هذه هي المرأةُ

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

زينب الضيقة شكر – خاص الناشر |

إنّها المرأةُ زينةُ البيوتِ المفعمةِ بالعاطفةِ، الفيّاضةُ بالحبِّ والأمانِ، وسكنُ النفوسِ، ونصفُ المجتمعِ النابضِ بالحياةِ، تعملُ بلا كللٍ أو مللٍ لتثبتَ للكونِ كلِّه أنّها صاحبةُ إنجازاتٍ حقيقيّةٍ على كلّ الجبهاتِ، تحاربُ في أكثرِ الأحيانِ وحيدةً، وتجابهُ من دونِ هوادة أو تعب.

كيفَ لنا أن نقدِّر هذه القدّيسةَ؟ وما هي سبلُ تعزيزِ دورِها كإنسانة مهمّةٍ ومؤثّرةٍ؟ وهل ضلّت المرأةُ طريقَ حرّيتِها في خضمِّ هذه التحدّياتِ؟

من نافلِ القولِ التسليمُ بأنَّ عظمتَها ومكانتَها المرموقةَ سماويّتان ملكوتيّتان، وكأنَّ يدَ اللّه مسحَت على رأسِها كي تسموَ في الإنسانيّةِ وترتقي وتعلو فوق كلِّ التحديّاتِ. نحن نرى على مرِّ الأزمنةِ والعصورِ والحضاراتِ جميعِها أنَّ المرأةَ أخذَت حيّزًا كبيرًا وعظيمًا من الاهتمامِ، ولكن ذلك لم يكن كافيًا لأنّها تحتاجُ إلى من يساندُها في تصويبِ أهدافِها وأمانيّها مهما كانت بسيطةً وسهلةً وانسيابيّةً.

من هنا ينبغي أن نعملَ جاهدين لتحصلَ المرأةُ على قيمتِها الحقيقيّةِ التي هدرَها بعضُ المتطفّلين على الحياةِ الجميلةِ والهنيّةِ. من أعطى الرّجلَ الحقَّ في أنْ يحدَّ من عطاءاتِها إنْ كانت نبيلةَ الوفاضِ، ساميةَ الأهدافِ وغزيرةَ الابداعِ؟ هو أخذَ تلك المبادرةَ من دونِ أن يستأذنَ اللّهَ فيها، وهو المناطةُ به مَهمّةُ تعزيزِ مقدراتِها كلِّها؟ أوّلًا لأنّها نصفُه في بناءِ الأسرةِ، وثانيًا لأنّها نفسُه ومن ضلعِه، هكذا قال لنا اللهُ، فأصبحت تائهةً لا تجدُ من يحتويها ويدعمُ ذلك الإبداعَ المخبوءَ تحت جناحِها، وفي زوايا روحِها الرقيقةِ. إنّها حقيقةً “ضلع قاصر” أمام عنجهيّةِ المجتمعِ، وأفكارِه وأعرافِه الباليةِ غالبًا في مجتمعاتِنا الشرقيّةِ خصوصًا، إذْ تفرضُ عليها كثيرًا من التنازلاتِ والقناعاتِ، لذلك هي تحتاجُ رجلًا لا ذكرًا.

علاوةً على ذلك، نجدُ أنَّ بعضَ النساءِ قد ضلَلْن طريقَ الحريّةِ، فراهَنَّ على تقديمِ جمالِ الوجهِ والجسدِ على جمالِ العطاءِ والفكرِ وتطويرِ الذاتِ والتضحيةِ، وما أجملهما إن اجتمعَا، فاللّه جميلٌ ويحبُّ الجمالَ، حتّى أصبحنا اليومَ نراها تشبهُ صورةً جميلةً وساحرةً تعرضُ مفاتنَها.

نعم، إنَّ المرأةَ أمانةٌ تضجُّ قداسةً، لشدّةِ ما أوصى بها ربُّ السماءِ والأرضِ ورسُلُه، وكلُّ ما نزلَ من السماءِ من مراسيمَ للناسِ بشكلٍ مباشرٍ وخاصٍّ للرجلِ.

مسكُ الختامِ، المرأةُ كالقرآنِ كلاهما أوكِلَ إليه صنعُ الإنسانِ. ما أجملَ هذه الصورةَ وما أرقاها وأسماها وأعلاها! هي روحُ المجتمعِ وقلبُه ونبضُه وحياتُه ونهوضُه ورقيُّه وسموُّه ورفعتُه، فقدِّروا هذه النعمةَ.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد