مع دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا أسبوعها الرابع، يصل الهجوم الروسي الوحشي إلى آفاق جديدة، أعلنت روسيا الجمعة الماضي 18 مارس أنها أطلقت صواريخها التي تفوق سرعتها سرعة الصوت على هدف بالقرب من “ميكولايف” بأوكرانيا، وهي المرة الأولى التي تُستخدم فيها صواريخ تفوق سرعة الصوت في القتال الحي.
أثار استخدام الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت القلق في جميع أنحاء العالم، حيث إن أسلحة الجيل التالي قادرة على إصابة أي هدف على الكرة الأرضية في غضون ساعة، مع احتدام الحرب وربما تصعيدها، من المهم فهم هذه الأسلحة الجديدة، والمثيرة للجدل.
ما هو الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت؟
ببساطة، تُعرَّف الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بأنها صواريخ تسافر بسرعات تفوق سرعة الصوت عند إطلاقها، يتم تحديد السرعة الفائقة بسرعات تفوق ماخ 5 خمسة أضعاف سرعة الصوت، وبالتالي، يمكن للصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، بحكم التعريف، السفر لمسافة تصل إلى كيلومترين كل ثانية.
بينما تسافر الصواريخ الباليستية بسرعات مماثلة، لا يمكن للصواريخ الباليستية تغيير مسارها، في حين أن الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت شديدة القدرة على المناورة، ما يوسع مفهوم ما هو ممكن خلال الحرب الحديثة.
كيف تم تطوير الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت؟
تم تصميم أول صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت – Kh-45 – من قبل الاتحاد السوفيتي في السبعينيات، على الرغم من أنه لم يتم إطلاقه بنجاح وتم إلغاء عمليات الدمج في 1976-1977.
في 18 نوفمبر 2011، تم اختبار أول مركبة انزلاقية متطورة تفوق سرعتها سرعة الصوت (AHW) بنجاح من قبل جيش الولايات المتحدة، أطلق الصاروخ من هاواي، وضرب هدفه في جزر مارشال على بعد أكثر من 3700 كيلومتر (2300 ميل) في أقل من 30 دقيقة.
أعلنت روسيا التي كانت تعمل في الوقت نفسه على أول صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، عن صاروخها “أفانغارد” في عام 2018، على الرغم من أنه تم اختبار الصاروخ بنجاح في عامي 2015 و2016.
من لديه صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت؟
بينما كان الاتحاد السوفيتي أول من حاول تطوير صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، توقفت الجهود في الغالب حتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بمجرد أن أعلنت الولايات المتحدة عن أول صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت في عام 2011، بدأت دول أخرى في تطوير بنيتها التحتية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت واختبار الصواريخ المحتملة، أصبحت الصين الدولة الثانية التي نجحت في الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت في اختبارها الصاروخي لعام 2014، بينما أعلنت روسيا عن أول صاروخ لها في عام 2018، بعد ثلاث سنوات من أول اختبار ناجح تم الإبلاغ عنه في عام 2015.
انضمت الهند إلى الولايات المتحدة والصين وروسيا في عام 2019، عندما وصلت HSTDV (السيارة التوضيحية للتكنولوجيا فوق الصوتية) بنجاح إلى سرعة 5ماخ، وبحسب ما ورد ساعدت “إسرائيل” الهند على تطوير صاروخها عبر اختبار نفق الرياح، وتقوم حالياً بتطوير صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت جنباً إلى جنب مع الجيش الأمريكي، وتقوم “شركة صناعات الطيران الإسرائيلية” (IAI) وبوينغ بتطوير صاروخ “Arrow 3” الأسرع من “الصوت الإسرائيلي”، وبدأت الاختبارات الأولى في عام 2011.
لماذا الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مثيرة للجدل؟
يمكن استخدام الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت لإطلاق رؤوس حربية نووية، بينما توفر السرعات التي ينطوي عليها إطلاق الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت نظرياً ميزة هائلة، حيث يمكن للجانب الذي يحتوي على أسلحة تفوق سرعة الصوت أن يقضي على مواقع العدو من على بعد آلاف الأميال في غضون دقائق.
كان هذا هو السبب وراء “معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية” التي وقعتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في عام 1972، والتي حددت كلا الجانبين بأنهم مُجمعون للصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية وما مجموعه 100 صاروخ مضاد للصواريخ الباليستية فقط، والتي تهدف إلى الضرب، نجت المعاهدة من تفكك الاتحاد السوفيتي حتى أنهت الولايات المتحدة المعاهدة في عام 2002.
في عام 2018، استشهد بوتين بانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة باعتباره السبب وراء تطوير روسيا لأنظمة صواريخ جديدة تفوق سرعتها سرعة الصوت، أنظمة تم عرضها أمام العالم يوم السبت الماضي في “ميكولايف”، أوكرانيا – عندما أصبح صاروخ “كينزال” الروسي أول صاروخ يستخدم في الحركة الحية.
بن تسيون جاد – جيروساليم بوست
ترجمة الهدهد
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات مغلقة.