عاش لبنان على مر السنين منذ ما قبل تشكله كما نعرفه الآن مخاضات عسيرة وواجه محطات مفصلية كادت تودي بأسس التعايش والتركيبة القائمة بين المكونات الطائفية كافة لولا وجود شخصيات استثنائية كانت حاضرة في كل محطة وأزمة ومفترق طرق واستطاعت أن تلعب دورًا محوريًّا في ضبط إيقاع المتهورين والمتطرفين المنجرفين نحو ضرب تلك الصيغة والعقد الاجتماعي القائم بين الناس. هذا التهور والإنجراف الذي يحاكي المشاريع التقسيمية وأحلام الكونفدرالية لبلد صغير مثل لبنان لا يحتمل هذا النوع من التقطيع والتوزيع والتحويل إلى كانتونات متنازعة متنافرة لا يملك أيّ منها مقومات الدولة واستمرارية بقائها على قيد الحياة.
منذ بدايات القرن العشرين وبدء بروز الأطماع الغربية في المنطقة العربية منذ وعد بلفور مرورًا باتفاقية سايكس – بيكو وتشكيل الكيانات المختلفة في المنطقة العربية ومنها الكيان اللبناني وسلخها عن بعضها البعض وترسيم حدود مصطنعة بينها تحمل في طياتها بذور الانفجار والخلاف والصراع ومن خلفها أنظمة تحاكي أطماع الدول المنتدبة، وقبل مئات السنين عرفت الطائفة الشيعية في لبنان العديد من العلماء الكبار على المستوى الوطني والديني وطافت سمعتهم الطيبة وعلمهم الغزير بين الأقطار منذ الشهيدالأول محمد بن مكي الجزيني العاملي (رض) والشهيد الثاني زين الدين بن علي الجبعي العاملي (رض)، وهم كانوا مثل عقد اللؤلؤ تتراصَفُ حبّاتهُ الواحدة تلو الأخرى، تحسبهم من مدرسة واحدة بل هي كذلك تتوالى فصولها وإنجازاتها. وفي بداية القرن العشرين وانطلاقًا من الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (قده) وصولًا إلى سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله (حفظه الله) وما بينهما واسطة العقد وميزانه الإمام المغيب السيد موسى الصدر (أعاده الله سالمًا).
هؤلاء العلماء الأجلَّاء كانوا طليعة المقاومين للاحتلال ومشاريعه التقسيمية والتفتيتية، حيث كان الإمام شرف الدين أول من أطلق شرارة المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي في الرابع والعشرين من نيسان / إبريل من العام 1920 ميلادية في المؤتمر الشهير الذي دعا إليه في “وادي الحجير” والذي جمع أقطاب جبل عامل ووجهاءه وثواره المقاومين في إطار الجهود العظيمة التي بذلها لاستنهاض الناس وتثويرهم بوجه المحتل، آخذًا بالاعتبار التنوع الطائفي والمذهبي في جبل عامل بحكمة ورجاحة عقل وطول أناة وصبر واستشرافٍ للمستقبل، مبديًا حرصه الشديد على التعايش والوئام والسلام بين مكونات هذا الجبل ورافعًا الصوت بوجه المخالفين والعابثين بهذا الاستقرار – على إثر فتنة عين إبل في ذلك التاريخ – إلى حدود الحُرمِ الديني على المتآمرين والفوضويين منهم والمتجاوزين لقواعد هذا التعايش وأساسه حفظ الناس وحرمة سفك دمائهم والسطو على أملاكهم وإهانة كراماتهم.
في مؤتمر الحجير كانت كلمته الشهيرة وخطابه التاريخي والذي جاء فيه: “يا فتيان الحميَّة المغاوير، الدين النصيحة، ألا أدلكم على أمرٍ إن فعلتموه انتصرتم؟ فوّتوا على الدخيل الغاصب برباطة الجأش فرصته، وأخمدوا بالصبر الجميل الفتنة، فإنه والله ما استعدى فريقًا على فريق إلا ليثير الفتنة الطائفية ويشعل الحرب الأهلية حتى إذا صدق زعمه وتحقق حلمه، استقر في البلاد تعلّه حماية الأقليات. ألا وإنَّ النصارى إخوانكم في الله وفي الوطن وفي المصير، فأحبوا لهم ما تحبون لأنفسكم وحافظوا على أرواحهم وأموالهم كما تحافظون على أرواحكم وأموالكم، وبذلك تحبطون المؤامرة، وتخمدون الفتنة وتطبقون تعاليم دينكم وسنّة نبيّكم .. “. وأي قول أوضح من ذلك يصدر عن عالمٍ جليلٍ حكيمٍ حريص على الناس وطمأنة القلقين منهم وحفظ التعايش بينهم وحمايته في الوقت الذي كانت تطل برأسها الفتنة الطائفية التي افتعلها المحتل الفرنسي في حينها محذرًا من مخاطر الانجراف والتورَّط فيها، حيث كان الكثيرون منقادين لها تحت وهْم الحماية والمكاسب والاستعلاء على أهلهم وجيرانهم حيث أثيرت عواطف المسيحيين بدعمٍ خادعٍ من جيش الاحتلال الذي لم يوفر جهدًا في تشجيع المستغلّين لمثل هذه الأحداث وتغذيتها بالنعرات الطائفية وتحريض الحاقدين على أخوتهم في الوطن وتسليحهم حتى ازداد التوتر في جبل عامل وساءت الأحوال بين سكانه من الشيعة والمسيحيين وارتفع منسوب العداء بينهم، هذا الاحتلال الَّذي أمعن في التضييق على السيد شرف الدين مطاردًا إياه محاولًا قتله أو اعتقاله وحارقًا داره في بلدة شحور الجنوبية ومكتبته النادرة بما تحتويه من كتب ومخطوطات قل نظيرها، ومشرِّدًا إياه ما بين الشام ومصر وفلسطين.
تجاوزت الناس الفتنة آنذاك بسعي العقلاء والحكماء وعلى رأسهم الإمام شرف الدين (قده) الذي كان بحق فقيهًا عالمًا من أعلام زمانه وضامنًا لسلمه الأهلي وحافظًا لصيغة التعايش والوئام بين اللبنانيين في جبل عامل، مسهمًا في النهضة العلمية والأدبية وتاركًا مؤلفات عديدة جاوزت الثلاثين في الفقه والعقيدة والسيرة والفلسفة وعاملًا مجدًّا في التقريب بين المذاهب الإسلامية، كما ترك عددًا من المؤسسات التربوية والاجتماعية منذ تاريخ رحيله إلى جوار ربه رحمه الله.
هذه المسيرة الطويلة تابعها الإمام السيد موسى الصدر (أعاده الله) بإخلاصٍ وتفانٍ متلمسًا درب الإمام شرف الدين (قده) منذ قدومه إلى لبنان واستقراره فيه أواخر العام 1959 ، وهو الوريث السياسي والقيادي لهذا الإرث الكبير، الإمام الصدر الذي كان يتصف بالذكاء وحسن التدبير والمبادرة والعقل الراجح والمبدع والمخلص لقضايا الناس بصدقٍ والحامل لهمومهم اليومية مستندًا إلى جمهور عريض من المحبين والمريدين والأنصار وخاصة جيل الشباب حيث بادله هذا الجمهور الحب والإخلاص والالتزام بتوجيهاته والاستعداد للتضحية وفقًا لإرشاداته في المعركة التي قادها هذا الإمام بوجه الحرمان والاحتلال، وآخذًا بعين الاعتبار التنوع الطائفي والمذهبي في لبنان ومقاتلًا في سبيل بقاء التعايش والسلام قائمًا بين مكونات الوطن وساعيًا للحفاظ عليه ولو كلفه الأمر التضحية بنفسه في سبيل حمايته من الأخطار.
هذه الرؤية والتطلعات لدى الإمام الصدر نحو حماية هذا الكيان اللبناني وبقائه نموذجًا للعيش المشترك لما فيه مصلحة أبنائه وأجياله القادمة تجلّت في نشاطه السياسي منذ ستينيات القرن الماضي وتُرجمت بحركة دؤوبة وفاعلة في مختلف المناطق اللبنانية ترسيخًا لهذه الرؤية وأهدافها. كما برزت في مواقفه السياسية والاجتماعية والإنسانية في أكثر من محطة ومكان وخاصة عندما أطلت الفتنة الطائفية برأسها إبَّان الحرب الأهلية في العام 1975 مضافًا إليها مشاريع قوى اليمين الانعزالي في وقتها وارتباطاتها المشبوهة وطروحاتها التقسيمية للبلاد مما وضع لبنان على فالق زلزال طائفي مذهبي أحرق البلاد والعباد وشطرها إلى نصفين في أكثر من منطقة حيث ارتفعت فيها المتاريس والسواتر الترابية وراح المتحاربون يخوضون جولات من القتال العنيف، ومورست الموبقات وارتكبت الجرائم وهجرت الناس وأحرقت القرى وقتل ما لا يقل عن 120 ألف لبناني ولاجئ فلسطيني من المدنيين، وخطف الأبرياء وفقد الآلاف منهم ولم يعرف مصيرهم حتى الآن، وكلُّه باسم الدين والطائفة والمذهب والوطن، هذا والإمام الصدر يصل ليله بنهاره متحديًا الأخطار من مكان إلى آخر ومن مسجد إلى كنيسة مخاطبًا الناس وحاثًّا على إنهاء الاقتتال وتغليب لغة العقل حفظًا للتعايش الإسلامي- المسيحي وبقاء الكيان موحَّدًا متماسكًا وحفظًا للوحدة الوطنية وعاملًا وفق قوله: “التعايش الإسلاميّ المسيحيّ ثروة يجب التمسّك بها”. وما اعتصامه الشهير في مسجد العاملية في بيروت استنكارًا للحرب القائمة بين اللبنانيين إلا واحدة من خطواته لإنهاء الاقتتال ونبذ العنف وجلوس المتقاتلين على طاولة الحوار حيث قال في بيان فك الاعتصام: “.. أيها الإخوة، إن أبناء دير الأحمر والقاع وشليفا هم أبنائي كأبناء عرسال والعين واليمونة والهرمل ودار الواسعة… إن كل طلقة تُطلق على دير الأحمر أو القاع أو شليفا … إنما تُطلق على بيتي وعلى قلبي وعلى أولادي ..”.
هكذا كان الإمام الصدر طيلة سنوات وجوده وحتى تاريخ تغييبه – أعاده الله – كان بيننا داعيًا إلى رفض الاقتتال وتغليب الحوار وإلى بناء مؤسسات الدولة والحفاظ عليها وحماية التعايش ووحدة الكيان اللبناني بكل طوائفه والتحذير من الاحتلال الإسرائيلي وأطماعه في لبنان ومخاطره على الصيغة اللبنانية بتنوعها ومحاولات بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، والتي كانت ستؤدي لا محالة إلى انفراط عقدها الاجتماعي الذي يجمعها وتحويل هذا البلد الصغير إلى دويلات متناحرة متقاتلة يسهل مع مرور الأيام ابتلاعه خدمة لأطماع “إسرائيل” في التوسع والاستيطان. وهنا نعلم لماذا خطف الإمام الصدر والهدف من تغييبه عن شعبه وساحة جهاده في أكثر اللحظات الدقيقة والحساسة من تاريخ لبنان في الــواحد والثلاثين من آب من العام 1978 وخاصة بعد أشهر قليلة من الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان والذي أعطي اسم عملية الليطاني في آذار من العام 1978 وقبيل أشهر قليلة من انتصار الثورة الإسلامية في إيران في الحادي عشر من شهر شباط من العام 1979، ولأنه كان بحق يشكل حجر عثرة بوجه مشاريع الانعزاليين التقسيمية والتفتيتية لهذا الكيان والمتورطين في تغذية خلافاته الداخلية والمذهبية والطائفية، وأيضًا لأنه كان صوت العقل والحكمة والبصيرة في وعي الناس الفقراء والبسطاء وحاملًا لهموهم وأحلامهم وتطلعاتهم للعيش بوطنٍ آمنٍ حرٍّ سيد ومستقل.
غُيِّب الإمام الصدر في ظلمات سجون النظام الليبي البائد ووقِّعت اتفاقية كامب دايفيد بين مصر والكيان الإسرائيلي، وبات لبنان على مفترق الطرق تتلاطمه الأمواج العاتية. واحتدم الصراع الداخلي والتهبت الجبهات ونشأت ظروف متعددة مهَّدت الأرضية المناسبة للعدو الإسرائيلي لاجتياح العام 1982 بتواطؤٍ من حلفائه في الداخل من القوى الانعزالية أدَّت إلى خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان والتنكيل بالقوى الوطنية المقاومة، كل هذا بهدف تغيير المشهد السياسي وفرض رئيس للجمهورية يوقع اتفاقية إذعان مع الكيان الغاصب، ولكن جرت رياح المقاومة بما لا تشتهي سفن الاحتلال.
من رحم هذه الأحداث الدامية والصعبة على لبنان خرجت نواة مقاومة شرسة وشجاعة في مواجهة الاحتلال تلمست طريق وفكر ونهج الإمام الصدر (أعاده الله) متكلة على الله ومستندة إلى طلائع بشائر الثورة الإسلامية في إيران وقائدها الراحل الإمام الخميني (قده)؛ مجموعة من الشباب الملتزم التقوا في ميادين التدريب والاستعداد وتعاهدوا على مواجهة العدوان حتى الشهادة. شبابٌ في مقتبل العُمر طريُّو العود في السياسة ولكنهم واعدون وواعون ومنفتحون، وضعوا قواعد وأسس العمل المقاوم وحققوا الانتصارات والإنجازات وفرضوا أنفسهم رقمًا صعبًا في المواجهة العسكرية والسياسية، وكانت رسالتهم المفتوحة للناس منهاجهم وسيرتهم ومبادئهم وفيها التزامٌ واضحٌ وأكيد بقضايا الوطن وشعبه.
عمل السيد الشهيد عباس الموسوي (رض) خلال الفترة القصيرة التي شغل فيها مسؤولية الأمانة العامة لحزب الله على تعزيز الحضور السياسي والانفتاح والتواصل مع مختلف مكونات المجتمع اللبناني وخاصّة أن لبنان كان قد خرج حديثًا من حالة الانقسام والحرب الأهلية في العام 1990 دون أن يغفل عمل المقاومة وتصعيدها بوجه الاحتلال، كما عزز السيد الموسوي (رض) الالتصاق بقضايا الناس وهموهم حتى قضى شهيدًا بالغدر الصهيوني في العام 1992، وتلقّف الراية سماحة السيد حسن نصرالله (حفظه الله )، وهو التلميذ النجيب لمدرسة الإمام الصدر مقتفيًا أثر السيد عباس الموسوي (رض)، فأخذ من هذا وذاك عصارة الفكر والنهج والتجربة مضيفًا إليها كاريزماتية غير عادية خاصة به استطاعت أن تأخذ بمسيرة المقاومة نحو الاستمرار والتطور والانتصارات، وباتت شخصيته عابرة للأقطار من المحيط إلى الخليج وما بعد الخليج إلى مختلف أرجاء العالم.
في لبنان عمل السيد نصرالله على تعزيز الشراكة الوطنية والتعايش الإسلامي المسيحي وتجاوز الخلافات والصراعات وتعاليًا عن صغائر السياسة وزواريبها نحو دولة العدالة والمساواة بين جميع أبنائها، وعرف أهمية هذه التنوع الطائفي والمذهبي وخصوصًا الدور المسيحي كشريك وأخ في المواطنة فكان تفاهم مار مخايل في 6 شباط من العام 2006 الذي فتح آفاق التواصل والتكامل والتنسيق والتعاون مع شريحة واسعة من اللبنانيين عمومًا والمسيحيين خصوصًا، مضافًا إليه تعزيز العلاقات مع مروحة عريضة من الجهات الروحية والسياسية، ولم يقطع مع أحد قط إلا من فعل ذلك من طرفه بسبب عدائه للمقاومة وأحقاده الموروثة تجاه شركائه في الوطن.
وفي سبيل تعزيز قوة هذا الكيان وصموده واستمرار المقاومة إلى جانب الجيش اللبناني في وجه العدو الإسرائيلي وحماية للبنان من أطماعه في أرضه ومياهه وثرواته لم تخلُ إطلالة من إطلالات السيد نصر الله أو خطابًا من خطاباته أو حتَّى لقاءً صحُفيًّا إلا وكان لبنان حاضرًا بمقاومته وأهمية تنوعه الطائفي وقيمة التعايش بين أبنائه والحرص على الصيغة المكونة للبنان ومعادلته الذهبية الجيش والشعب والمقاومة، حيث في هذه المعادلة يكمن سر قوة لبنان الذي عمل لأجله الإمام شرف الدين والإمام الصدر وتاليًا ومنذ أكثر من ثلاثين عامًا السيد نصر الله، حيث لم يترك فرصة أو مناسبة إلَّا وقال مؤكدًا: “الحرص على التعايش الاسلامي – المسيحي والعيش المشترك في لبنان والنسيج الوطني وتجنب الحساسيات وتواصل الناس، وأننا لا نسعى لكي نكون الطائفة القائدة بل نحن مع التضامن والتعايش والشراكة الحقيقية بين المسلمين والمسيحيين”. هذا السيد المضحّي الذي واجه المؤامرات والتجنيات والإساءات للكرامات والإهانات لشخصه ولحزبه ولبيئته كان وما يزال يشكل صمام أمان للسلم الأهلي وجسر تواصل بين مكونات المجتمع اللبناني رغم المحطات الأليمة والدامية والتي وضعت الوطن وسلمه الأهلي على حافة الاقتتال، من قتل الأبرياء المتظاهرين عند جسر المطار في العام 1993 تنديدًا باتفاقية أوسلو الخيانية إلى الأحداث المتنقلة من منطقة إلى أخرى، في حي السلم ومار مخايل وقصقص والجامعة العربية وحديثًا في الطيونة وخلدة وغيرها من الأحداث التي سقط فيها الأبرياء ظلمًا وغدرًا بقرارات مشبوهة كان فيها السيد نصر الله قمة في المسؤولية الوطنية والوعي لمخاطرها والحرص على وأدها في مهدها والتعاطي المسؤول في معالجة تداعياتها ولملمة دماء شهدائها وجرحاها وإلّا كُنَّا رأينا الوطن والسلم الأهلي في مكان آخر.
في الأربعين ربيعًا، لبنان يحتاج إلى هذا النوع من القيادات والقامات التي تضع في أول اهتماماتها السلم الأهلي والشراكة الوطنية والتعايش الإسلامي – المسيحي، تحتاج لمن يعتنق هذه المبادئ والقيم بمعزل عن الأنا والحزب والطائفة والمذهب، والمستعد للتضحية بأغلى ما يملك ولو كلفه ذلك تشريدٌ بين الأقطار والبلدان أو خطف وتغييب في ظلمات الزنازين أو شهادة الابن البكر في ساحة الميدان.
النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
من المستغرب ان الكاتب متمس تاريخيا وكاتب عن مرجعيات و لم يذكر دور المرجع فضل الله
يبدو انه تقصد ان لا يذكر الاسم خوفا من الحقيقة التي قد تزعج الكثيرين.
على كل حال لعل التعليق ينعش ذاكرته او يجعله يطالع جيدا من جديد مجريات الاحداث.