلاق الفردي – حتى من دولة مارقة ذات ترسانة محدودة من الصواريخ البالستية العابرة للقارات – يمثل تهديدًا يمكن التحكم فيه بدرجة أكبر بكثير بالنسبة للصواريخ الاعتراضية الأرضية.
على النقيض من ذلك، فإن وابلًا من الصواريخ البالستية العابرة للقارات هو معادلة مختلفة تمامًا. وهذا يعني أنه قد تكون هناك حاجة إلى إستراتيجيتين حاسمتين لمواجهة تهديدات الصواريخ البالستية العابرة للقارات في المستقبل. أولًا، سيكون الثالوث النووي الأمريكي (يشير مصطلح الثالوث النووي إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الخزينة النووية الإستراتيجية والتي تتألف من ثلاثة مكونات: قاذفة قنابل إستراتيجية، صاروخ بالستي عابر للقارات، صواريخ بالستية تطلق من الغواصات) رادعًا قويًّا قادرًا على دحر الضربة الأولى من خلال ضمان الانتقام المدمر. تتميز الإستراتيجية الثانية بمجموعة من الإجراءات الدفاعية المتقدمة، بما في ذلك الأقمار الصناعية والليزر ومركبات القتل المتعددة، أو حتى مقاتلات إف-35.
في حين أن تدمير الصواريخ البالستية العابرة للقارات يختلف تمامًا عن تتبع الصواريخ البالستية قصيرة أو متوسطة المدى أو اعتراضها؛ يجري تطوير إف-35 بالفعل لمواجهة هذه التهديدات مباشرة. ونجحت البحرية الأمريكية في اختبار المقاتلة إف-35 بصفتها وحدة جوية متكاملة لهيكل مكافحة الحرائق البحرية المتكاملة (NIFC-CA). وتستخدم بنية (NIFC-CA) رادارات (إيجس Aegis) الموجودة على السفن، ووحدة استشعار جوي، وصاروخ إس إم-6 موجه لإسقاط الصواريخ الهجومية من وراء الأفق. ومنذ نشأته، استخدم نظام (NIFC-CA) طائرة مراقبة من طراز إي-2 هوك آي وحدةً جوية. والآن، يمكن للنظام أن يلجأ إلى مقاتلات إف-35 ذات القدرات الأعلى بصفتها جهاز استشعار جوي.
عبد الرحمن النجار – ساسة بوست
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.