عبد اللهيان من بيروت: عروض اقتصادية ورسائل للسعودية

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

مع تسارع الأحداث السياسية مؤخرًا جاءت زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، إلى لبنان والتي تهدف إلى التنسيق السياسي مع دول المنطقة، ولأن لبنان جزء مهم من الخارطة السياسية، كان لابد من هذه الزيارة.
وزير الخارجية الإيرانية التقى بعدد من النخب السياسية والاعلامية في لبنان ليقدم شرحًا واضحًا حول مضمون الزيارة.

دعم اقتصادي للبنان
تحدث الوزير عبد اللهيان عن لقاء سابق جمعه مع رئيس الحكومة اللبناني في المانيا قبل سنوات، حينها كان مساعداً لوزير الخارجية، حيث أخبر رئيس الحكونة آنذاك أن ايران مستعدة لإنشاء محطة في الشمال والجنوب، ولكن للاسف لم تتجاوب الحكومة مع العرض الإيراني فيما تقوم إيران حاليًا بإمداد العراق بالكهرباء رغم وجود العقوبات.

الوزير تحدث عن إمكانية ربط شبكة من العراق الى سورية ثم لبنان. وأضاف أنه قد أخبر الرئيس ميقاتي عن إمكانية تزويد لبنان ليس فقط بالكهرباء، بل بالغاز أيضاً، لكن الأمر يتطلب شجاعة من الجانب اللبناني، فيما قال الرئيس ميقاتي إن الحكومة مستعدة لقبول العرض لكن بعد رفع العقوبات.

من خلال حديث الوزير عبد الليهان يتبادر إلينا سؤال هام:لماذا لم تقبل الحكومة بالعرض الإيراني رغم أن الجانب الإيراني يستمر بتصدير الكهرباء والغاز والنفط رغم العقوبات؟
والإجابة هي أن الحكومات التي قبلت العرض الايراني تريد أن تجد حلولاً لمشاكل الطاقة، فيما الحكومة اللبنانية لا تريد الاستفادة من الحلول المتوفرة والتي تخدم مصلحة لبنان بشكل عملي.

وفي العودة لحديث الوزير عبد اللهيان، فقد أكد بأن ايران لا تريد إلا الخير للبنان، وأضاف بأن الرئيس ميقاتي أخبره بأن لبنان بحاجة للمازوت وقد تم الاتفاق بمتابعة هذا الأمر عبر الوزراة، مشددًا على أن إيران مستعدة لتزويد لبنان بكل كمية المازوت المطلوبة.

لقد نقلت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان صورة حقيقية حول رغبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمساعدة لبنان في ظل تردي الوضع الإقتصادي اللبناني.
وفي هذا الإطار فقد أوضح الوزير عبد اللهيان بأن إيران مستعدة لتبادل الليرة اللبنانية مع الريال الإيراني.
وحول استعداد إيران لدعم القطاع الصحي في لبنان، فأكد أن إيران جاهزة في موضوع الأدوات الطبية والدواء الإيراني، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت الكثير، وخصوصًا الدواء للامراض المستعصية، وهي دولة منتجة لدواء السرطان وتكلفته جداً بسيطة، وهي مستعدة لتقديم كل ما يريده لبنان في هدا المجال. وأضاف الوزير عبد اللهيان أن الخطوة المهمة حالياً تتمثل بتسجيل الأدوية الإيرانية في وزراة الصحة ليتم تصدير الدواء إلى لبنان.

أما حول قضية القمح فقد أكد الوزير عبد اللهيان أن لدى إيران كميات كبيرة ومخزون استراتيجي من القمح وهناك إستعداد إيراني لتأمين القمح والطحين.

العلاقات السعودية – الإيرانية
وحول العلاقات السعودية – الايرانية أكد الوزير عبد اللهيان بأن الهدف من التقارب الايراني السعودي فيه مصلحة للمنطقة وهو يعكس
ارتياحًا، فيما ترامب هو الذي جر السعوديين الى مكان خاطىء، وبعد ذهاب ترامب اعترفت لنا بعض الدول بذلك، وإيران تعرف بالتفصيل ما الذي كان يدور بين مسؤولي بعض دول المنطقة حيث وعدهم ترامب بأنه سينهي النظام في ايران.
وأشار إلى أن إيران أخبرت السعودية بأن الرياض هي من قامت بقطع العلاقة ومع ذلك لم يرد الجانب الايراني على السعودية بالمثل.

كما أن إيران، بحسب عبد اللهيان، كانت دائمًا ترسل الرسائل بأنها لن تقطع العلاقة وفي أي وقت تريد السعودية العودة فإيران مستعدة.

وتحدث الوزير الإيراني عن المفاوضات بين السعودية وايران، وقال إنه تم عقد أربع جولات من المفاوضات في العراق، وتم الاتفاق على الاستمرار بالتواصل، لكن السعودية تعتقد أن هذا الحوار من أجل حل القضية اليمنية، وهذا ما تريده وتسعى إليه، لافتاً إلى أن إيران تستخدم كل مكانتها لوقف العدوان على اليمن وفك الحصار عن الشعب اليمني.

الوزير عبد اللهيان أوضح بأن إيران نصحت الجانب السعودي بعدم تعليق آماله على الجانب الأميركي أو على مفاوضات فيينا، فالأميركي اليوم لم يستطع حمايتهم.
وأكد عبد اللهيان بأن السعودية دولة مهمة ومؤثرة وفي الوقت ذاته فإن إيران أدانت عملية الإعدام التي قام بها النظام السعودي مؤخراً.
وحول دور السعودية في لبنان أكد الوزير عبد اللهيان بأن ملف لبنان لم ولن يكون محل نقاش ما بين ايران والسعودية. ولابد للجانب اللبناني أن يساعد نفسه، وإيران مستعدة لتقديم أي شيء من شأنه ان يحسن الاوضاع في لبنان من خلال التعاون والانفتاح الى اقصى حد ومؤازرة لبنان.

وقال وزير الخارجية الإيراني خلال اللقاء، إنه وللأمانة التاريخية، فإن وزير خارجية السعودية سعود الفيصل تحدث معنا قبل وفاته بشهرين عن لبنان وسورية والعراق واليمن، وقد قال حينها تعالوا نتفق بأن الوضع في العراق معقد وفي اليمن أصعب بكثير وفي سورية هناك حرب ودمار، أما الوضع في لبنان فهو أسهل وقد وصف الوزير السعودي بأن لبنان مكان للرقص واللهو وأجبته عندها بأن إيران تعرف أن لبنان أرض المقاومة وإيران ليس لديها أي نية بأن تكون الساحة اللبنانية محل صراع او خلاف فيما بينها وبين السعودية.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد