الجيش الإلكتروني الاسرائيلي ليس مستعدًا لخوض الحروب أيضًا!

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

نوح عواضة – خاص الناشر |

يخسر العدو الإسرائيلي بشكل تدريجي قوته الامنية والعسكرية، فبعد اختراق صواريخ وطائرات المقاومة اقوى منظومات الدفاع في العالم، تلقت إسرائيل اليوم ضربة قاسية جعلت مكانتها في الأمن السيبراني تتآكل أيضًا.

لماذا نقول ذلك؟ لأن الكيان الإسرائيلي يحيط نفسه بتحصينات في الأمن الإلكتروني رصدت لها مبالغ قدرت بأكثر من 82 مليار دولار. ويصف المتخصصون الكيان بأنه من القوى العظمى في مجال الأمن السيبراني خصوصًا أن الحكومة الإسرائيلية تستثمر في قطاع الأمن السيبراني بمبالغ مالية ضخمة سنويًا ما جعل عددًا كبيرًا من دول العالم تلجأ إلى “اسرائيل” التي تستقطب الشركات لفتح مركزها في تل أبيب ما جعلها مركزًا قويًا لصناعة وتصدير منتجات الامن الالكتروني التي وصلت قيمتها إلى نحو 6.5 مليار دولار.

تعتبر مدينة بئر السبع مركزًا مهمًا في مجال الامن السيبراني، حيث يصفها المتخصصون بأنها “موطن لفلسفة الأمن السيبراني للدولة الاسرائيلية”، فالحكومة الاسرائيلية تجمع في منهجها مبدأ خلط التطبيق النظري والعملي وذلك للمصالح الخاصة أو للعامة، وكل ذلك باشراف الحكومة الاسرائيلية التي تستفيد من خبرات شركات متعددة الجنسيات.

وتولي الدولة العبرية اهتمامًا كبيرًا بالأمن السيبراني من حيث التشجيع على الاستثمارات وفتح دورات أكاديمية للمواطنين لتعليمهم فنون الأمن السيبراني، كما أدخلت في المنهاج التعليمي للمدارس والثانويات مواد عن الأمن السيبراني، ويمكن لطلاب الجامعة التخصص في هذا المجال ونيل درجة الدكتوراه.

في عام 2020 تعرض الكيان لهجوم إلكتروني استهدف مرافق للمياه والصرف الصحي، تمت خلاله السيطرة على كلمات مرور تشغيل منظومات لضخ المياه، كما تعرّض مرفق صرف في القطاع الزراعي، بالاضافة إلى هجوم إلكتروني استهدف 9 مستشفيات حكومية داخل الكيان، ما تسبب في شلل تام لمنظومة الحواسيب وقرصنة المعلومات لمستشفى “هيلل يافه” في بلدة الخضيرة. وسبق الهجوم استهداف المنظومة الحاسوبية للحكم المحلي الإسرائيلي، التي تحتوي على معلومات لـ7 ملايين اسرائيلي وجرت قرصنة بيانات 700 ألف مستوطن.

كما لم تسلم الشركات الخاصة داخل الكيان، ففي شهر كانون الأول من عام 2020 تعرضت خوادم شركة التأمينات الإسرائيلية “شيربيت” لقرصنة واختراق من قبل مجموعة “بلاك شادو” حيث حصل المهاجمون على معلومات شخصية لمئات الآلاف من الزبائن قدرت مساحتها بألف جيغا بايت، وقاموا بنشر قرابة ألفي وثيقة تضم مئات بطاقات الهوية، والتفاصيل الشخصية لبعض الزبائن، وقسائم أجور عمل، وتقارير مالية عن الشركة.

وقد ذكرت تقارير أكاديمية أن “إسرائيل” تتعرض بشكل دوري لعمليات اختراق إلكترونية، ولكن ما حصل منذ ايام كان صداه أقوى في الصحف الاسرائيلية حيث وصفته صحيفة هآرتس بأنه “أكبر هجوم إلكتروني على الإطلاق ضد إسرائيل”، وذكر موقع الصحيفة أن “وزارات الصحة والعدل والرعاية الاجتماعية تأثرت وكذلك مكتب رئيس الوزراء، إذ تعرضت للهجوم والسبب أن الدولة العبرية الأكثر حداثة تربط مدنها الذكية ومؤسساتها ومنشآتها بشبكة الإنترنت، ورغم الذهول داخل الكيان من الهجوم اخفى المتخصصون الخسائر واكتفى رئيس معهد حولون للتكنولوجيا هاريل منشاري بالقول انه كان هجومًا واسع النطاق ضد “إسرائيل” وطال جميع المواقع الحكومية. فإذا كانت هجمات عام 2020 عطلت مياه الصرف الصحي وشبكات المياه والمستشفيات داخل الكيان ولم يأخذ الخبر صداه في الاعلام العبري فماذا حقق هجوم 2022؟ يبدو أنه حقق اكثر من ذلك بكثير.

رغم اهتمام الحكومة الاسرائيلية بالامن السيبراني والاستثمارات والتطور والاستفادة من خبرات المهندسيين من جنسيات مختلفة، يبدو أن الجيش الالكتروني الاسرائيلي اليوم كما حال جيشه العسكري ليس مستعدًا لخوض الحروب أيضًا.

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد