في لقاء أجراه موقع الناشر مع المتحدثة الرسمية للحركة العالمية لمقاطعة المنتجات الأميركية (BUP) منى عيسى، أشارت عيسى إلى أنه “عبر التاريخ أثبتت المقاطعة فعاليتها في كثير من القضايا، فهي آلية للضغط على المؤسسات والشركات وحتى الحكومات. وبسبب الهيمنة الأمريكية وممارساتها المجحفة منذ عقود ضد كثير من البلدان خاصة الحصار الاقتصادي والعقوبات، وجدنا أنفسنا أمام واجب الدفاع عن أوطاننا، فكانت المقاطعة السبيل الذي اخترناه للتصدي لهذه الممارسات الوحشية الهادفة لإفقار الشعوب وتجويعها بالمرتبة الأولى”.
وتابعت عيسى “نحن مجموعات شبابية تتألف من مثقفين وإعلاميين وباحثين وناشطين من جميع الجنسيات والفئات المجتمعية. لدينا حتى الآن عمل في نحو 12 دولة، ونتشارك الأهداف نفسها لأننا نشعر بالمسؤولية اتجاه أوطاننا ونرى أنفسنا في الخطوط الأمامية للدفاع عنها والتصدي لتلك الممارسات المجحفة بحقنا وحق شعوبنا”.
وأكملت عيسى “لدينا مجموعات شبابية ناشطة في عدد من البلدان كالسويد وروسيا ولبنان والعراق وسوريا وأذربيجان ومصر وغيرها، ونعمل على توسيع الدائرة والبحث عن منسقين للحركة في أكبر عدد من البلدان. لا توجد شروط على اختيار بلدان دون غيرها، ولا نتدخل في سياسات الدول نفسها، وإنما يعنينا أن يكون هناك من يشاركنا أفكارنا في أي بلد حول العالم. هذه المجموعات الشبابية يمثلها منسق للحركة في كل بلد”.
“أهدافنا هي إضعاف الاقتصاد الأمريكي بالعمل على تقليص الصادرات والخدمات الأميركية إلى العالم والتقليل من استخدام الدولار في العمليات التجارية كافة، وخلق وعي شعبي لدى شعوب العالم بثقافة المقاطعة بصفتها موقفاً إنسانياً أخلاقياً أكثر من كونها موقفاً سياسياً وتنميتها تدريجياً لتكون أداة ضغط ضد الهيمنة والجرائم الأمريكية. وبما أن الاقتصاد شريان حياة للولايات المتحدة، نكون بالمقاطعة قد أثرنا في هذا الاقتصاد بطريقة أو بأخرى، ما قد يلفت نظر الحكومة الأمريكية لإعادة النظر في ممارساتها ضد الشعوب”.
أما عن المنتجات التي تجب مقاطعتها، فقد ذكرت عيسى بعض المنتجات مثل الكوكا كولا والكاتربيلر والايفون وغيرها، مشيرة إلى أن هناك شركات تخصص نسبة كبيرة من أرباحها لدعم الكيان الصهيوني، وبعضها يتعمد دعم تسليح الكيان وبناء المستوطنات.
وأضافت عيسى أن هاتف iPhone ومنتجات آبل “هدف استراتيجي” بالنسبة لـ BUP، خاصة وأن شركة آبل المصنعة لهاتف آيفون تشكل أرباحها 10% من الاقتصاد الأميركي، بالإضافة إلى أن شركة آبل بنت أرباحها عبر استعباد الأطفال في الكونغو، كما أن ثاني مركز لشركة آبل موجود في هرتسيليا في الأراضي الفلسطينية المحتله، وهي داعم أساسي للكيان الصهيوني على الصعيد المعلوماتي. وعليه فإن مقاطعة شركة آبل ولا سيّما هواتف آيفون، تندرج تحت الأعمال الإنسانية والوطنية.
وأكدت عيسى أن دعم المنتج المحلي والاقتصاد المحلي للدول هو من أهم أهداف الحركة، وقالت إنه “فضلاً عن لوائح البضائع البديلة للمنتجات الأميركية التي لدينا والتي نعمل على تطويرها يوماً بعد يوم، فإن كل مواطن يستطيع أن يجد بديلاً وطنياً أو مستورداً من دولة غير الولايات المتحدة. هناك بضائع لا تؤثر كثيراً في حياتنا اليومية، على سبيل المثال المأكولات التي من السهل الاستعاضة عنها بمنتجات وطنية أو غير أميركية. أيضاً الإلكترونيات مثل الهاتف المحمول والتلفزيونات والأدوات المنزلية… هناك منتجات منافسة كثيرة تتمتع بنفس جودة الأميركية وفي بعض الأحيان تضاهيها. كل ما نحتاجه هو الإرادة. إن وجدت إرادة المقاطعة، نستطيع أن نجد البديل. إن ثقافة المقاطعة تهدف أيضًا إلى تطوير الأوطان، والتشجع على إنتاج منتجات بديلة”.
وعن مدى فعالية السلاح الاقتصادي، قالت عيسى إن الولايات المتحدة حاربت دول العالم بالسلاح الاقتصادي وكان الأكثر إيلاماً للشعوب، فهي حاصرت دولاً ومنعتها من التجارة، واغتالت اقتصادات دول أخرى، كما دمرت عملات مختلفة، ما جعلها تسيطر على العالم. فبالتالي يجب محاربتها بذات السلاح الذي استخدمته. وأنهت عيسى لقاءها بدعوة الجميع للمشاركة بحملات المقاطعة التي أوضحت أهدافها، سائلة المستهلك إذا خُيّر بين شراء منتج يدعم قتل الأطفال والنساء وتشريد الشعوب وبين شراء بديل وطني من شأنه أن يدعم الاقتصاد المحلي، فماذا يختار؟
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
[…] وللاطلاع على نص المقابلة كاملاً: https://annasher.com/?p=973 […]